دراسة: هل من علاقة سببية بين النوم السيّء وزيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الشخير ليلًا، والشخير بصوت عال فجأة، والتقلّب في السرير، والقيلولة لفترة طويلة خلال النهار، والاستيقاظ أثناء الليل، والنوم لفترات قصيرة جدًا أو حتى أكثر من اللازم، كلها عوامل تساهم في نوعية نوم رديئة قد تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وفق ما ورد في تقرير جديد.

وفي الواقع، وجد الباحثون أنه كلما زادت مشاكل النوم لديك، زاد خطر إصابتك بالسكتة الدماغية.

وأفادت مؤلفة الدراسة كريستين مكارثي، من جامعة غالواي في أيرلندا ببيان إن "وجود أكثر من خمسة من هذه الأعراض قد يؤدي إلى خمسة أضعاف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بمن لا يعانون من مشاكل في النوم".

وقالت اختصاصية النوم كريستين كنوتسون، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب والطب الوقائي بكلية فينبرغ للطب في جامعة نورث وسترن، غير المشاركة في الدراسة، إنّ "النتائج تتوافق والأبحاث السابقة التي تربط النوم غير الصحي بارتفاع ضغط الدم، والاعتلال بالأوعية الدموية، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية".

ورأت الدكتورة فيليس زي، مديرة مركز الساعة البيولوجية وطب النوم بكلية الطب في جامعة نورث وسترن، غير المشاركة في الدراسة، أن سببًا واحدًا للنوم لمدة قصيرة، أو المتقطع، أو اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس النومي له أثر على قدرة الجسم على تنظيم التمثيل الغذائي، وضغط الدم، والالتهابات، وكلها عوامل خطر تؤدي للإصابة بالسكتة الدماغية.

وأضافت زي في حديثها إلى CNN أنّ "قلة النوم قد تخل بانخفاض ضغط الدم الطبيعي الذي يحدث أثناء النوم ليلا، ويساهم بارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر مهم للسكتة الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية". وتابعت أنه "في أبحاث سكانية أخرى، تم الإبلاغ عن علاقات مماثلة بين ضعف صحة النوم واضطرابات مثل السكري، وأمراض القلب، والخرف".

مشاكل النوم وخطر السكتة الدماغية

وحلّلت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Neurology" الأربعاء، بيانات تعود لأكثر من 4500 شخص مشارك في INTERSTROKE، وهي دراسة دولية كبيرة لمراقبة حالات المرضى الذين أصيبوا بسكتة دماغية.

وأصيب قرابة 1800 مشارك في الدراسة بسكتة دماغية، وهي النوع الأكثر شيوعًا، حيث تؤدي الجلطة الدموية إلى سد الشريان المؤدي إلى الدماغ. وكان 439 شخصًا يعانون من نزيف داخل المخ جراء تمزق شرايين أو أوردة الدماغ، ما تسبب بحدوث نزيف في أنسجة الدماغ.

وتمت مطابقة المشاركين في الدراسة بحسب العمر، والجنس، مع أشخاص ليس لديهم تاريخ من السكتة الدماغية. وأجابت المجموعتان عن أسئلة حول نوعية نومهما وسلوكهما، وتمت مقارنة المجموعتين.

وأظهرت النتائج أنّ الأشخاص الذين ينامون أقل من خمس ساعات في الليلة كمعدل وسطي، ​​كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بثلاث مرات مقارنة مع من ناموا لمدة سبع ساعات، الحد الأدنى الموصى به للبالغين.

ومن جهة أخرى، كان النوم لأكثر من تسع ساعات في الليلة كمعدل وسطي ​​مرتبطًا بزيادة مضاعفة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وفق ما ورد في بيان حول الدراسة.

وبقيت النتائج صحيحة حتى بعد التعديلات للقضاء على المشاكل الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية، ضمنًا الاكتئاب، وتعاطي الكحول، والتدخين، وقلة النشاط البدني.

وأفاد البيان أن الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، أي توقف الأشخاص عن التنفس مرات عدة في الساعة، ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل ثلاثة أضعاف.

وأوضحت زي أنّ "انقطاع النفس النومي يمكن أن يغير المسارات التي تدخل في تنظيم عوامل التخثر، ما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية".

ويدل الشخير والشخير بصوت مرتفع وفجائي على انقطاع النفس النومي غير المعالج، وهو محفوف بالمخاطر. وكان الأشخاص الذين يشخرون أكثر عرضة بنسبة 91٪ للإصابة بسكتة دماغية، فيما الذين يشخرون بصوت مرتفع وفجائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بمعدل ثلاث مرات تقريبًا من أولئك الذين لم يصابوا بها.

وأفاد البيان أن القيلولة كانت أيضا أحد عوامل الخطر. وكان الأشخاص الذين ناموا لأكثر من ساعة كمعدل وسطي ​​أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 88٪ مقارنة مع من لم يفعلوا ذلك. ورغم ذلك، لفتت الدراسة إلى أن أخذ قيلولة مخططة لأقل من ساعة لم يكن مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وأشار الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية لدى "National Jewish Health" في دنفر، إلى أنه من المهم ملاحظة أن البحث قد يظهر فقط ارتباطًا بين مشاكل النوم والسكتة الدماغية، وليس علاقة سببية.

وطرح فريمان غير المشارك في الدراسة سؤالًا: هل النوم السيء مسببًا (للسكتة)؟ أم أنها مرتبطة ببساطة بمجموعة من العادات الصحية السيئة التي قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية"؟

وتابع: "هل الأشخاص (الذين أصيبوا بالسكتة) يتعرضون لضغط كبير؟ هل يشربون كميات كبيرة من الكافيين ثم لا ينامون"؟ ولفت إلى أنهم "ربما لا يمارسون الرياضة كثيرًا، ونحن نعلم أن التمارين تعزز النوم الجيد".

وخلص إلى أنه من الصعب استخلاص كل العوامل التي قد تساهم بالسكتة الدماغية.