ما فحوى أحدث الإرشادات الخاصة بأدوية "الستاتين" المخفضة للكوليستيرول؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية، الثلاثاء، عن أحدث إرشاداتها بشأن استخدام أدوية "الستاتين" المخفّضة للكوليسترول بهدف الوقاية من الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وقالت المجموعة إنّ التوصيات لم تتغيّر فعليًا عن تلك السابقة، لكنّها مدعومة الآن بأبحاث إضافية.

تعد التوصيات أكثر تحفظًا من الإرشادات التي وضعتها الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية.

تعتبر أمراض القلب السبب الأول للوفاة بين الرجال والنساء حول العالم.

ويموت شخص واحد كل 34 ثانية في الولايات المتحدة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).

توجيهات فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية

على وجه التحديد، توصي إرشادات فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية، المنشورة الثلاثاء، في دورية الجمعية الطبية الأمريكية "JAMA"، باستخدام أدوية "الستاتين" من قبل البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عامًا، ولديهم عامل أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، واحتمالية نسبتها 10% أو أكثر من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية خلال الأعوام العشر المقبلة.

وتشمل عوامل الخطر هذه مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو التدخين، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

ومن أجل حساب نسبة الخطر لدى الشخص، يأخذ الأطباء بالاعتبار أيضًا خصائص مثل عمر الشخص، والجنس، والعرق، وضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، والتاريخ العائلي.

أما بالنسبة للأشخاص الذين تقل لديهم مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة 7.5% إلى 10%،  خلال العقد المقبل، توصي أحدث الإرشادات بأن يتحدثوا إلى طبيبهم ثم يقرروا إذا كان ينبغي عليهم تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول.

ونظرًا لأن الخطر أدنى بقليل لدى هذه المجموعة، تكون فوائد "الستاتين" أقل، رغم أنها لا تزال فعّالة.

وفي هذه الحالة، يجب على المريض التحدث إلى طبيبه لتحديد إذا كان يحتاج إليها، بناءً على العوامل الفردية.

وهناك عوامل أخرى على المستوى الفردي يمكن لاختصاصي الرعاية الصحية والمريض أن يقرروها معًا للوصول إلى ما هو أفضل للمريض، إذ أن هناك وسائل أخرى لتقليل خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية أولى"، وفقًا للدكتور جون وونغ، عضو فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية، وأستاذ الطب بجامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس.

وقد تتضمن تلك الوسائل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية.

بالنسبة للبالغين الذين يبلغ عمرهم 76 عامًا وما فوق، لم يكن هناك بحث كافٍ لتقديم توصية بشأن تناول أدوية "الستاتين" للمرة الأولى.

وتعود آخر مرة قامت فيها فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية بتعديل إرشاداتها الخاصة بالستاتين إلى عام 2016.

ومنذ ذلك الحين، كان هناك العديد من الدراسات الجديدة التي تحدّد مدى فعالية الأدوية المخفّضة للكوليسترول، بحسب وونغ.

ولتقديم هذه التوصيات، قامت فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية بمراجعة 26 دراسة لمقارنة نتائج الأشخاص الذين تلقوا أدوية "الستاتين" المخفّضة للكوليسترول مع أولئك الذين لم يتلقّوها.

شملت الدراسات أكثر من نصف مليون مريض.

وأشارت الدراسة إلى أن "الأدوية المخفّضة للكوليسترول كانت مرتبطة بشكل كبير بتراجع خطر الوفاة لجميع الأسباب". وانسحب هذه النتيجة على جميع الديموغرافيات.

وبدت مخاطر تلقي أدوية "الستاتين" المخفّضة للكوليسترول ضئيلة، بحسب هذه الدراسات.

وفي الماضي، كان هناك بعض القلق من أن الأدوية المخفّضة للكوليسترول قد تزيد من خطر إصابة الشخص بمشاكل في العضلات أو مرض السكري، لكن، باستثناء دراسة واحدة تضمنت علاجًا عالي الكثافة بالستاتين، قال الخبراء إن هذه الدراسات الأخيرة التي استخدمت لإنشاء هذه المبادئ التوجيهية لم تظهر زيادة حقيقية بأي من المشكلتين.

ما يمكن أن يفعله المرضى

قال الدكتور سليم فيراني، أستاذ الطب في قسم أبحاث القلب والأوعية الدموية بكلية بايلور للطب، إنه من المهم أن يسأل المرضى مقدمي الرعاية الصحية عن مخاطر تعرضهم للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية خلال السنوات العشر المقبلة.

وتعد هذه حسبة تحتاج إلى معرفة خبير ولا يمكن للمريض إجراءها بمفرده.

وأوضح فيراني أنّ "إجراء هذه المحادثة لا يعني أنك بحاجة إلى الخضوع للعلاج، لكنه سيؤدي إلى الكثير من النقاشات المهمة المتعلقة بنمط حياتك".

وبالطبع، الأدوية المخفّضة للكوليسترول لا تعتبر الطريقة الوحيدة لمساعدة الشخص على الحد من الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وتوصي كل من فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية، والكلية الأمريكية لأمراض القلب/ جمعية القلب الأمريكية، المرضى بالتوقف عن التدخين، وممارسة النشاط البدني، وتناول نظام غذائي صحي لتقليل نسبة الخطر. 

من جهته، قال الدكتور إيان نيلاند، اختصاصي أمراض القلب في مستشفى جامعة هارينغتون للقلب والأوعية الدموية، إنّ الأدوية المخفّضة للكوليسترول تعد جزءًا من وسائل الوقاية، وليست الوسيلة الوحيدة.

وأضاف: "هناك النظام الغذائي الصحي، والنشاط البدني، والحفاظ على وزن صحي، والتحكم بضغط الدم، والتأكد من التحكم بمرض السكري أو خطر الإصابة به، كل هذه الجوانب تلعب دورًا للحفاظ على صحة القلب، وأدوية الستاتين ما هي إلا وسيلة لتقليل المخاطر".