دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف مسؤولون صحّيون في المملكة المتحدة تفاصيل جديدة توصّلوا إليها خلال بحثهم المستمر عن سلسلة غير اعتيادية من حالات إصابة الأطفال بالتهاب الكبد. ويساهم التقرير الجديد الصادر عن وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة الإثنين، بشرح سبب تركيزهم على رابط محتمل لعائلة الفيروس الغدي.
ومنذ بداية العام، شخّص 111 طفلًا في المملكة المتحدة بإصابتهم بالتهاب الكبد، الذي لا يبدو أنه ناتج عن مجموعة فيروسات التهاب الكبد التي كان مرجّحًا أن تكون السبب. كما شُخّصت العديد من الحالات الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى حول العالم.
وأتت نتيجة نحو ثلاثة أرباع الأطفال الـ53 الذين خضعوا لفحص الفيروس الغدي في المملكة المتحدة، ايجابية. وفي المقابل، عُثر على الفيروس الذي يتسبب بـ"كوفيد-19"، لدى 6 أطفال فقط، تماشيًا مع مستويات التفشي المجتمعي في المملكة المتحدة.
والفيروسات الغدية، عبارة عن عائلة كبيرة من الفيروسات التي في وسعها الانتقال من شخص لآخر، وتتسبّب بالعديد من الأمراض، بينها نزلات البرد، والتهابات المعدة والأمعاء. ونادرًا ما تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الحاد لدى الأشخاص الذين يتمتّعون بصحة جيدة.
لكن حالات التهاب الكبد المشخّصة هذه ظهرت مع ارتفاع تفشّي الفيروس الغدي في الأشهر الأخيرة، بالتوازي مع انتشار الفيروسات الشائعة الأخرى، وذلك بالتزامن مع وقف تدابير وسلوكيات الوقاية من "كوفيد-19" التي خفّفت التعرّض لغالبية الجراثيم.
وبعدما سَجّلت حالات الإصابة بالفيروسات الغدية تراجعًا كبيرًا خلال الجائحة، ها هي تظهر مجدّدًا، وتبلغ حاليًا مستويات أعلى مما شهدته المملكة المتحدة قبل "كوفيد-19".
ورغم أنّ الأبحاث تتمحور حول الفيروس الغدي، إلا أنه لا يزال من غير الواضح كيف يمكن أن يتسبّب بالتهاب الكبد. وأفاد الخبراء أنّ هذا الفيروس قد يكون من بين عوامل عدة تؤدي للإصابة بهذه الحالات.
وورد في بيان وكالة الصحة البريطانية التقني الاثنين أنّه "قد يكون هناك عامل مساعد يؤدي إلى أن ينجم عن فيروس غدي طبيعي إصابة سريرية أكثر حدّة لدى الأطفال الصغار"، مثل زيادة القابلية للتأثر جرّاء تراجع التعرض له خلال جائحة SARS-CoV-2 سابقًا أو عدوى أخرى، أو جراء عدوى مصاحبة أو سموم غير مكتشفة بعد". وتابع البيان أنه "قد يكون هناك ظهور لسلالة جديدة من الفيروسات الغدية ذات الخصائص المتغيرة".
وقال الخبراء إنّ التوقيت قد يشكّل احتمالًا آخر. فالأطفال الذين أصيبوا بأعراض طفيفة جراء إصابتهم بهذا الفيروس خلال طفولتهم قد يعانون من ردود فعل أكثر حدة تجاه الفيروسات الآن بعدما أصبحوا أكبر سناً.
ويركز علماء المملكة المتحدة على نوع معيّن من الفيروسات الغدية بسبب بيانات عينات الدم، لكنهم سيحتاجون إلى النظر في تركيبتها الجينية أيضًا بهدف التأكد من ذلك.
ووفقًا لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، فإن غالبية الحالات المسجلة كانت لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، أي بمتوسط عمر 3 سنوات، ولم يشارك في البحث إلا "عدد قليل من الأطفال الذين تفوق أعمارهم 10 سنوات". وتعافى عشرات الأطفال، ولم يبلّغ عن وفيات في المملكة المتحدة، لكنّ 10 أطفال احتاجوا إلى عمليات زرع كبد.
وقالت منظمة الصحة العالمية السبت، إنه تم تشخيص 169 حالة إصابة بالتهاب الكبد الحاد لدى الأطفال في 11 دولة، وأجريت 17 عملية زرع كبد، وسُجلت حالة وفاة واحدة.