دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ربما ليس من الشائع أن يحتسي المرء كأس من الجعة، أو النبيذ، بلا أن يطلب المزيد، لكنّ دراسة جديدة أشارت إلى مدى أهمية الانتباه إلى كمية الكحول المستهلكة.
وتوصلت دراسة نُشرت في مجلة "JAMA Network Open" الثلاثاء، إلى أن وفاة واحدة تحدث بين كل 5 أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عامًا، يُعزى سببها إلى الإفراط بشرب الكحول في الولايات المتحدة. أما من تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عامًا، فإن معدل الوفاة المرتبط بالشرب يبلغ 1 من كل 8 أشخاص.
وقالت الدكتورة ماريسا إيسر، مؤلفة الدراسة الرئيسية، التي تشرف على برنامج الكحول التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، إن النسبة المئوية للوفاة الناجمة عن تعاطي الكحول تختلف من ولاية إلى أخرى، لكنها تمثّل سببًا رئيسيًا للوفاة التي يُمكن تفاديها، على الصعيد الوطني.
وقد استعان الباحثون ببيانات الوفاة الوطنية وتلك الخاصة بالولايات بين عامي 2015 و2019، ونظروا في أسباب الوفاة الناجمة إما كليًا أو جزئيًا عن الإفراط بالشرب. وقالت إيسر إن أسباب الوفاة هذه تشمل حوادث السيارات، والتسمم الكحولي، وآثارها الصحية الأخرى، مثل أمراض الكبد.
وأضافت إيسر أنّ البيانات أظهرت أن الوفاة الناجمة بالكامل عن الكحول، ارتفعت في السنوات العشر الماضية.
وقال ديفيد جيرنيغان، أستاذ قانون الصحة والسياسة والإدارة في جامعة بوسطن، غير المشارك في الدراسة: "لست متفاجئًا بالأرقام"، مردفًا أنّ "هذا تقدير متحفظ".
ولفتت إيسر إلى أنّ ثمة حالات وفاة يُرجح أنّ الكحول ساهمت بها، بيد أنّ الباحثين المشاركين في الدراسة لم يضمّنوها بتقديراتهم. فالكحول قد تشكّل عاملاً مساهمًا في بعض الحالات، لكن الباحثين لم يتمكنوا من التحقق من الدور الذي تلعبه. وأضافت إيسر أنه في حالات أخرى، لم يتمكنوا من تحديد إذا كان الشخص فارق الحياة نتيجة مرض يعاني منه، وكان يفرط في الشرب عادة، ثم أقلع عن ذلك.
وأوضع جيرنيغان أنّ الناس في الغالب لا يبلّغون عن مقدار الكحول الذي يستهلكونه.
كيف تدرك أنك استهلكت الكثير؟
وقال جيرنيغان إن هدف الولايات والوكالات الحكومية المحلية يتمثل بتشجيع الجميع على شرب كميات أقل من الكحول.
وأشارت إيسر إلى أنّه "يمكن للدول والمجتمعات الحد من هذه الوفيات المبكرة من خلال اتباع استراتيجيات قائمة على الأدلة قوامها تقليل توافر الكحول، وصعوبة إمكانية الوصول إليه، وزيادة ثمنه".
وأضافت إيسر أن هذا قد يترجم إلى زيادة في الضرائب على الكحول أو الحد من بيعها.
وعلى المستوى الفردي، اقترحت إيسر على الناس محاولة وقف استهلاك الكحول أو الحد منها.
وتعرّف المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الشرب المعتدل بأنه يوازي كأسين أو أدنى في اليوم للرجال، وكأس واحدة أو أقل للنساء في اليوم. وأضافت الوكالة أنّ ثلثي البالغين بلّغوا أن استهلاكهم يفوق الكميات المعتدلة مرة واحدة شهريًا، في الحد الأدنى.
كما تقدر الوكالة أيضًا أن 1 من كل 6 بالغين يفرطون بالشرب، أي أنّ معدّل استهلاك المرأة في مناسبة تشارك فيها أربع كؤوس من الكحول أو أكثر، والرجال خمس كؤوس أو أكثر، على أن 25% منهم يستهلكون هذه الكمية أسبوعياً على الأقل.
وأوضحت ناتالي موكاري، اختصاصية تغذية مسجلة في شارلوت بولاية كارولينا الشمالية الأمريكية، أنّ تقليل الشرب قد يكون له تأثير مماثل لاتباع نظام غذائي، فكلما منعت نفسك عنه رغبت به أكثر.
وتوصي البدء بتناول مشروب واحد أقل من المعتاد في كل مناسبة، أو التخلص من هذه العادة اليومية من خلال عدم الشرب في أيام محددة. وكانت لفتت في وقت سابق إلى أنّه في الإمكان تناول مياه غازية أو كوكتيلات نسبة الكحول فيها أدنى.
وقال آرون وايت عالم النفس البيولوجي، وكبير المستشارين العلميين لمدير المعهد الوطني لتعاطي الكحول وإدمانه، إنه غالبًا ما يساعد اختيار مشروب غير كحولي في المناسبات الاجتماعية.
وتقترح كلية الطب في جامعة هارفارد ببوسطن، إبطاء استهلاك الكحول في الجسم عن طريق تناول الطعام أثناء الشرب، والاستعاضة عن المشروبات الكحولية بتلك غير الكحولية، والتخطيط لأيام خالية من الكحول.