دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجدت دراسة جديدة أنّ مداعبة كلب حقيقي تتغلب على احتضان دمية حيوان محشوّ، عندما يتعلق الأمر بتحفيز الجزء من الدماغ الذي يتحكم في تفكيرنا، وحل المشكلات.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة راهيل مارتي، وهي طالبة دكتوراه في قسم علم النفس الإكلينيكي والتدخلات بمساعدة الحيوانات في جامعة بازل في سويسرا: "اخترنا فحص القشرة الأمامية لأن هذه المنطقة من الدماغ تشارك في العديد من الوظائف التنفيذية، مثل الانتباه والذاكرة العاملة، وحل المشكلات، كما تشارك أيضًا في العمليات الاجتماعية والعاطفية".
إذن لماذا يعد هذا الاكتشاف مهمًا؟
أوضحت مارتي أنّ هذا الكشف يوفر دليلًا إضافيًا على أن تفاعلات العلاج بين الإنسان والحيوان قد تعزز النشاط المعرفي والعاطفي في الدماغ.
وقالت: "إذا أظهر المرضى الذين يعانون من قصور في التحفيز، والانتباه، والأداء الاجتماعي والعاطفي انخراطًا عاطفيًا أعلى في الأنشطة المرتبطة بالكلب، فإن مثل هذه الأنشطة يمكن أن تزيد من فرصة التعلم وتحقيق الأهداف العلاجية".
تضيف هذه الدراسة الأخيرة إلى الأبحاث الحالية حول فوائد العلاج بمساعدة الحيوانات في إعادة التأهيل العصبي تحت الإشراف الطبي لحالات الجهاز العصبي، مثل السكتات الدماغية، واضطرابات النوبات، وصدمات الدماغ، والالتهابات.
وقال الدكتور تيفاني برالي، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب بجامعة ميتشيغان، إنها "دراسة مثيرة للاهتمام، أجريت بدقة، وتوفر رؤية جديدة للارتباطات بين التفاعل بين الإنسان والحيوان، ونشاط الدماغ قبل الجبهية لدى البالغين الأصحاء".
وتابع برالي، الذي لم يشارك في البحث الجديد: "رغم الحاجة إلى مزيد من البحث في عينات أكبر من الأشخاص الذين يعانون من حالات عصبية معينة، إلا أنّ الدراسة الحالية يمكن أن تفيد البحث المستقبلي للتدخلات بمساعدة الحيوانات لإعادة التأهيل العصبي، من خلال توفير بيانات جديدة تتعلق بنوع، وشدة، وتكرار التفاعلات الحيوانية اللازمة لتحقيق الفسيولوجية المرغوبة. أو الفوائد السريرية".
واستخدم الباحثون التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء القريبة في الدراسة، وهو ماسح ضوئي للدماغ يوفر المرونة لأنه يعمل في الظروف الطبيعية، ولا يقتصر على غرفة مغلقة داخل المختبر.
وتقيس هذه التقنية نشاط الدماغ عن طريق تشبع الدم بالأكسجين في الدماغ.
قام فريق الدراسة بتجهيز كل من 19 مشاركًا بالماسح الضوئي، وطلب منهم مراقبة واحد من ثلاثة كلاب حية والتفاعل معها، واحد من سلالة جاك راسل تيرير، والثاني هجين من نوع المسترد الذهبي والبطباط، والثلاث من نوع المسترد الذهبي
وفي البداية، راقب المشاركون في الدراسة إحدى الكلاب الثلاثة من بعيد في الغرفة، ثم اقترب الكلب ليجلس بجانبهم، وأخيرًا، سُمح لكل شخص بمداعبة الكلب، وتكررت هذه العملية مرتين في تواريخ لاحقة.
وفي جلسات أخرى، كرر كل مشارك التسلسل ذاته مع دمية أسد محشو من القطيفة، يحتوي على زجاجة مياه ساخنة لمحاكاة درجة حرارة جسم الكلب الحي.
وفي كل من السيناريوهات، ارتفع تحفيز الدماغ مع اقتراب الكلب أو الحيوان المحشو.
وشرحت مارتي قائلة: "وجدنا أن نشاط الدماغ يزداد عندما أصبح الاتصال بالكلب أو الحيوان القطيفة أقرب، ما يؤكد الدراسات السابقة التي تربط الاتصال الوثيق بالحيوانات بزيادة نشاط الدماغ."
ومع ذلك، وجدت الدراسة زيادة أقوى في نشاط الدماغ عندما قام الشخص بمداعبة فرو كلب حقيقي مقابل دمية الحيوان المحشو.
وأضافت مارتي: "نعتقد أن المشاركة العاطفية قد تكون آلية أساسية لتنشيط الدماغ في التفاعلات بين الإنسان والحيوان"، مشيرة إلى أن دمى الحيوانات المحشوة من المحتمل أن تسبب قدرًا أقل من المودّة".
وأشارت إلى أنّ النتائج تعكس تلك التي توصل إليها باحثون آخرون، والذين وجدوا المزيد من نشاط الدماغ عندما تفاعل المشاركون مع الأرانب الحية، والقطط، والكلاب، والخيول.
وأوضح برالي أنّه "يمكن للإشارات غير اللفظية الإيجابية، والتفاعلات المتبادلة التي يقدمها الحيوان الحي أن تفسّر جزئيًا هذا الاختلاف".