استطلاع يظهر تراجعًا "كبيرًا" في الصحة النفسية للشباب وخاصة المراهقات

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعرضّت الفتيات المراهقات في الولايات المتحدة لمستويات عالية وقياسيّة من العنف، والحزن، ومخاطر الانتحار في الأعوام الأخيرة بظل تراجع "كبير" و "مفجع" في صحة الشّباب ورفاهيتهم بشكلٍ عام، وفقًا لما ذكرته البيانات التي نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، الإثنين.

وجُمِعت ردود الاستطلاع نصف السنوي المتمحور حول السلوك الخطر للشّباب (Youth Risk Behavior Survey) في خريف عام 2021، وتُقدّم أوّل نظرة على الاتجاهات منذ بداية جائحة "كوفيد-19".

وفي مؤتمرٍ إعلامي، قالت مديرة قسم صحة المراهقين والمدارس في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، كاثلين إيثير، إنه "كانت هناك العديد من المؤشّرات التي تسير في الاتجاه الخاطئ قبل الجائحة. وتُظهر هذه البيانات أنّ أزمة الصحّة النفسيّة بين الشّباب مستمرّة"، مضيفةً أنّ النّتائج "مُقلِقة".

ووجد الاستطلاع زيادة في تحدّيات الصحّة العقليّة، والتجارب العنيفة، والأفكار والسلوكيات الانتحاريّة بين جميع المراهقين.

وأفاد أكثر من 40% من طلبة المدارس الثانوية أنّ مشاعر الحزن أو اليأس منعتهم من القيام بأنشطتهم المعتادة لأسبوعين على الأقل سنويًا.

وكانت الفتيات في وضعٍ أسوأ من الأولاد على نطاق واسع، بالإضافةً لوجود "معاناة مستمرّة وشديدة" بين المراهقين الذين يعتبرون أنفسهم من مجتمع الميم.

وشعرت غالبية الفتيات المراهقات (57%) بالحزن المستمر أو اليأس في عام 2021، ويساوي ذلك ضعف معدّل الفتيان المراهقين (29%).

وفكّرت 1 من كل 3 فتيات مراهقات تقريبًا في محاولة الانتحار بجديّة.

وتزايد المعدّلان "بشكلٍ كبير" خلال العقد الماضي، بحسب ما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

كما عانى غالبية الطلبة من مجتمع الميم (52%) مؤخرًا من تراجع الصحّة النفسيّة، مع محاولة 1 من كل 5 منهم الانتحار في العام الماضي.

وحقّقت القليل من مؤشرات صحّة المراهقين ورفاهيتهم تحسنًا مستمرًا، بما في ذلك الانخفاض في السلوكيّات الجنسيّة المحفوفة بالمخاطر، وتعاطي المخدّرات، والتّنمر في المدارس.

وأشار تقرير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها إلى أنّ المؤشرات الأخرى "ساءت بشكلٍ ملحوظ".

وأظهرت أحدث البيانات زيادة نسبة الشّباب الذين لم يذهبوا للمدرسة بسبب مخاوف تتعلّق بالسّلامة.

كما كانت هناك زيادة أيضًا في مستوى تعرّض الفتيات المراهقات للعنف الجنسي، وتعرّض الفتيان المراهقين للتّنمر الإلكتروني.

وتعرّضت واحدة من كل 5 فتيات مراهقات تقريبًا (18%) للعنف الجنسي في العام الماضي، وأُجبرت واحدة من كل 7 منهن (14%) على ممارسة الجنس.

وقالت إيثير: "هذه البيانات واضحة، شبابنا يعانون من أزمة".

وأكّد كبار مسؤولي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، ورئيسة رابطة الآباء والمعلمين (PTA)، آنا كينغ، على الدّور المهم للمدارس.

وأوضحت كبيرة المسؤولين الطبيين في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، الدكتورة ديبرا حوري، أن "المدارس تقف على الخطوط الأماميّة لأزمة الصحّة العقليّة، ويجب أن تكون مجهّزة بالأدوات التي أثبتت فائدتها لمساعدة الطلبة على الازدهار".

وتتضمن تلك الأدوات تدريب الموظّفين للتعرّف على تحدّيات الصحّة العقليّة وإدارتها، وبرامج الإرشاد والتّوجيه، وغيرها من البرامج التي تشجّع على التواصل والتدخل.