دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أجازت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الجرعات المعززة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا، وذلك بعد توصية مستشاري اللقاح المستقلين التابعين لها بتلقي جرعة إضافية من لقاح "فايزر-بيونتيك" المضاد لفيروس كورونا، بعد تلقي سلسلة التطعيم الأولية.
وصوّت مستشارو اللقاح لدى CDC بـ11 صوتًا لصالح التوصية بجرعة معززة، مقابل صوت واحد رافض لذلك، وامتناع آخر عن التصويت، الخميس. وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA أجازتها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ونصّت التوصية على ما يلي: "يوصى باستخدام جرعة معززة من لقاح فايزر-بيونتيك المضاد لكوفيد-19 للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا بعد 5 أشهر على الأقل من تلقي السلسلة الأولية من الجرعات، بموجب إذن الاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء".
وأقرت اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين التابعة لمراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها، الجرعة المعززة للأطفال بعد مرور 5 أشهر على الأقل من تلقيهم جرعتي اللقاح الأوليتين. وستكون هذه جرعة ثالثة للأطفال الأصحاء، وجرعة رابعة للأطفال الذين يعانون من نقص المناعة.
وصوتت اللجنة لصالح الجرعة المعززة بعد سماع تفاصيل حول طلب شركة فايزر من إدارة الغذاء والدواء توسيع نطاق الفئات العمرية للحصول على الجرعات المعززة.
ولوحظ تضاؤل في مستويات الأجسام المضادة لدى الأطفال الذين تلقوا سلسلة التطعيم الأولية، وحققت الجرعات المعززة مستويات أجسام مضادة أعلى مما سُجّل عقب السلسلة الأولية.
وأعلنت الشركة أن بيانات من تجاربها السريرية أظهرت أن الجرعة المعززة رفعت الأجسام المضادة المقاومة لمتحور أوميكرون 36 مرة، ضمن هذه الفئة العمرية.
وأفادت الشركة أن التجربة التي شملت 4500 طفل، تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عامًا، لم تشهد أي مشاكل جديدة تتعلق بالأمان.
وقالت الدكتورة سارة أوليفر، اختصاصية الأمراض المعدية للأطفال وقائدة مجموعة عمل اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين: "بشكل عام، لا تزال الفوائد المتأتية من لقاحات كوفيد تفوق المخاطر كما نرى، بعيدًا عن الفئة العمرية التي سلّط الضوء عليها، ولا يزال تلقي سلسلة لقاح كوفيد الأولية مهمًا للغاية للوقاية من الإصابة بالمرض الشديد والوفاة".
وأضافت: "وقد ثبت أنّ الجرعات المعززة من لقاح كوفيد-19 تزيد من الحماية من تبعات الإصابة لدى من يبلغون 12 عامًا وما فوق، ومن المحتمل أن يستفيد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا من جرعة معززة من لقاح كوفيد-19".
وكان متحور أوميكرون لفيروس كورونا كارثيًا على الأطفال.
وقد وجدت دراسات من وزارة الصحة بولاية نيويورك ومراكز مكافحة الأمراض أن فعالية جرعتين من لقاح فايزر للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عامًا انخفضت بشكل ملحوظ خلال موجة أوميكرون، إذ انخفضت من نسبة 68% إلى حوالي 12% ضد العدوى.
ويبدو أن جرعتين من اللقاح تبقي الأطفال خارج المستشفى.
وفيما تتباين المعدلات حاليًا عن تلك المسجلة خلال موجة أوميكرون، فإن إصابات كوفيد-19 بين الأطفال آخذة في الازدياد.
وقالت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، الإثنين، أن عدد حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 بين الأطفال في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 76% الأسبوع الماضي مقارنة مع الأسبوعين السابقين.
وبحسب آخر تقرير صادر عن الوكالة، توفي 1547 طفلا بسبب "كوفيد-19" في الولايات المتحدة، وكان 364 منهم ضمن الفئة العمرية 5-11 عامًا.
أشارت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى أن نحو 13.2 مليون طفل في الولايات المتحدة ثبتت إصابتهم بـ"كوفيد-19" خلال الجائحة، ضمنًا 5.3 مليون حالة سجّلت خلال هذا العام.
وبعد مراجعة للسجلات الصحية الإلكترونية، عقب إعطاء أكثر من 700 ألف جرعة لقاح، لم تسجل مشاكل سلامة حقيقية لدى الأطفال جراء تلقيهم لقاح ، وفقًا لعرض قدم للجنة.
وتراوح معدل الحساسية المفرطة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا بعد تلقيهم فايزر مماثلة للمعدل الذي لوحظ لدى من تتراوح أعمارهم بين 12 عامًا وما فوق.
وخلال الأشهر الثلاثة التي أعقبت تلقي سلسلة التطعيم الأولية، سجّلت 10 حالات محتملة لالتهاب عضلة القلب أو التهاب التامور، وهما يشكلان نوعين من التهاب القلب، لكن تبيّن أن أربع من هذه الحالات الـ10 غير ناتجة عن التطعيم.
وقال الدكتور توم شيمابوكورو من مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها أما لجنة المستشارين التابعة لها إنّ "الصورة العامة هي أن التهاب عضلة القلب الناجم عن لقاح الحمض النووي الريبي المرسال يميل إلى أن يكون معتدلاً سريريًا، ويتلقى المرضى تشخيصًا جيدًا، ويتعافون في فترة قصيرة إلى حد ما".
وكانت معدل الإصابة بهذه الالتهابات أدنى ضمن هذه الفئة العمرية ممّا لوحظ لدى المراهقين المراهقة، وكان المعدل أدنى بعد تلقي جرعة معززة أيضًا.
معظم الأطفال الذين عانوا من تداعيات بعد اللقاح، فهي غير جدية، مثل آلام في موضع الحقن، وكان هذا مشابهًا لرد فعل البالغين بعد تلقي الجرعة الثانية.
ويعتبر التطعيم وسيلة حماية مهمة للأطفال، ذلك أن خطر الوفاة جراء "كوفيد-19" بين الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا وما فوق في فبراير/ شباط 2020 كانت أعلى بـ20 مرة بين الأطفال غير الملقحين، مقارنة مع من تلقوا سلسلة التطعيم الأولية والجرعة المعززة.
وفي حين اعتقد العلماء بداية أن كوفيد-19 لم يؤثر على الأطفال بقدر تأثيره على البالغين، فإن الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا كانت أكبر مقارنة مع الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها من خلال لقاحات الأطفال.
في عام 2020، شكّل "كوفيد-19: أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال ضمن هذه الفئة العمرية.
وقال مات دالي، رئيس مجموعة عمل لقاحات "كوفيد-19" وكبير الباحثين في معهد كايزر بيرماننتي كولورادو للأبحاث الصحية، إنه يجب على الأهل أيضًا الأخذ في الاعتبار أنّ الطفل الذي يصاب بكوفيد-19 يمكن أن يصاب، إسوة بالبالغين، بـ"كوفيد الطويل الأمد"، حتى بعد إصابة الطفل بحالة خفيفة من المرض.
ويمكن أن تستمر أعراض كوفيد طويل الأمد لسنوات بعد الإصابة الأولية. وأفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، أن الأشخاص الذين تلقوا التطعيم سابقًا كانوا أقل عرضة لظهور العوارض لديهم بعد 12 إلى 20 أسبوعًا من الإصابة مقارنة مع أولئك غير المحصنين.
وكان الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا أيضًا، الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة مرتبطة بكوفيد-19. وبين هذه الفئة العمرية، سجلت 3800 حالة إصابة بهذه المتلازمة و16 حالة وفاة، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.