كيف تقلّل من مخاطر دخان حرائق الغابات الصحية؟

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة
كيف تقلّل من مخاطر دخان حرائق الغابات الصحية؟
Credit: Scott Olson/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتلقى ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة تحذيرات بشأن جودة الهواء حيث يجتاح الدخان الناجم عن حرائق الغابات في كندا الساحل الشرقي. وقد ألغت بعض المدارس في نيويورك وواشنطن الأنشطة الخارجية، وتواجه المطارات تأخيرات أو توقفات أرضية بسبب سوء الرؤية.

وقد يسبب الدخان مشاكل صحية أيضًا مثل صعوبة التنفس، وحرقة في العينين، ودوخة، وصداع، أو غثيان. ويرى الأطباء أن الأشخاص الذين تزداد أعراضهم سوءًا عليهم الحصول على رعاية طبية.

كيف تحافظ على صحة جيدة وتتجنب المشاكل عندما يكون الهواء مليئًا بالدخان الكثيف؟ إليك بعض الأجوبة:

لماذا يُصعّب دخان حرائق الغابات جدًا عملية التنفس؟

قال الدكتور شيلبا باتيل، المدير الطبي لعيادة الربو الوطنية IMPACT DC للأطفال في واشنطن "إنه مماثل للجسيمات الصغيرة جدًا التي تتوغل في الممرات الهوائية. هي لا تُسبّب الحساسية. بل مهيّجة: "وبالتالي يمكن أن يؤثر هذا الأمر على رئتي أي شخص ويسبب له السعال والشعور بحكة بالحلق". وتابع: "إذا نظرت إلى مؤشر جودة الهواء، ستجده في المنطقة الأرجوانية، وهذا أمر نادر غالبًا في منطقتنا".

ما هو مؤشر جودة الهواء وماذا يخبرنا؟

أوضح باتيل: "إنها مجموعة من القياسات. لذلك فهي ليست مجرد جسيمات، لكن لها مدخلات متعددة وضعتها وكالة حماية البيئة الأمريكية، تحدد نوع التلوث الموجود في الهواء في الوقت الحالي. وموقع AirNow.gov الإلكتروني مماثل لما يستخدمه خبراء الأرصاد الجوية عندما يتحدثون عن الترميز باللون الأخضر والأصفر والبرتقالي والأحمر والأرجواني.

ولفت الدكتور بيتر ديكارلو، الأستاذ المساعد بقسم الصحة البيئية والهندسة في جامعة جونز هوبكنز، إلى أن الموقع يجب أن يكون محطة توقف منتظمة للجميع.

من هم الأكثر عرضة للمشاكل الصحية عندما تكون جودة الهواء رديئة؟

قالت الدكتورة عايدة كابو، اختصاصية أمراض الرئة لدى مركز هاكنساك ميريديان باليسيدز الطبي في نيو جيرسي، إنّ "هذا النوع من جودة الهواء، الذي يعد سيئًا حقًا هنا في الشمال الشرقي، يسبب مشاكل للأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية فورًا تقريبًا، إذا كانوا خارج المنزل لفترة زمنية معينة". وأضافت أن "هذا الهواء خطير بشكل خاص على الصغار وكبار السن والحوامل".

قد يسبب مشكلة أيضًا للأشخاص الذين يعانون من مرض كوفيد الطويل والذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي.

حول هذا الأمر قال الدكتور ديفيد روزنبرغ، المتخصص في أمراض الرئة بمركز UH Ahuja الطبي في كليفلاند، أنه من الواضح أن أي نوع من الإساءة إلى رئتيهم سيكون ضارًا بصحتهم. وأردف أنه "على الأرجح، مع وجود كل هذه الجسيمات بهذه المستويات، حتى لو كنت بصحة جيدة، فيحتمل أن تسبب تهيجًا في رئتيك وتسبب مشاكل للجميع".

