دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نشأ تيتوان بيرنيكوت في مزرعة اللؤلؤ الخاصة بعائلته في جزيرة Ahe المرجانية البولينيزية الفرنسية، ويَعتبر المحيط جزءًا كبيرًا من هويته لدرجة أنه يصفه بأنّه أفضل صديق له. لذلك ليس من الغريب أن يكون برنيكو شغوفًا جدًا بعمله.
وعندما كان في الـ18 من عمره فقط، أنشأ بيرنيكوت منظمة Coral Gardeners التي تركز على استعادة الشعاب المرجانية المحلية، وفي الأعوام السبعة التي تلت ذلك، جمع فريقًا لاستعادة وزراعة أكثر من 100 ألف من الشعاب المرجانية الصامدة في الجزر المرجانية عبر المحيط الهادئ.
كما قام بيرنيكوت، البالغ من العمر 25 عامًا الآن، بتعيين نجوم عالميين كسفراء لـ Coral Gardeners، بما في ذلك الممثل جيسون موموا، الذي التقى بأعضاء المجموعة في وقتٍ سابق من هذا العام للمشاركة في جهودهم.
والآن، مع إطلاق فيلم Aquaman and the Lost Kingdom لموموا في دور السينما مؤخرًا، دخلت Coral Gardeners في شراكة مع الفيلم في حملة لتسليط الضوء على تبييض المرجان، والأضرار الناجمة عن تغير المناخ (شركة توزيع الأفلام Warner Bros، مثل CNN، هي وِحدة تابعة لشركة Warner Bros. Discovery).
وأُطلق على الشراكة اسم "الألوان المفقودة" بسبب عملية تبييض المرجان التي تحدث عادةً بسبب الماء الدافئ، ما يجعل المرجان يطرد بعض الطحالب التي تمنحه لونه.
وإذا ظلت درجات الحرارة مرتفعة للغاية، فلن تتمكن الطحالب من العودة، ويموت المرجان.
وبمجرد موت الشعاب المرجانية، يصبح نموها مجددًا صعبًا للغاية، وفي هذه المرحلة، يبدأ النظام البيئي للشعاب المرجانية بالانهيار، وهذا ما يحاول بيرنيكوت وCoral Gardeners منعه.
إحياء الشعاب المرجانية المحلية
تُشير تقديرات العلماء إلى اختفاء ما بين 70% إلى 90% من الشعاب المرجانية الموجودة في جميع أنحاء الكوكب في غضون الأعوام العشرين المقبلة، مع تعرض النظام البيئي بأكمله لخطر التدمير بحلول نهاية القرن.
وقال بيرنيكوت: "أريد أن أقاتل من أجل تلك الكائنات الصغيرة، ومن أجل تلك الأسماك، والأخطبوطات، وأسماك القرش.. هم لا يملكون الصوت الذي نتمتع به، وهم لا يحتاجون إليه حقًا، فهم بحاجة فقط إلى تواجد الناس من أجلهم، وأريد أن أكون من بين الأشخاص الذين ينقذون موائلها".
ومن الطرق الرئيسية لدعم الشعاب المرجانية المحلية هي "إعادة تدوير" الحبال القديمة، وغيرها من النفايات من مزارع اللؤلؤ المهجورة التي تدمر المرجان، واستخدامها لإنشاء مشاتل مرجانية.
هذه المشاتل تتكون من قطع صغيرة من المرجان يمكنها النمو في بيئة محمية تحت الماء.
وبمجرد وصولهم إلى حجم صحي وحالة صحية، يتم إعادة إدخالهم عادةً إلى البيئات الطبيعية، حيث يمكن للشعاب المرجانية أن تنمو بعد ذلك.
وفي العام الماضي، تمكن فريق Coral Gardeners من زراعة أكثر من 15 ألف من الشعاب المرجانية في بولينيزيا الفرنسية، بالإضافة إلى 9،400 منها في مشاتلهم.
وفي عام 2023، أفادت منظمة Coral Gardeners أنّ العدد الإجمالي المزروع تضاعف أربع مرات، مع زراعة أكثر من 70 ألف من المرجان هذا العام.
تُستخدم المشاتل أيضًا لمساعدة فريق بيرنيكوت في إجراء الأبحاث، وتوفير معلومات حول أفضل بيئة لنمو المرجان، وكيفية أداء الأنواع المختلفة بظل ظروف مختلفة.
وقام مركز البحث والتطوير الداخلي التابع للمنظمة، CG Labs، بتطوير أدوات مثل روبوتات رسم الخرائط تحت الماء، والكاميرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
حل للمستقبل
على مدى الأعوام القليلة المقبلة، يتمثل هدف Odyssey 2025 الخاص بمنظمة Coral Gardener باستعادة مليون من الشعاب المرجانية، والوصول إلى مليار شخص، والتوسع عالميًا، مع وجود فريق يعمل في فيجي بالفعل، كما يقول بيرنيكوت.
وتعمل المجموعة أيضًا على تحقيق المزيد من عمليات التعاون، بما في ذلك الشراكات مع "العلامات التجارية الواعية" لإنشاء نشاط فعال في مجال الحفاظ على البيئة.
ولكن في نهاية المطاف، بالنسبة لبيرنيكوت، يتعلق الأمر كله بالمجتمع الذي بدأت فيه منظمة Coral Gardeners.
وبالعمل جنبًا إلى جنب مع العديد من زملائه السابقين، يُعد مشروع ترميم الشعاب المرجانية هذا جهدًا محليًا بالفعل.
وقال بيرنيكوت: "لم يعتقد أحد أنه في يوم من الأيام، يمكننا الإجابة على سؤال (ماذا تريد أن تفعل) بـ(أريد أن أصبح مزارعًا للشعاب المرجانية)".
وأكّد أنّ الأمر "لم يكن وظيفة، لكنه حقيقي الآن".
وأضاف بيرنيكوت: "إنّهم دليل حي على أنّه يمكنك اليوم أن تتقاضى أجرًا مقابل القيام بشيءٍ ذي معنى".