خراجات دماغية نادرة وخطيرة تنتشر بين الأطفال بأمريكا.. لماذا؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحقق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها في مجموعة من خراجات الدماغ النادرة والخطيرة التي تصيب الأطفال في مدينة لاس فيغاس ومحيطها بولاية نيفادا.

وقال أطباء من أجزاء أخرى من البلاد إنهم قد يشهدون ارتفاعًا بعدد الحالات أيضًا. ففي عام 2022، تضاعف عدد حالات الإصابة لدى الأطفال ثلاث مرات في ولاية نيفادا.

وقالت الدكتورة تارين براغ، أستاذة مساعدة في جامعة يوتا، التي عالجت الحالات: "خلال خبرتي على مدى عشرين عامًا، لم أرَ شيئًا كهذا من قبل".

ولفتت إلى أنه "بعد مارس/ آذار 2022، سُجّلت زيادة هائلة في خراجات الدماغ.. كنت أرى أعدادًا كبيرة من الحالات وهذا أمر غير مألوف".

 

وفي كل حالة تقريبًا، يصاب الأطفال بأعراض شائعة، مثل وجع الأذن أو التهاب الجيوب الأنفية، مع صداع وحرارة، لكن خلال أسبوع تقريبًا، بحسب براغ، يتضح حدوث أمر أكثر خطورة.

بعد عرض تقديمي عن حالات نيفادا في مؤتمر Epidemic Intelligence Service، الخميس، قال أطباء من أجزاء أخرى من البلاد إنهم يشهدون زيادات مماثلة في خراجات الدماغ لدى الأطفال.

وخراجات الدماغ هي جيوب مليئة بالقيح من العدوى تنتشر إلى الدماغ. وقد تتسبب بنوبات صرع، أو اضطرابات بصرية، أو تغيرات في الرؤية أو الكلام، أو التوازن.

والأعراض المبكرة هي الصداع والحرارة التي تظهر وتختفي.

وغالبًا ما تتطلب الخراجات عمليات جراحية عدة لعلاجها. وقد يستغرق الأطفال بضعة أسابيع أو حتى شهورًا في المستشفى من أجل تعافيهم بعد خضوعهم لعملية جراحية.

وحاولت الدكتورة جيسيكا بيني، المسؤولة عن خدمة الاستخبارات الوبائية لدى مراكز مكافحة الأمراض، أن تعرف سبب زيادة عدد الحالات.

وأشارت بيني إلى أنه بين عامي 2015 و2020، كان عدد حالات خراجات الدماغ في مقاطعة كلارك مستقرًا إلى حد كبير عند حد نحو أربع حالات سنويًا.

وفي عام 2020، تراجع عدد خراجات الدماغ لدى الأطفال، ربما بسبب فرض التباعد الاجتماعي، وإغلاق المدارس، وغيرها من التدابير التي تحدّ من انتشار جميع أنواع التهابات الجهاز التنفسي، وليس فقط "كوفيد-19".

وبمجرد رفع القيود، عام 2021، ارتفعت أعداد الإصابات إلى مستوياتها الطبيعية، وزادت بشكل كبير عام 2022.

وأشارت إلى أن حوالي ثلث خراجات الدماغ في مجموعة مقاطعة كلارك نتجت عن نوع من البكتيريا يسمى Streptococcus intermedius التي عادة ما تكون موجودة في الأنف والفم من دون أن تشكل ضرر، حيث يبقيها جهاز المناعة لدينا تحت السيطرة. لكن عندما تصل إلى أماكن لا ينبغي أن تكون، مثل الدم أو الدماغ، فقد تسبب مشاكل.

يمكن أن يحدث ذلك بعد زيارة طبيب أسنان وإصلاحها، على سبيل المثال، أو عندما يكون لدى شخص ما حالة صحية أساسية تضعف مناعته، مثل مرض السكري. لكن هذه لم تكن الحال مع الأطفال في مجموعة مقاطعة كلارك. وقالت براغ: "هؤلاء أطفال أصحاء. مع عدم وجود تاريخ طبي مهم من شأنه أن يجعلهم أكثر عرضة للإصابة.. لم يكن هناك أي كبت مناعي معروف أو أي شيء من هذا القبيل".

ورأى الدكتور سونيل سود، اختصاصي بالأمراض المعدية للأطفال في نورثويل هيلث، وهو نظام صحي في نيويورك، إنّ علامات التهاب الجيوب الأنفية لدى الأطفال قد تكون خفية، ولا يعرف الأهل دومًا ما الذي يجب الانتباه إليه. إذا أصيب الطفل بنزلة برد، أو انسداد في الأنف، ثم استيقظ في اليوم التالي بعيون حمراء ومنتفخة، أو عين متورمة مغلقة، فمن الجيد أن تطلب العناية الطبية. قد يشكون أيضًا من الصداع، ويشير إلى النقطة الموجودة فوق الحاجب كموقع للألم.

حالات جديدة

وروت براغ إنها عالجت طفلين آخرين مصابَين بخراجات في الدماغ عام 2023. لكن، يبدو أن وتيرة الحالات الجديدة تتباطأ.

واحتاج بعض الأطفال الذين عالجتهم إلى خضوعهم لعمليات جراحية عديدة في الدماغ، والرأس، والرقبة، للقضاء على المرض.

وأشارت بيني إلى أنّ مراكز مكافحة الأمراض تواصل مراقبة الوضع عن كثب.

وتابعت: "سنواصل المراقبة على مدار العام ونعمل عن كثب مع شركائنا في المجتمع، لنرى ما يحدث في جنوب نيفادا".