دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كانت تجربة سحر مكماهون بعد ولادة طفلها الثاني مختلفة تمامًا عن طفلها الأول.
فقد عانت من حالة مزاجية سيئة، وتعب دائم، وقلة في التركيز، ومشاعر أخرى راودها لأول مرة!
وقالت مكماهون، البالغة من العمر 39 عامًا: "لم أدرك أن ما يصيبني هو اكتئاب ما بعد الولادة".
وفي أحد الأيام، خلال العام 2021، بحثت مكماهون عن الأعراض التي شعرت بها على الإنترنت والتي تشمل أيضًا نوبات البكاء، والإرهاق، وعدم القدرة على النوم.
وقالت: "كنت أجري بحثًا على الإنترنت عندما قرأت حول أحد التجارب".
وقرّرت مكماهون المشاركة في المرحلة الثالثة من تجربة "زورانولون"، وهو دواء مخصّص لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة.
ونظرًا إلى أن التجربة كانت دراسة مزدوجة التعمية، فلم تعرف مكماهون إذا أُعطيت الدواء الفعلي أو العلاج الوهمي.
لكنها قالت إنها لاحظت تحسنًا في حالتها المزاجية وطاقتها عند التفاعل مع أطفالها.
وتقول مكماهون إنه في الأسابيع التي تلت ذلك، تغيّرت حياتها إلى الأفضل.
وتابعت: "لقد أنقذ حياتي.. وأنقذ زواجي.. وأنقذ أطفالي".
ويتم إعطاء "زورانولون" كحبوب يومية على مدار أسبوعين.
وتم منح الدواء "مراجعة ذات أولوية" من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وفقًا لصانعي الدواء Sage Therapeutics and Biogen.
وقد أعطت إدارة الغذاء والدواء إذن الاستخدام لهذا الدواء في الخامس من هذا الشهر.
وكان سبق ونشرن نتائج المرحلة الثالثة من التجربة، في المجلة الأمريكية للطب النفسي.
وأُجريت الدراسة على 196 امرأة مصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
ووجدت أن اللواتي تناولن جرعة يومية مقدارها 50 مليغرامًا من "زورانولون" لمدة 14 يومًا قد أظهرن "تحسنًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب" مقارنة مع من تناولن دواءً وهميًا.
وتم الإبلاغ عن هذه التطورات الصحيّة بعد 28 و45 يومًا، وفقًا للدراسة، التي تم تمويلها من قبل Sage Therapeutics and Biogen.
وقد راجعت إدارة الغذاء والدواء هذه النتائج التي تشكل جزءًا من مجموعة من البيانات الأخرى التي قدمتها شركة تصنيع الدواء.
ويذكر أنه قام باحثون من معاهد "فاينشتاين" للأبحاث الطبية ومؤسسات أمريكية أخرى بفحص فعالية وسلامة جرعة 50 مليغرامًا من "زورانولون" على 196 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عامًا.
وبين النساء اللواتي تناولن "زورانولون"، لاحظ الباحثون استجابات سريعة للعلاج في اليوم الثالث.
وقالت الدكتورة كريستينا ديليجانيديس، الأستاذة بمعهد العلوم السلوكية في معاهد "فينشتاين" للأبحاث الطبية بنيويورك: "أعظم فوائد زورانولون هي آثاره المضادة للاكتئاب السريعة، ودورة علاجه القصيرة في المنزل، والتأثيرات الجانبية التي يمكن تحمّلها بشكل جيد".
وتابعت: "بالنسبة للعديد من المرضى، قد يحتاجون إلى دورة علاج قصيرة وحادّة تليها مراقبة دقيقة".
معالجة الصحة العقلية للأم
وقالت جوديت بلانك، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية بكلية الطب في جامعة "ميامي ميلر" لـCNN، إن تجربة المرحلة الثالثة الجديدة تشير إلى أن "زورانولون" قد يقدم علاجًا سريعًا وفعّالًا لاكتئاب ما بعد الولادة بين مجموعات متنوعة من النساء.
وقالت: "يمكن أن يكون هذا مفيدًا تحديدًا للنساء اللواتي يواجهن عوائق في الوصول إلى علاجات طويلة الأمد، مثل النساء ذوات الدخل المنخفض أو النساء اللواتي لديهن وصول محدود إلى الرعاية الصحية".
وتابعت: "مع ذلك، ومن وجهة نظر علمية واجتماعية وأخلاقية، فإن هذه التجربة السريرية ليست الحل لمعالجة أزمة الصحة العقلية للأم في الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم".
وأوضحت بلانك: "لا ينبغي أن تكون الأدوية هي خط العلاج الأول أو الوحيد لحالات الصحة العقلية، لا سيما بين النساء والأطفال والسكان المضطهدين تاريخياً".