متوسط العمر المتوقع بأمريكا انتعش في 2022..هل عاد لمستويات ما قبل جائحة كورونا؟

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بدأ متوسط ​​العمر المتوقع في الولايات المتحدة في الانتعاش بعد الانخفاض التاريخي الذي حدث خلال جائحة "كوفيد-19"، لكنه لا يزال بعيدًا عن التعافي.

وفي عام 2022، أدت زيادة قدرها 1.1 عام إلى رفع متوسط ​​العمر المتوقع عند الولادة إلى 77.5 عامًا، وفقًا للبيانات المؤقتة الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).

لكن هذا يعوض أقل من نصف العمر المفقود، البالغ 2.4 عامًا، خلال العامين الأولين من جائحة كورونا. ولا يزال متوسط ​​العمر المتوقع أقل ممّا كان عليه منذ حوالي 20 عامًا.

وكان انخفاض معدل الوفيات الناجم عن "كوفيد-19" العامل الرئيسي الذي أدى إلى ارتفاع متوسط ​​العمر المتوقع لكل من الرجال والنساء، وعبر المجموعات العِرقية، والإثنية، بحسب تقرير مراكز مكافحة الأمراض.

ولكن لا يزال فيروس كورونا سببًا رئيسيًا للوفاة في الولايات المتحدة، ويرى الخبراء أنّ الاستمرار في خفض الوفيات الناجمة عن الفيروس، سيساهم في تحسين متوسط ​​العمر المتوقع بشكلٍ كبير.

وقالت الباحثة إليزابيث أرياس من المركز الوطني للإحصاءات الصحية التابع لمراكز مكافحة الأمراض، وهي المؤلفة الرئيسية للتقرير الذي نُشر، الأربعاء: "في عام 2022، لم يكن عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 كبيرًا".

وأضافت: "مع ثبات كل شيء آخر، سنحتاج إلى رؤية انخفاض كبير آخر في معدل الوفيات الناجمة عن كورونا حتّى يرتفع متوسط ​​العمر المتوقع".

وتوفي نحو 245 ألف شخص بسبب "كوفيد-19" في عام 2022، ويشكل ذلك انخفاضًا من 385 ألف حالة وفاة تقريبًا في عام 2020، وأكثر من 462 ألف حالة وفاة في عام 2021، وفقًا لبيانات مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

وأكّدت أرياس: "سنحتاج لرؤية النمط ذاته الذي لاحظناه في عام 2022 في عام 2023 مجددًا، وربما في العام التالي لتعويض الخسارة بالكامل".

وتخلفت الولايات المتحدة عن الركب بشأن متوسط ​​العمر المتوقع لعقود، ويرى الخبراء أنّ تحديات استعادة أعوام الحياة التي فُقِدت تذهب لمدى أعمق من الجائحة.

وقال المدير الفخري لمركز جامعة "فرجينيا كومنولث" للمجتمع والصحة، الدكتور ستيفن وولف: "في العِقد الذي سبق كوفيد-19، كان متوسط ​​العمر المتوقع في الولايات المتحدة ثابتًا رُغم استمراره بالارتفاع في بلدان أخرى، ما أدى إلى اتساع كبير في الفجوة بين الولايات المتحدة، والدول الأخرى".

ولم يشارك وولف في تقرير مراكز مكافحة الأمراض الجديد، ولكنه نشر بحثًا حول اتجاهات متوسط ​​العمر المتوقع.

وأكّد وولف، مستشهدًا بالوفيات الناجمة عن تعاطي جرعة مفرطة من المخدرات، والانتحار، والسمنة، ومرض السكري، من بين أمور أخرى، أنّ "العوامل المسؤولة عن ذلك لم تختف أثناء الجائحة".

وأوضح وولف: "كل ذلك دخل إلى الجائحة مباشرة، لذا فإن جزءا ممّا تراه في الظروف غير المرتبطة بكوفيد، والتي تساهم في كبح التقدم، هي هذه المشكلات الموجودة مسبقًا، والتي كانت تحصد الأرواح بالفعل قبل الجائحة".

وبحسب بيانات مراكز مكافحة الأمراض، ساهم انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، والإصابات غير المتعمدة، والسرطان، والقتل أيضًا في تعزيز متوسط ​​العمر المتوقع في عام 2022 بشكلٍ عام.

ولكن قُوبلت بعض هذه المكاسب بزيادة الوفيات الناجمة عن الأنفلونزا، والالتهاب الرئوي، وظروف الفترة المحيطة بالولادة، وأمراض الكِلى، ونقص التغذية.

ولم تكن العوامل الدافعة متسقة عبر المجموعات الديموغرافية.