دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت دراسة جديدة أنّ غالبية وفيات الأطفال نتيجة حوادث إطلاق نار عرضية في الولايات المتحدة تكون ناتجة عن اللعب بالأسلحة في المنزل، أو اعتقادهم أنّها مجرّد ألعاب. وأشار البحث إلى أنّ أكثر من 90% من الأسلحة المستخدمة في حوادث إطلاق النار هذه، تُركت محشوّة وغير مقفلة.
ونظرت الدراسة المنشورة الإثنين في مجلة "Injury Epidemiology" العلمية في حوادث حصلت على مر حوالي عقدٍ من الزمن قَتَل فيها أطفال دون سن الـ15 أنفسهم أو طفل آخر بسلاح ناري.
ووقعت غالبية عمليات إطلاق النار في منزل الضحايا. وفي 8 حالات من أصل 10، كان السلاح الناري ملكًا لقريب أكبر سنًا.
وقالت كبيرة مؤلفي الدراسة، والباحثة الرئيسية في مركز أبحاث الإصابات والسياسات في مستشفى "نيشن وايد" للأطفال، الدكتورة نيكول مايكلز: "من المفيد استكشاف كيفية تشجيع الآباء على التخزين الآمن"، موضحة:"هذه هي الطريقة التي يمكن من خلالها منع هذه الوفيات".
وفي الولايات المتحدة، تُعتبر الأسلحة النارية السبب الرئيسي لوفاة الأطفال والمراهقين، وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
وفي مقابل كل طفل يموت بسبب عنف الأسلحة النارية، يُعالج أكثر من طفلين آخرين في غرفة الطوارئ من إصابة متعلقة بتلك الأسلحة، ما يكلّف نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة 109 ملايين دولار سنويًا للعلاج الأولي في المستشفيات.
وفي هذه الدراسة الجديدة، قام العلماء في مركز أبحاث الإصابات والسياسات في مستشفى "نيشن وايد" للأطفال بأوهايو بفحص الحالات التي أطلق فيها الأطفال والمراهقون النار على أنفسهم أو طفل آخر عن طريق الخطأ، ما أدّى إلى حالة وفاة.
واستخدم العلماء النظام الوطني للإبلاغ عن حالات الوفاة العنيفة، وهي قاعدة بيانات تحتفظ بها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها لتعقب الظروف المحيطة بالوفيات العنيفة عبر جمع المعلومات من تقارير الطب الشرعي، وسجلات المستشفيات، وشهادات الوفاة، والمزيد.
وعند تصفح البيانات بين عامي 2009 و2018 عبر 33 ولاية أمريكية، رصد الفريق 279 حالة مات فيها أطفال تقل أعمارهم عن 15 عامًا عن طريق الخطأ بسبب إصابة بسلاح ناري.
وبحسب الباحثين الذين فحصوا قاعدة البيانات، لم يشمل البحث المواقف التي كان مطلق النار فيها أكبر من 15 عامًا، أو التي كان إطلاق النار فيها نتيجة مشاكل الصحة العقلية.
ووجدت الدراسة أن 64% من حالات الوفاة العرضية بالأسلحة النارية حدثت في منزل الضحية، حيث كان السلاح الناري ملكًا لأحد الأقارب أو الوالدين في غالبية الحالات.
وكان اللعب بالسلاح الناري أو الخلط بينه وبين لعبة من ظروف الوفاة الأكثر شيوعًا.
ووجد التقرير أنّ الأسلحة النارية تُرِكت محشوّة ومفتوحة في 92% من حوادث إطلاق النار المميتة التي توفّرت بشأنها معلومات عن السلاح الناري.
غالبية الضحايا من الذكور
ووفقًا لما أشارت إليه الدراسة، كانت غالبية حوادث القتل الخطأ بالأسلحة النارية ذاتيّة، وانطبق ذلك بشكلٍ خاص على الأطفال دون سن الخامسة، والذين أطلقوا النار على أنفسهم من دون قصد في 8 من أصل 10 حالات.
وبالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، والذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 عامًا، كان نحو الثلث من مطلقي النار من أصدقاء الضحايا.
كما وجدت الدراسة أن أكثر من 92% من منفّذي إطلاق النار و80% من الضحايا كانوا من الذكور.
ورغم أنّ الباحثين غير متأكدين مما يدفع الفجوة بين الجنسين عندما يأتي الأمر لحالات الوفاة الناجمة عن استخدام الأسلحة النارية، يعزو بعض الخبراء ذلك إلى التوقعات المجتمعية والمعايير الجنسانية للرجال.
جهد جماعي
ويوصي الخبراء ببعض الخطوات المهمة التي يمكن للعائلات تطبيقها لتجنب خطر التعرض لحادث إطلاق نار عرضي.
ويُعد إبقاء الأسلحة النارية مغلقة وفي أماكن آمنة بعيدًا عن متناول الأطفال خطوة حاسمة يتفق الباحثون أنّها يمكن أن تساهم في منع الأطفال الصغار من إيذاء أنفسهم أو الآخرين.
كما يوصي الخبراء بالحديث عن الموضوع مع عائلات أخرى.
وفي حال قضاء الطفل الوقت في منزل شخص آخر للعب، يمكن للوالدين الاستفسار عمّا إذا كانت تلك العائلة تمتلك أي أسلحة نارية مخزّنة بأمان.