دراسة: المصابون بالخرف أكثر عرضة لخطر الموت بعد تناول مواد أفيونية

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت دراسة جديدة عن أن الأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا ويعانون من الخرف، هم أكثر عرضة للوفاة بأربع مرات في غضون الأشهر الستة الأولى، بعد تناول مواد أفيونية لإدارة الألم، و6 مرات أكثر عرضة للوفاة إذا كانت المواد الأفيونية قوية، مثل "المورفين" أو "الأوكسيكودون" أو "الفنتانيل".

وكان احتمال حدوث الوفاة أكبر بـ11 مرة خلال الأسبوعين الأولين بعد استهلاك أي وصفة طبية من الأدوية الأفيونية، وفقًا لما ذكرته دراسة غير منشورة، وتم تقديمها يوم الثلاثاء في المؤتمر الدولي لمرض الزهايمر لعام 2023، في العاصمة الهولندية أمستردام.

وقالت ماريا كاريلو، كبيرة المسؤولين الطبيين في جمعية الزهايمر، والتي لم تشارك في الدراسة: "يمكن أن تؤثر المسكنات القوية على الوظائف التلقائية، مثل معدل ضربات القلب، والتنفس، والبلع، وقد يواجه الأفراد الأكبر سنًا بالفعل تحديات مع هذه الأشياء".

وتُعتبر أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة "حالة طوارئ صحية عامة"، بحسب تقارير إدارة التأهب الاستراتيجي والاستجابة.

وارتفعت نسبة الجرعات الزائدة بشكل كبير، حيث قفزت من 47,600 في عام 2019 إلى أكثر من 80 ألف في عام 2021، مع عدم وجود نهاية في الأفق، وفقًا لما أوضحته إحصاءات المعهد الوطني لتعاطي المخدرات والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

وخلال هذا الإطار الزمني، أصبح استخدام المواد الأفيونية القوية شائعًا بشكل متزايد بين كبار السن المصابين بالخرف، بحسب ما قالته المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة كريستينا جنسن دهم، وهي طبيبة الأعصاب وكبيرة الباحثين في المركز الدنماركي لأبحاث الخرف بمستشفى "Rigshospitalet" في كوبنهاغن، الدنمارك.

وأوضحت: "كبار السن الذين لديهم إصابة بالخرف غالبًا ما يعانون من الضعف واضطراب شديد في الدماغ. ونفترض أن هذا هو السبب في عدم قدرتهم على تحمل المواد الأفيونية".

المواد الأفيونية القوية تزيد من المخاطر

وحلّلت الدراسة بيانات أكثر من 75 ألف شخص دنماركي تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، حيث تم تشخيص إصابتهم بالخرف على مدى 10 سنوات بين عامي 2008 و2018.

ومن بين هؤلاء، استبدل 42٪ وصفاتهم الطبية بمواد أفيونية.

واتبعت الدراسة هذه المجموعة لمدة 180 يومًا، بعد أن بدأ أفرادها في استهلاك المواد الأفيونية. وقارنت معدل حالات الوفاة مع الأشخاص المصابين بالخرف في الدراسة، والذين لم يتناولوا المواد الأفيونية.

وزادت المواد الأفيونية القوية من خطر الوفاة بستة أضعاف. وارتفعت النسبة مع استخدام لصقة "الفنتانيل" على الجلد، بحسب ما ذكرته الدراسة.

وفي حال تم وصف لصقة "الفنتانيل" للأشخاص كأول وصفة طبية، فإن معدل الوفيات ارتفع إلى 65.3٪ خلال فترة أول 180 يومًا.

ومع ذلك، كان الخطر الأكبر للوفاة من أي مادة أفيونية خلال الأيام الـ14 الأولى بعد استهلاك الدواء. وكان الأشخاص الذين لديهم إصابة بالخرف أكثر عرضة للوفاة خلال الأسبوعين الأولين بمقدار 11 مرة.

وقالت أخصائية الأعصاب الدكتورة نيكول بورسيل، كبيرة مديري الممارسات السريرية لجمعية الزهايمر، في بيان، إن النتائج يجب أن تثير جرس الإنذار للأطباء وأسر الأشخاص المصابين بالخرف.

وأكدّت هذه النتائج الجديدة على الحاجة إلى مناقشة الأمر بين الطبيب، والمريض، وأسرته. ويجب التفكير بعناية في القرارات المتعلقة بوصف مسكنات الألم، وفي حالة استخدامها، يجب أن تكون هناك مراقبة دقيقة للمريض.

وأوضحت جنسن دهم أن الخيار الأول لإدارة الألم يجب أن يكون دائمًا العلاج غير الدوائي، مثل ممارسة التمارين الرياضية أو العلاج الطبيعي، متبوعًا بالمسكنات الضعيفة مثل "الأسيتامينوفين" أو دواء آخر مضاد للالتهاب غير الستيرويدي، إذا كان ذلك مناسبًا لذلك المريض.

وأشارت كاريلو إلى أن "الرسالة هي أننا يجب أن نكون حذرين للغاية عند اتخاذ قرارات لوصف المواد الأفيونية للأفراد الذين ليسوا أكبر سناً فحسب، بل يتأثرون أيضًا بالخرف".