دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يكون حوت قديم ضخم اكتُشِف في البيرو أثقل حيوان على الإطلاق، بحسب دراسةٍ جديدة.
ويُقدّر أنّ كتلة جسم حوت "بيروسيتوس كولوسوس" (Perucetus colossus) المنقرض تراوحت بين 85 ,340 طنًا متريًا.
وقال جيوفاني بيانوتشي، المؤلف الأوّل للدّراسة المنشورة في مجلة "Nature"، الأربعاء، أنّ ذلك يُعادل أو يتجاوز وزن الحوت الأزرق الذي يُعتَبر الحيوان الذي يتمتّع بالكتلة الأكبر حتّى الآن.
ويُقدَّر أن طول الهيكل العظمي الجزئي للحوت يتراوح بين 17 و20 مترًا.
ولا تزال العيّنة الأحفوريّة أقصر مقارنةً مع الحوت الأزرق البالغ طوله 25 مترًا، لكن لا تزال كتلته الهيكليّة تتجاوز كتلة أي حيوان ثديي أو فقاري معروف، ضمنًا قريبه العملاق، وفقًا للدراسة.
ويرجّح أنّ حوت "بيروسيتوس" أثقل من الحوت الأزرق بمرّتين إلى 3 مرات.
وشرح بيانوتشي، الأستاذ المشارك بعلم الأحافير في قسم علوم الأرض بجامعة "بيزا" بإيطاليا، لـCNN: "من الممكن أنّ وزن بيروسيتوس يعادل وزن اثنين من الحيتان الزّرقاء، و3 من ديناصورات أرجنتينوصور، وأكثر من 30 فيلًا أفريقيًا، وما يصل إلى 5 آلاف شخص".
ووفقًا لبيانوتشي، يحتمل أنّ وزن وحجم الحوت كان نوعًا من التكيّف التطوّري للحياة في المياه الساحليّة الضّحلة والمضطربة.
ويُعد هذا الاكتشاف أحدث نتائج "أنشطة مكثّفة" قام بها باحثون منذ عام 2006 في وادي "إيكا" جنوب بيرو، في "واحدة من أهم تجمّعات الفقاريّات الأحفوريّة من حقبة الحياة الحديثة" التي شهدها كوكب الأرض قبل 66 مليون عام تقريبًا.
استخراج كائن عملاق
ووفقًا لبيانوتشي، اكتشف عالم الحفريات البيروفي، ماريو أوربينا شميت، أوّل فقرة من حوت "Perucetus"قبل أكثر من 10 أعوام.
ويعمل شميت، وهو من المؤلفين المشاركين في الدّراسة، كباحث وجامع ميداني في قسم علم الحفريّات الفقاريّة في متحف التّاريخ الطّبيعي التّابع لجامعة "سان ماركوس" الوطنيّة في ليما.
وأوضح شميت أنّ التنقيب بين تشكيلات "باراكاس" استغرق "أعوامًا عدّة بسبب الصّخور الصّلبة، وتواجد الحفريّة في قلب الجبل، وحجم العظام الضّخم، والظّروف البيئيّة الشّديدة لصحراء إيكا".
وتعليقًا على البحث، كتب كل من جاي جي إم ثيويسن، الأستاذ بقسم علم التشريح في جامعة "نورث إيست أوهايو" الطبيّة، وديفيد ووه، باحث ما بعد الدّكتوراه في قسم التشريح وعلم الأعصاب في الجامعة ذاتها، وغير المشاركين في الدراسة: "يُعد اكتشاف أشكال الجسم المتطرّفة كهذه فرصة لإعادة تقييم فهمنا لتطوّر الحيوانات".