تقرير يكشف ارتفاعًا "مقلقًا" بمرضى سرطان القولون والمستقيم بين الشباب بأمريكا

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية العربية (CNN) -- شُخصت أعراض البالغين في جميع أنحاء الولايات المتحدة بسرطان القولون والمستقيم في في أعمار مبكرة، مع حالة واحدة من كل 5 حالات جديدة بين من هم دون الـ55 عاما، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن جمعية السرطان الأمريكية.

ويُشير التقرير إلى أنّ نسبة حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين البالغين الذين تقلّ أعمارهم عن 55 عامًا ارتفعت من نسبة 11% عام 1995 لتبلغ نسبة 20% عام 2019.

ويبدو أيضًا أن هناك تحولًا عامًا نحو المزيد من عمليات تشخيص المراحل المتقدمة من السرطان.

وفي عام 2019، كانت 60% من جميع حالات القولون والمستقيم الجديدة بمراحل متقدمة بين جميع الفئات العمرية.

وقال الدكتور ويليام داهوت، كبير المسؤولين العلميين لدى الجمعية الأمريكية للسرطان: "وفقًا للروايات المتناقلة، ليس من النادر بالنسبة لنا الآن أن نسمع عن شاب مصاب بسرطان القولون والمستقيم المتقدم".

على سبيل المثال، توفي نجم فيلم "النمر الأسود" تشادويك بوسمان عن عمر يناهز 43 عامًا بسبب سرطان القولون.

ورغم صعوبة تحديد سبب ارتفاع سرطانات القولون والمستقيم بين البالغين الأصغر سنًا، على حد قوله، فقد تكون بعض العوامل مرتبطة بالتغييرات في البيئة، أو النظم الغذائية التي يتبعها الأشخاص.

وقال داهوت: "نحن لا نحاول إلقاء اللوم على أي شخص عند تشخيصه بالسرطان، لكن عندما نلاحظ حدوث تغيير خلال فترة زمنية قصيرة، فمن المرجح أن أمرًا خارجيًا واجهه المريض أدّى إلى  ذلك.

وعندما يتعلق الأمر بأمراض مثل سرطان القولون والمستقيم، من الصعب استبعاد احتمالية ارتباط الإصابة بالنظام الغذائي، وفق داهوت.

يشير التقرير الجديد أيضًا أن المزيد من الأشخاص ينجون من سرطان القولون والمستقيم، حيث ارتفع معدل النجاة النسبي بعد خمس سنوات على الأقل من التشخيص من نسبة 50% في منتصف السبعينيات، إلى 65% بين عامي 2012 و2018، ويرجع ذلك جزئيًا إلى التقدّم في العلاج.

من جانبه، قال الدكتور بول أوبرشتاين، طبيب الأورام الطبي لدى مركز لانغون بيرلماتر للسرطان بجامعة نيويورك، إن هذه تعد أخبارا سارة.

وتشير الاتجاهات العامة إلى أن معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ومعدلات الوفيات آخذة في الانخفاض ببطء.

وقال أوبرستين: "إذا نظرنا إلى الاتجاهات العامة، فإن معدل الإصابة بسرطان القولون في هذا التقرير قد انخفض من 66 لكل 100 ألف عام 1985 إلى 35 لكل 100 ألف عام 2019، أي نحو النصف".

ويعد سرطان القولون والمستقيم ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعًا في الولايات المتحدة، وهو السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان لدى الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا.

ولفت داهوت إلى أن أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تتمثل باتباع إرشادات الفحص، والحصول على اختبار يعتمد على البراز أو فحص بصري مثل تنظير القولون عند التوصية بذلك.

بالنسبة للتقرير الجديد، حلل الباحثون في جمعية السرطان الأمريكية البيانات من المعهد الوطني للسرطان والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها حول فحوص السرطان والحالات والوفيات.

وجد الباحثون أنه بين عامي 2011 و2019، زادت معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 1.9% سنويًا لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا.

وبينما انخفضت معدلات الوفيات الإجمالية بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 57٪ بين عامي 1970 و2020، واستمرت معدلات الوفيات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا في الارتفاع بنسبة 1% سنويًا منذ عام 2004.

من جهتها، قالت ريبيكا سيغل، المديرة العلمية الأولى لأبحاث المراقبة في جمعية السرطان الأمريكية والمؤلفة الرئيسية للتقرير، في بيان صحفي: "نحن نعلم أن المعدلات آخذة في الازدياد بين الشباب، ولكن من المثير للقلق أن نرى مدى سرعة تحول جميع المرضى إلى سن أصغر، رغم تقلّص الأعداد في إجمالي عدد السكان".

وتابعت: "الاتجاه نحو المرض الأكثر تقدمًا لدى الأشخاص من جميع الأعمار يعد أمرا مثيرا للدهشة أيضًا ويجب أن يحفز كل شخص يبلغ من العمر 45 عامًا وما فوق على الخضوع للفحص".

من جهتها، قالت الدكتورة روبن مندلسون، اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي والمديرة المشاركة لمركز ظهور سرطان القولون والمستقيم وسرطان الجهاز الهضمي لدى مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان، لـCNN، إن النتائج تسلط الضوء على أهمية فحص سرطان القولون والمستقيم.

وكتبت مندلسون: "انخفض سن بدء الفحص في الآونة الأخيرة إلى 45 عامًا، ما يساعد على محاولة لفحص المزيد من الأشخاص، لكن ما زلنا بحاجة إلى فهم المزيد عن سبب رؤيتنا لهذه الزيادة وهو أمر نتطلع إليه بقوة".

وتشير مندلسون إلى أنها لاحظت زيادة في سرطانات القولون والمستقيم المتقدمة والتشخيصات بين مرضاها الأصغر سنًا، وتقول إنها تراقب الأعراض مثل نزيف المستقيم وآلام البطن والتغيرات في عادات الأمعاء.

وأضافت: "حتى نفهم المزيد، من المهم أنّ يتعرف المرضى ومقدمو الرعاية على هذه الأعراض لتقييمها على الفور".