دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعد ألم الأطراف الوهمية، وإمكانية العمل بواسطة طرف صناعي عادي، مشكلة شائعة بين الأشخاص الذين خضعوا لعمليات بتر.
لكنّ تقدمًا طبيًا يبدو كأنّه مستوحى من فيلم "حرب النجوم" مباشرةً، منح امرأة راحة كبيرة من ذلك الألم، فهي تتمتّع الآن بيد صناعية إلكترونية قادرة على الشعور ببعض الأحاسيس، ومساعدتها على القيام بحوالي 80% ممّا كانت تفعله بكلتي يديها.
وفيما ابتكار اليد الآلية لوك سكاي ووكر تبدو بعيدة وتحتاج أعوامًا من الآن، إلا أنّ العلماء يقولون إنّهم أقرب بخطوة بفضل هذه التقنية الآلية الجديدة.
ويأمل الأطباء بأن يستفيد الآخرون قريبًا من هذا النهج.
وكانت كارين، ولم يُكشَف عن اسمها الكامل في دراسة إثبات المفهوم المنشورة في مجلة Science Robot الطبية الأربعاء، تَستخدم يدًا صناعية عادية لأعوام، لكن كان يصعب عليها التحكم بها.
وكما هي الحال مع الأطراف الصناعية الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية في السوق، كان استخدامها غير مريح، ومؤلمًا أحيانًا.
وعلاوةً على ذلك، كانت السويدية البالغة من العمر 50 عامًا التي فقدت يدها في حادث أثناء الزراعة، تعاني من آلام الأطراف الوهمية بشكلٍ مبرح لأكثر من 20 عامًا.
وأفادت كارين في بيانٍ صحفي صادر عن المجموعة التي جعلت طرفها الصناعي الجديد ممكنًا: "شعرت وكأنّ يدي في مفرمة لحم باستمرار، ما خلق مستوى عالٍ من التوتر، واضطررت لتناول جرعات عالية من مسكنات الألم المختلفة".
المهندسون والأطباء الذين قاموا بهذا العمل هم جزء من مركز الإلكترونيات الحيوية وأبحاث الألم (Center for Bionics and Pain Research)، وهو تعاون متعدد التخصصات بين العديد من المنظمات الدولية.
ولتخفيف آلامها واكتساب وظيفة اليد، وافقت كارين أن تكون جزءًا من تجربة ستمنحها يدًا صناعية.
وقال الفريق إنّها أول شخص في العالم خضع لعملية بتر من أسفل المرفق، وينجح في الحصول على يد صناعية متصلة مباشرة بجهازها العصبي العضلي الهيكلي.
ويُعتبر طرفها الصناعي إلكترونيًا لأنّه مرتبط بجهازها العصبي، وبالعضلات، والعظام، على عكس طرف صناعي تقليدي.
ولإيصال الإشارات من الدماغ إلى اليد الإلكترونية لإخبارها بما يجب فعله، ولإعطائها حاسة اللمس، نقل الأطباء ترقيعًا عضليًا من ساق المرأة إلى ذراعها لتتمكن الأعصاب من إعادة الاتصال على نحو طبيعي.
وأوضح الدكتور ماكس أورتيز كاتالان، المؤلف المشارك في الدراسة الجديدة، ورئيس قسم أبحاث الأطراف الاصطناعية العصبية في معهد "بيونيكس" في ملبورن بأستراليا، أنّ استخدام العضلة يمنع أيضًا تكوين أورام عصبية جديدة، وهي مجموعة غير منظمة من الألياف المتجمعة في نهاية العصب عند قطعه.
ويمكن لتلك الأورام التسبب ببعض الألم الوهمي عند فقدان الشخص لأحد أطرافه.
ومن ثم قام الأطباء بزراعة قطب كهربائي في تلك العضلة يعمل كمضخم بيولوجي، ما يعزّز الإشارة الكهربائية من الدماغ إلى اليد، حيث تفسر خوارزميات الذكاء الصناعي داخل الطرف الصناعي الإشارة، وتسمح لها بتحريك اليد الإلكترونية.
ولكون الأعصاب منخرطة في هذه العملية، تتمتع كارين أيضًا بحاسة لمس محدودة من خلال اليد الصناعية.
ويمكنها الآن حمل وإطلاق سراح الأشياء بمجموعة متنوعة من الأشكال، وإدارة مقبض الباب، والتقاط العملات المعدنية، وإعداد الطعام، وملء حقيبة السفر، والقيام بالعديد من الأنشطة العملية الأخرى التي لم تكن قادرة على القيام بها جيدًا من قبل.
وأشار الباحثون إلى أنّ الأمر نجح لثلاثة أعوام، وهي علامة جيدة على اندماجه بشكلٍ جيد في جسدها.
ويأمل أورتيز كاتالان الآن في تحسين التكنولوجيا وجعلها في متناول الجميع.
وهو في أوكرانيا حاليًا، حيث يوجد العديد من الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من اليد الصناعية، بحسب ما ذكره.
وأكّد رئيس قسم جراحة الأعصاب بجامعة "بيتسبرغ"، الدكتور خورخي غونزاليس مارتينيز، أنّ هذا "إنجاز مهم ومؤثر للغاية من المجموعة".
وأوضح غونزاليس مارتينيز، غير المشارك في هذا البحث، ولكن يتمتّع بفريق خاص به يطور يدًا صناعية، ويعمل على مشاريع روبوتية أخرى لمساعدة المرضى، أنّ هذا وقت مثير للتقدم السريع في التكنولوجيا الإلكترونية.
وتبحث مجموعات عدة في الولايات المتحدة وخارجها عن طُرُق لإنشاء هذه الجسور بين الجهاز العصبي، والجسم، والدماغ كي تؤمن التفاعل مع الآلات ما يمكنها من استعادة الوظائف إلى أجزاء مفقودة من الجسم، أو لم تعد تعمل.
وقال غونزاليس مارتينيز: "من الرائع للغاية التمتّع بهذا الجهاز القابل للزرع في اليد، والذي يمكنه التحكم بها، وأداء ما نسميه حركة القرْص، وهي واحدة من أهم وظائف اليد البشرية".