دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ظاهريًا، تبدو جائحة "كوفيد-19" رائعة بالنسبة للعلاقات العاطفية، إذ في إمكانك التواصل في أي وقت مع شريك حياتك، والتواجد معًا على نحو لا متناهي، وثمة الكثير من الوقت للحميمية.
لكن، كما يدرك الجميع، كان للحجر الصحي الأثر المعاكس على الرومانسية.
وقالت مادلين إسبوزيتو-سميث، مستشارة العلاقات الجنسية في ولاية ويسكونسن الأمريكية إنّ "كوفيد قضى على الرغبة الجنسية"، لافتةً إلى أنّ "الثنائي اللذين يعيشان معًا فقدا أي إثارة وغموض من خلال عملهما عن بعد، الواحد بمحاذاة الآخر، وبات الانفراد بنفسيهما حتى يشحذا طاقتهما مجدّدًا أمرًا ثمينًا للغاية".
ومع اقتراب فصل الصيف، حان الوقت لاستعادة ما اشتقنا إليه، ربما من دون أن نَعي ذلك، أي المواعدة ليلًا.
لِمَ عليك مواعدة شريكك؟
كما يوحي الإسم، المواعدة وقت مخطط له يسمح للشريكين بالتركيز على بعضهما. وقالت ميلاني دايفيس، مستشارة العلاقات الجنسية في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، إنّ المواعدة يمكن أن تكون رمزًا لتنظيم ممارسة الجنس، أو تحديد وقتًا للعب الورق، أو لإعداد الطعام سويًا، أو الخروج لرؤية الأصدقاء، أو للمشي في الطبيعة.
وفي الواقع، قد يكون لأثر المواعدة الليلية فوائد تستمر لفترة أطول من اليوم التالي. وأشارت راشيل نيدل، اختصاصية نفسية ومديرة مشتركة للمعاهد الحديثة لعلاج العلاقات الجنسية التي تتخذ من ولاية فلوريدا الأمريكية مقراً لها، إلى أنّه "اكتُشف أنّ للمواعدة الليلية أثر إيجابي على العلاقات، يشمل زيادة الرضا في العلاقة، والاهتمام بالشريك، والمرح المتبادل، والتواصل الأفضل، والتزام أكبر بالآخر".
منظور جديد للمواعدة خلال الليل
وما أن تسمع بعبارة "مواعدة ليلية" حتى يتبادر إلى ذهنك العشاء الرومانسي التقليدي على ضوء الشموع. وأمام الثنائي الكثير من الخيارات للقيام بذلك في مطعم فخم أو عادي، قريبًا من المنزل، أو خلال رحلة سفر.
وأوضحت ريبيكا سوكول، معالجة نفسية في مدينة بروكلين الأمريكية، أنّ "المواعدة الليلية هي مفهوم ذات هدف واحد يتمثل بتعزيز مشاعر الارتباط مع شخص مهم في حياتك". وأوضحت أن "بعض المكونات الجوهرية من المهم إضافتها من أجل مواعدة جيدة وتتضمن: وقت خالٍ من شاشة الهاتف، والتواصل البصري، والتجربة المشتركة. وكلّما زاد عدد هذه العناصر، زاد احتمال تجاو هدف تعزيز الاتصال، للانتقال إلى شعور إمكانية النمو في العلاقة".
إليكم بعض الاقتراحات من معالجين نفسيين:
تمهيد الطريق: قد يصعب ترتيب مواعدة ليلية إذا كان لديكما أطفال، لكنها ليست مستحيلة. وقالت نيدل: "ربما يمكنك القيام بنوع من المبادلة مع عائلة أخرى لديها أطفال،أسبوعيًا"، مضيفة: "أو خطط لشيء ما عندما ينام الأطفال، أو اطلب يوم عطلة من العمل أو غادر في وقت أبكر إذا كان ذلك ممكنًا".
الحنين للماضي: قالت ساري كوبر، مستشارة العلاقات الجنسية، ومديرة مركز نيويورك للحب والجنس: "أشجع الشريكين على استذكار مواعداتهما السابقة المفضلة لمعرفة ما سبب الإثارة فيها، أو المتعة، أو المرح"، لافتة إلى ضرورة محاولة إضافة هذه الأسباب مجددا إلى مواعداتهما التالية.
وقف تشغيل الهاتف المحمول: ترى بولا ليش، اختصاصية العلاقات الجنسية في ولاية أوريغون الأمريكية أنه "يمكن أن يكون ذلك بسيطًا كأن تتناولا العشاء في المنزل من دون أن يشتت الهاتف انتباهك". وتدعو ليش كل ثنائي يقصدها "على الاستمرار بمواعدة شركائهم، وبذل الكثير من الجهد في العلاقة على غرار ما كان عليه الأمر في البداية".
العودة إلى الماضي: حاول أن تواعد شريكك ليلًا في مكان عام. ورأت هانا بازل، طبيبة نفسية تعمل في ولايتي مينيسوتا وأوريغون أنه "عندما نغادر حدود منازلنا، يمكننا رؤية شركائنا في أضواء مختلفة".
ابقَ في المنزل: قالت ديبورا ج. فوكس، اختصاصية العلاج النفسي للأزواج في واشنطن العاصمة أنّه "عندما تستحيل المواعدة خارج المنزل بسبب قدرتك المادية أو وجود الأطفال. قوما بارتداء ملابس الخروج، وتناولا الطعام على ضوء الشموع".
خططا لمغامرة: يمكن أن يكون هذا بسيطًا مثل التنزه، أو اختبار مطعم جديد، أو القيادة إلى مدينة أخرى، أو أي شيء خارج نطاق منطقة الراحة الخاصة بكما. وأوضحت ليش أنّ "التجارب الجديدة تشكل فرصة رائعة لمعرفة المزيد عن أنفسنا وشريكنا.. وتثير مشاعر الضعف، والتي يمكن أن تولد التقارب".
أعد النظر بالعلاقة الحميمة: نصحت روزارا توريسي، مستشارة العلاقات الجنسية بـ"ممارسة الجنس قبل الذهاب لتناول العشاء"، لافتة إلى أنّ "الناس يشعرون عادة بالانتفاخ والتعب الشديد بحيث لا يمكنهم الاستمتاع بممارسة الجنس بعد العشاء".
اكتساب مهارة جديدة: شاركا بحصة تعلمية في فنون الطبخ، أو اذهبا لتذوق النبيذ، أو حتى تعلّما كيفية تغيير زيت السيارة معًا، طالما أنكما تحاولان شيئًا جديدًا معًا.
مواعدة في ضوء النهار: وقالت سوكول، إنّ "الكثير من الأزواج يختبرون رصانة في العلاقة هذه الأيام"، مضيفة: "ماذا عن المواعدة خلال النهار أو في الصباح الباكر؟ إن تغيير المواقيت يعدل في نوع الأنشطة، والظروف التي نتفاعل فيها مع بعض، ويغير حالة ذهنية نعيشها معًا".
وأخيرًا لا تستبعد موعدًا افتراضيًا فهو لا يكبدك كلفة مادية وتختبر من خلاله إذا كان ثمة نوع من الجاذبية المبدئية مع الآخر.