تجربة جديدة تكشف سلامة وفعالية عقار لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يمكن أن تثير الولادة مشاعر متنوعة وقوية لدى الأم.

وتعاني معظم الأمهات الجدد من أعراض اكتئاب مثل تقلبات المزاج، ونوبات البكاء، والقلق، وصعوبة في النوم، تبدأ في اليومين أو الثلاثة أيام التي تلي الولادة، وقد تستمر لمدة أسبوعين.

فيما تعاني بعض الأمهات الجدد من نوع أكثر حدة وطولًا من الاكتئاب، يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة.

ويعد "زورانولون" عقارًا لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة، ويخضع حاليًا للتطوير السريري، وقد منح "مراجعة أولوية" من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وفقًا لصانعي الدواء، Sage Therapeutics وBiogen.

وتعني "مراجعة أولوية" أن إدارة الغذاء والدواء ستوجه اهتمامها ومواردها العامة لتقييم طلبات الأدوية التي إذا تمت الموافقة عليها، ستكون بمثابة تحسينات هامة في سلامة أو فعالية العلاج، والتشخيص، أو الوقاية من الحالات الخطيرة بالمقارنة مع الطلبات القياسية، بحسب الوكالة.

ومن المتوقع أن تحسم إدارة الغذاء والدواء قرارًا وتتّخذ إجراءًا بشأن الموافقة بحلول 5 أغسطس/ آب المقبل.

ونشرت نتائج المرحلة الثالثة من التجربة، الأربعاء، في المجلة الأمريكية للطب النفسي.

وأظهرت دراسة شملت 196 امرأة تعانين من اكتئاب حاد بعد الولادة، أن اللواتي تلقين جرعة يومية قدرها 50 مليغرامًا من عقار زورانولون لمدة 14 يومًا، أظهرن "تحسنًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب" مقارنة مع اللواتي تلقين العلاج الوهمي.

ووفقًا للدراسة الممولة من قِبل شركتي Sage Therapeutics وBiogen، استمرت حالة التحسّن بعد 28 و45 يومًا. وتشكل هذه النتائج جزءًا من مجموعة البيانات التي سيتم مراجعتها على الأرجح من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

وقالت كريستينا ديليجيانيديس، أستاذة في معهد علوم السلوك لدى معاهد فينشتاين للبحوث الطبية بنيويورك، والكاتبة الرئيسية للدراستين: "كانت هذه التجربة الثانية المهمة التي يمكن أن تدعم موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وقد نشرنا الدراسة السريرية الأولى عام 2021".

وكانت الدراسة السابقة التي شملت 151 امرأة يعانين من اكتئاب بعد الولادة، أظهرت أنّ عقار "زورانولون" التي نُشرت نتائجه في مجلة JAMA Psychiatry عام 2021، أن النساء اللواتي تلقين جرعة 30 مليغرامًا من عقار "زورانولون" يوميًا لمدة أسبوعين شعرن بتحسن أكبر في أعراض الاكتئاب مقارنة مع اللواتي تلقين العلاج الوهمي. 

وقد ظهر هذا التحسن في الأعراض خلال أيام ثلاثة واستمر لمدة 45 يومًا بالحد الأدنى، وفقًا للدراسة التي أُجريت في عامي 2017 و2018 في 27 موقعًا.

وأوضحت ديليجيانيديس أنهم، في الدراسة الأولى، قاموا باختبار جرعة 30 ميلليغرامًا، وكان ذلك مرتبطًا بالسلامة وقابلية التحمل الجيدة، والفعالية الجيدة".

وتابعت: "ثم قمنا بتكرار هذه النتائج في التجربة الثانية مع استخدام عينة أكبر بلغت 50 ميلليغرامًا، ووجدنا فعالية وسلامة مماثلة للجرعة السابقة".

وفي التجربة الأخيرة، قام الباحثون من معاهد فينشتاين للبحوث الطبية في نورثويل هيلث ومؤسسات أخرى بالولايات المتحدة في فحص فعالية وسلامة جرعة 50 ميلليغرامًا من زورانولون لدى 196 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عامًا. وشملت المجموعة نسبة 21.9% من النساء من ذوات الأصول الأفريقية، و38.3% من النساء من أصول هسبانية.

وبين النساء اللاتي تلقين عقار "زورانولون"، لاحظ الباحثون استجابات سريعة للعلاج بدءًا من اليوم الثالث.

وفي اليوم التالي لاستكمال النساء العلاج لمدة 14 يومًا، وجد الباحثون أن نسبة 57% منهن أبلغن عن تحسن بنسبة 50% أو أكثر في أعراض الاكتئاب، مقارنة مع 38% من اللواتي تلقين العلاج الوهمي.

فيما استمر الباحثون بمتابعة النساء على مدى 45 يومًا، أبلغت نسبة 61.9% من المشاركات اللوتي تلقين زورانولون، عن تحسن بنسبة 50% أو أكثر في أعراض الاكتئاب لديهنّ، مقارنة مع نسبة 54.1% من اللوتي تلقين العلاج الوهمي.

وأبلغت بعض النساء اللوتي تلقين "زورانولون" عن أعراض مثل النعاس والدوار والتخدير. ومن بين 98 مشاركة حصلن على جرعة من "زورانولون"، 16 منهن قمن بتقليص جرعتهن من 50 إلى 40 ميلليغرامًا بسبب هذه الآثار الجانبية.

وفي التجربة، أبلغت نسبة 26.5% من النساء اللواتي تلقين "زورانولون" عن النعاس، و13.3% عانين من الدوار، و11.2% عانين من التخدير.

وعانت مجموعة أصغر من المشاركات، من الصداع والإسهال والغثيان.

لاحظ الباحثون أن أيًا من المشاركات اللواتي تلقين "زورانولون" لم يعانين من آثار جانبية خطيرة بما يكفي لفقدان الوعي، أو تجربة أعراض انسحاب، أو التحدث عن زيادة في التفكير أو السلوك الانتحاري. لم تسجل أي حالة وفاة لمريضة.

وأضافت ديليجيانيديس: "أهم فوائد زورانولون هي تأثيره المضاد للاكتئاب السريع والدورة العلاجية المنزلية القصيرة، وقد تحتاج كثير من المريضات إلى دورة علاجية مكثفة قصيرة تليها رصد مستمر".