لماذا تعتبر نوعية الهواء السيئة مضرة للغاية على الأطفال وكبار السن؟

أوضح باتيل أنّ "الأمر يتعلق بالقدرة على إخراج البلغم. لذلك من الصعب إخراج كل ما في رئتيك. عندما تكون صغيرًا أو كبيرًا، تكون عضلاتك أضعف، وبالتالي يكون لدى كبار السن والصغار قوة أقل. والأمر مماثل عند الإصابة بمرض فيروسي: لا يمكنك إزالة المخاط بسهولة. وكبار السن لديهم الكثير من الحالات المزمنة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل".

وقال روزنبرغ إن الجسيمات الصغيرة "يمكن أن تمثّل مشكلة للبالغين الأصغر سنًا، ربما لأن رئتيهم لم تتطور بشكل كامل. تستمر الرئتان بالنمو والتطور حتى تصل إلى عشرينيات العمر، لذلك إذا كانت هذه الجسيمات قد أساءت إلى تنفسهم، فقد تكون هذه الجزيئات ضارة بشكل خاص للأطفال الصغار والشباب أيضًا".

هل من طريقة يمكن من خلالها حماية الأشخاص أثناء وجودهم بالخارج؟

شرحت كابو أن "لدينا بعض الحماية الطبيعية. يمكن لشعيرات الأنف حمايتنا من الكثير من هذه الجزيئات، لكننا هنا أمام جسيمات صغيرة من حرائق الغابات، لذا فهي ليست كافية".

ولفتت إلى أن "التوصية تتمثّل بعدم التواجد في الخارج، لكن إذا كنت ترغب بارتداء قناع للمساعدة، فارتدِ قناع N95، وليس قناعًا جراحيًا".

ونصح باتيل "بالحد من النشاط البدني الشاق الذي يتطلب التنفس العميق".

وبحسب روزنبورغ "هذه الجسيمات مزعجة بشكل خاص لمجرى الهواء العلوي، أو أنفك أو حلقك وعينيك، لذلك إذا شعرت بانزعاج من أي منها، فهي بمثابة تحذير. لدينا مستشعرات عصبية حساسة قد تعمل كمنبه ما يعني أنه من المحتمل أنك تتنفس شيئًا ضارًا، لذا يجب أن تنتبه إلى هذا التحذير وتتوجه إلى الداخل".

ماذا يجب أن يفعل الأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية أو مشاكل القلب إذا اضطروا للخروج؟

أشارت كابو إلى أنّ "إحدى التوصيات للأشخاص الذين يعانون من الربو تتمثّل باستخدام جهاز الاستنشاق قبل 15 دقيقة من الخروج في هذا النوع من جودة الهواء". وأضافت أنه "إذا كنت تعاني من أي نوع من الأمراض، أكان الربو، أو الحساسية، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، فأنت تخضع للعلاج ولديك طبيب، وإذا كنت تستخدم الأدوية الخاصة بك، فيمكنك تقليل خطر تفاقم المرض في هذا النوع من جودة الهواء".

ما الذي يحفظ جودة الهواء في الداخل؟

أوضحت كابو بأن "التوصية تقضي بإغلاق النوافذ، وتشغيل مكيفات الهواء، ومرشحات الهواء".

ووافقها ديكارلو. "في الداخل يوجد حوالي نصف أو أقل من تركيز ملوثات الهواء مقارنة مع الخارج عندما يتعلق الأمر بالجزيئات، وهو ما نهتم به هنا. وهذا كله يختفي بمجرد فتح النوافذ والأبواب والسماح للهواء المتدفق بحرية بالدخول".

هل يمكن أن يساعد دواء الحساسية؟

قال باتيل إنّ "الأمر ليس مماثلًا للحساسية بالضرورة، إنه مصدر للتهيّج، رغم أنني أعتقد أن بعض الناس يمكن أن يكون لديهم حساسية ولديهم عنصر حساسية". وتابع أن "مضادات الهيستامين..تجففنا، لذلك يحتمل أن تساعد رغم اختلاف الآلية، ما يعني اختلاف سبب زيادة إفراز المخاط. وعليه يقتصر دوره (دواء الحساسية) على الجفاف، وبالتالي تنظيف الجيوب الأنفية".