دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كانت بروك، التي لم ترغب في استخدام اسمها الأخير، تبلغ من العمر 34 عامًا عندما أصبحت تستهلك الكحول بكثرة.
وأخبرت ليزا لانغ في إحدى حلقات برنامج "This Is Life With Lisa Ling" عبر CNN: "كنت أشرب قبل ذهابي إلى جلسات العلاج الكيماوي".
نجت بروك من السرطان، لكنها أصبحت تستهلك الكحول بكثرة، والجائحة قد زادت الأمر سوءًا.
وأوضحت بروك، البالغة من العمر 42 عامًا الآن: "عندما انتشر كوفيد-19، كنت في المنزل، بدأت في الشرب أكثر فأكثر.. لم أستطع تناول الطعام، وبدأت في التقيؤ كثيرًا، ثم بدأ ظهور الدم في القيء".
انتهى بها المطاف في المستشفى مؤخرًا، حيث تم تشخيص إصابتها بتليف الكبد ونزيف ناجم عن القرحة. وقال الأطباء إن حياتها قد تنتهي إذا لم يتم علاجها بسرعة. وقيل لبروك: "إذا واصلت السير على هذا المنوال، فسوف تموتين في غضون عام".
إنه مرض
يُعرَّف اضطراب معاقرة الكحوليات على أنه استهلاك متكرر للكحول بكميات كبيرة، رغم العواقب السلبية على العلاقات وقدرة الفرد على العمل.
وأظهر باحثون في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، صورًا شعاعية لأشخاص مدمنين وغير مدمنين أثناء فحص أدمغتهم.
وتعد مناطق الدماغ المرتبطة بالسعادة والسرور، مضاءة بشكل ملحوظ لدى أولئك الذين يعانون من اضطراب معاقرة الكحوليات.
وقالت لارا راي، أخصائية نفسية إكلينيكية تدير مختبر الإدمان في جامعة كاليفورنيا: "إنه مرض طبي ومرض دماغي أكثر بكثير مما كنا نظن في البداية".
وأظهرت دراسة نُشرت في مارس/ آذار، أن أدمغة الأشخاص الذين لا يشربون الكحول قد تقدمت في العمر نصف عام، عندما بدأوا في استهلاك متوسط وحدة كحول واحدة يوميًا. ووجدت الدراسة أن الضرر يزداد سوءًا مع زيادة عدد المشروبات اليومية.
تأثير الجائحة
يعد اضطراب معاقرة الكحوليات مشكلة متنامية في الولايات المتحدة. ويقول الخبراء إن الجائحة قد تسببت في تعزيز هذه المشكلة، خاصة بين النساء.
وأوضح الدكتور جيمس بيرتون، المدير الطبي لزراعة الكبد في كلية الطب بجامعة كولورادو في أورورا: "في العام الماضي، اعتنيت بامرأتين في أوائل العشرينيات من العمر، وهما مصاباتان بتليف الكبد، واحتاجتا إلى عملية زرع كبد، ولم أر ذلك من قبل طوال حياتي المهنية".
ووجدت دراسة حديثة زيادة ملحوظة في أمراض الكبد المرتبطة بالكحول، ومعدل أعلى بنسبة 15٪ في قوائم الانتظار، وعمليات زرع الكبد بين عامي 2020 و2021.
ومنذ بداية الجائحة، تُظهر الإحصائيات، زيادة إجمالية بنسبة 14٪ في عدد أيام الشرب شهريًا، ولكن "زيادة بنسبة 41٪ في أيام الشرب الكثيفة بين النساء"، بحسب ما أوضحت الدكتورة سارة واكمان، التي تعمل في مستشفى ماساتشوستس العام، لشبكة CNN في يناير/ كانون الثاني الماضي.
لماذا؟
قالت الدكتورة لينا ميتال، رئيسة قسم الصحة العقلية للمرأة في قسم الطب النفسي في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن: "أظهرت الدراسات أن تعقيدات الموازنة بين مسؤوليات المنزل والعمل، وتقديم الرعاية أثناء الجائحة قد وقعت بشكل غير متناسب على عاتق النساء".
النساء معرضات لخطر كبير
وتعد النساء أكثر حساسية بشكل خاص لتأثيرات الكحول، وفقًا للمعهد الوطني لاستهلاك الكحول وإدمان المشروبات الكحولية. وقال المعهد إن المشاكل المتعلقة بالكحول تظهر في وقت أقرب وبمستويات شرب أقل من الرجال. ويذكر أن النساء أكثر عرضة للتلف الدماغي المرتبط بالكحول وأمراض القلب من الرجال.
وتظهر الدراسات أن النساء اللواتي يشربن مشروبًا واحدًا في اليوم، يزداد لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 5٪ إلى 9٪ مقارنة بمن يمتنعن عن الشرب.
البحث عن إجابات
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، على ثلاثة عقاقير فقط مصممة لتقليل استهلاك الكحول منذ عام 1951. ويسبب ديسفلفرام الصداع والغثيان والقيء عند مزجه مع الكحول. ويعمل كل من النالتريكسون وأكامبروسيت على تقليل الرغبة الشديدة في استهلاك الكحول.
ويواصل الباحثون تجربة العديد من الأدوية لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم المساعدة في علاج الرغبة الشديدة لاستهلاك الكحول، دون آثار جانبية كبيرة.