المحادثة بشأن مضادات الاكتئاب والحمل أكثر قد تكون تعقيدًا مما تعتقد

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يبدو الحمل كخيار مرعب بين الصحّة العقليّة ورفاهية الطّفل المستقبلي بالنّسبة للأشخاص الذين يتعاملون مع القلق أو الاكتئاب باستخدام مضادات الاكتئاب.

وقالت الدّكتورة أليسون دوتش، مديرة الاستشارات الإنجابيّة النفسيّة في مركز "لانغون" الطبّي التّابع لجامعة "نيويورك": "يعتقد بعض مقدّمي الرّعاية الصحيّة والمرضى على حدٍ سواء أنّ استخدام أدوية العلاج النّفسي لا يتوافق مع الحمل".

وأضافت دوتش، الأستاذة المساعدة في مجال الطّب النّفسي بكلية "غروسمان" الطبّي في جامعة "نيويورك" أيضًا: "محاربة هذا المفهوم الخاطئ، من منظور المريضة ومزوّد العلاج، من أكثر الجوانب صعوبة عند العمل في هذا المجال".

وخلال عملها كاختصاصية أمراض النّساء في الأعوام الـ28 الماضية، قالت الدّكتورة ماريا سوفوكليس إنّ ما رأته كثيرًا استعداد المريضات لوضع الآخرين قبل أنفسهن، حتّى إذا أضرّ بهنّ الأمر.

وأوضحت سوفوكليس، المديرة الطبية في "Women’s Healthcare of Princeton" في نيوجيرسي، أنّ اتّخاذ قرار بشأن كيفيّة علاج اكتئاب المرأة أثناء الحمل ليس ببساطة مثل منح الأولوية لشخصً على آخر.

ومع وصمة العار المرتبطة بالصّحة العقليّة، والضّغوط التي تواجه الأم الحامل، من المهم التطرّق إلى مدى تعقيد المحادثة المتمحورة حول استخدام الأدوية لعلاج القلق والاكتئاب أثناء الحمل.

المخاطر vs مخاطر أكبر

في كثير من الظّروف الطبيّة، يتّخذ الأشخاص قرارات من طريق الموازنة بين المخاطر والفوائد.

لكن عند اتّخاذ قرار بشأن الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، أشارت دوتش إلى أنّ الأمر أشبه بتحليل المخاطر في وجه مخاطر أكبر.

وشرحت دوتش: "نحن نوازن بين مخاطر تعريض الأم والطّفل للأدوية في وجه مخاطر الأمراض النفسيّة غير المعالجة التي تؤثر على الأم والطّفل معًا".

وعندما يتعلّق الأمر بتناول الأدوية، قالت الدكتورة روبيانا فون، مديرة الاستشارات، والاتّصال، والطّب النّفسي للحالات الطّارئة في مستشفى "جاك دي ويلر" بنيويورك، إنّ المخاوف تتضمّن مخاطر نقص الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، ومشاكل النّمو، والعيوب الخلقيّة.

وذكرت سوفوكليس أنّ خطر حدوث المضاعفات نتيجة مضادات الاكتئاب أثناء الحمل منخفض، لكن لا يخلو أي شيء من الخطر تمامًا عندما يتعلّق الأمر بنتائج الولادة السلبيّة.

ومن جانبٍ آخر، يرتبط الاكتئاب غير المعالج أثناء الحمل بخطر نقص الوزن عند الولادة، والولادة المبكّرة.

الاعتناء بالأم يوازي الاعتناء بالطّفل

وتعتبر صعوبة التمتّع بحمل صحي أمرًا منطقيًا عند معاناة الوالدين.

وقالت فون: "إذا كنتِ مكتئبة وحاملًا، فمن الصعب جدًا الوصول إلى موعدك مع الطّبيب.. ومن الصّعب حقًا تناول فيتامينات ما قبل الولادة، والحرص على حصولك على التّغذية الكافية لدعم حملك".

وتتربّص المخاطر بعد ولادة الطّفل أيضًا.

التحدّث مع الأطبّاء

وبالنّسبة للنّساء اللواتي يعانين من الاكتئاب أو القلق لأوّل مرة أثناء الحمل، أو في فترة ما بعد الولادة، فقد يصعب عليهن التعرّف على الأعراض.

لكن عندما يبدأ القلق بإعاقة حياتهن، أو عند شعورهن باليأس، أو العجز، قد يعني ذلك أنّ الوقت قد حان للتّحدث إلى الطّبيب، على حد قول فون.

وتوصي سوفوكليس بالتّحدث إلى الطّبيب بانتظام، مضيفةً أنّ مجرّد الوصول للباب وبدء المحادثة قد يساهم في تمهيد الطّريق لحملٍ أكثر صحّة.