دراسة: حميات غذائية "شبيه بالكيتو" قد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت دراسة جديدة أن اتّباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، وعالي الدهون، و"شبيه بالكيتو" قد يرتبط بمعاناة الفرد من مستويات أعلى من الكوليسترول "الضّار"، ومضاعفة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، مثل انسداد الشرايين، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.

وأكّد كريستوفر غاردنر، وهو أستاذ بأبحاث الطب في "مركز ستانفورد للأبحاث الوقائية"، والذي أجرى تجارب سريرية على نظام كيتو الغذائي أن "هذه الدراسة تقدم مساهمة مهمة في المنشورات العلمية، وتقترح أنّ الأضرار تفوق الفوائد".

ولم يشارك غاردنر في الدراسة.

وفي الدراسة، عرّف الباحثون الحميات منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون، المعروفة بـ"LCHF"، بأنها عبارة عن 45% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية التي تأتي من الدهون، و25% من الكربوهيدرات.

وعُرِضت الدراسة، والتي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، الأحد في جلسة علمية سنوية للكلية الأمريكية لأمراض القلب بعنوان "Together With the World Congress of Cardiology".

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية، يوليا إياتان خلال عرض تقديمي في الجلسة: "جاء مبرّر دراستنا من حقيقة أنّنا شهدنا مرضى في عيادتنا الخاصة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية يعانون من فرط كوليسترول الدم الحاد بعد اتّباع هذا النظام الغذائي".

وتعمل إياتان في عيادة "Healthy Heart Program Prevention Clinic"، ومستشفى "سانت بول"، ومركز جامعة كولومبيا البريطانية للابتكارات المتعلقة بالقلب والرئة في فانكوفر بكندا.

ويزيد ارتفاع الكوليسترول من خطر إصابة الفرد بنوبات قلبية أو غيرها من الأمراض القلبية الوعائية الضارّة.

وأكّدت إياتان: "دفعنا هذا إلى التساؤل بشأن العلاقة بين هذه الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، وعالية الدهون، ومستويات الدهون، وأمراض القلب، والأوعية الدموية. ورُغم ذلك، إلا أنّ هناك بيانات محدودة حول هذه العلاقة".

وقارن الباحثون حمية 305 من الأشخاص يتّبعون نظامًا غذائيًا من نوع "LCHF" بـ1،200 شخص تقريبًا يتّبعون نظامًا غذائيًا معياريًا، وذلك باستخدام معلومات صحية من قاعدة بيانات المملكة المتحدة، "UK Biobank"، والتي تراقب الأشخاص لعِقد من الزمن على الأقل.

ووجد الباحثون أن من يتبع حميات "LCHF" الغذائية يتمتع بمستويات أعلى من البروتين الدهني منخفض الكثافة، والمعروف أيضًا بـ"LDL"، والكوليسترول، وصميم البروتين الشحمي "B".

كما لاحظ الباحثون أن إجمالي الدهون التي استهلكها المشاركون في نظام "LCHF" الغذائي كان أعلى من ناحية الدهون المشبعة، كما تضاعف خلالها استهلاك المصادر الحيوانية (33%) مقارنةً بالمشاركين من المجموعة الضابطة (16%).

وبحسب البيان، اكتشف الباحثون أنّه "بعد متوسط بلغ 11.8 عامًا من المتابعة، وبعد تعديل عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والتدخين، تمتّع الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا من نوع LCHF بمخاطر أعلى بمرتين للإصابة بمشاكل قلبية وعائية رئيسية، مثل انسداد الشرايين التي وَجَب فتحها عبر وضع الدعامات، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض الشرايين الطرفية.

وأشار الباحثون في البيان إلى أنّ دراستهم "تستطيع فقط إظهار صلة بين النظام الغذائي وزيادة خطر حدوث مشاكل قلبية كبيرة، بدلاً من علاقة سببية"، وذلك لكونها دراسة قائمة على الملاحظة.

ولكن تستحق نتائجهم المزيد من الدراسات، وخصوصًا مع إبلاغ 1 من كل 5 أمريكيين أنّهم يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات، أو يشبه نظام الـ"كيتو"، أو نظام "كيتو" الغذائي بشكلٍ كامل.

وقالت إياتان إنّ قيود الدراسة تضمنت أخطاء القياس التي تحدث عند الإبلاغ عن التقييمات الغذائية بشكلٍ ذاتي، وحجم عينة الدراسة الصغير، وكون غالبية المشاركين بريطانيين، وعدم شمل الدراسة لمجموعات عِرقية أخرى.

ونظرت الدّراسة أيضًا بتأثير اتباع النظام الغذائي على المدى الطويل، في حين يميل غالبية الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا شبيهًا بالكيتو إلى اتّباعه بشكل متقطّع ولفترات زمنيّة أقصر.

وشكّلت النساء غالبية المشاركين، وهو أمر "من مثير للاهتمام رؤيته، ولكنه يدعم الأبحاث المتاحة أيضًا، والتي تُظهر أنّ النساء لديهن ميل بشكلٍ عام إلى اتّباع المزيد من الأنماط الغذائية، كما أنّهن أكثر ميلاً لتغيير أنماط حياتهن".

وأشار أخصائي طبي بأنماط الحياة، والذي لم يشارك في الدراسة، الدكتور ديفيد كاتز، إلى وجود "طرق مختلفة لوضع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، ومن غير المرجح أن تتمتع جميعها بالتأثيرات ذاتها على مستوى الدهون في الدم، أو أمراض القلب".

ومع ذلك، أضاف كاتز أنّ "ارتباط حمية LCHF بآثار ضارة في هذه الدراسة دعوة للاستيقاظ لأولئك الأشخاص الذين يمارسون أنظمة غذائية كهذه لمجرد كونها رائجة".