حالة نادرة.. أمريكية برحمين حَمَلت بكل منهما وأنجبت توأمًا بفارق يوم واحد

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أنجبت امرأة أمريكية من ولاية ألاباما توأمين من رحمين بفارق يوم واحد، الأسبوع الماضي. وشُخّصت هذه المرأة بحالة نادرة إذ لديها رحمان، وحملت في كل منهما في وقت سابق من هذا العام.

وبعد 20 ساعة من المخاض، أنجبت كيلسي هاتشر طفليها الثالث والرابع، وهما من التوائم النادرة، يومي الثلاثاء والأربعاء من الأسبوع الماضي، وفقا لبيان صحفي صادر عن جامعة ألاباما في مستشفى برمنغهام.

وجاء في البيان: تم تحريض المخاض في الأسبوع 39 من الحمل وخضعت هاتشر طوال فترة المخاض إلى ضعف المراقبة  وتم تعيين ممرضتين للولادة.

وأفادت الدكتورة شويتا باتيل، طبيبة التوليد في هاتشر، في البيان الصحفي: "هتف كل من في الغرفة عندما ولدت الطفلة الأول، ولكن بقي طفل آخر".

وأوضحت أن كيلسي كانت تلد من الرحم الأيسر فيما كانت تخضع في الوقت عينه لعملية ما بعد الولادة في الرحم الأيمن". 

وولدت الطفلة روكسي من طريق المهبل عند الساعة 7:45 في 19 ديسمبر/ كانون الأول.

وفيما كانت تعاني من انقباضات الرحم الذي يحمل الطفل الثاني، كانت هاتشر تُرضع روكسي.

وبعد 10 ساعات، ولدت الطفلة ريبل ولادة قيصرية عند الساعة السادسة صباحا بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول.

ولادة توأم من رحمين
ولدت روكسي، إلى اليسار، في 19 ديسمبر/ كانون الأول الساعة 7:45 مساءً، ووزنها 7 أرطال و7 أونصات، وولدت ريبيل، إلى اليمين، في 20 ديسمبر/ كانون الأول الساعة 6:10 صباحًا، ووزنها 7 أرطال و3.5 أونصات.Credit: Andrea Mabry/University of Alabama at Birmingham Hospital

وقالت هاتشر: "بعد هذه الرحلة الطويلة والمجنونة، كان يعني لي العالم أن أرى فتاتيّ معًا للمرة الأولى".

 وبحسب ما ذكره الأطباء، تعتبر الطفلتان توأما رغم اختلاف يوم ولادتهما وبقائهما برحم مختلف.

وتقدّر دراسة أن فرص الحمل بهذا الشكل، أي امرأة لديها رحمان وتحمل طفلاً في كل منهما في الوقت عينه، تبلغ حوالي 1 من كل 2 مليار في عموم السكان، رغم أنه من المستحيل معرفة ذلك على وجه اليقين بشيء نادر إلى هذا الحد.

اكتشاف مفاجئ

وُلدت هاتشر، التي تحدثت إلى CNN في وقت سابق من هذا العام، برحمين، وهي حالة تسمى الرحم المُزدوجة.

وفي أول موعد فحص لها بالموجات فوق الصوتية، بعد حوالي ثمانية أسابيع من الحمل، اتخذت الأمور منحى غير متوقع. وعثرت تقنية الموجات فوق الصوتية على الطفل بسرعة وأخبرت هاتشر أن كل شيء يبدو مثاليًا. كان الطفل بصحة جيدة.

ثم تذكرت هاتشر أن تخبر تقنية الموجات فوق الصوتية أنّ حالتها كانت مختلفة بعض الشيء.

وقالت هاتشر إن فنية الموجات فوق الصوتية شكرتها على إخبارها وأخبرتها أنها ستلقي نظرة خاطفة سريعة على الرحم الثاني للتأكد من أن كل شيء يبدو جيدًا.

وتابعت هاتشر: "بمجرد أن قامت بتحريك عصا الموجات فوق الصوتية إلى الجانب الآخر من بطني، قلت يا إلهي! هناك طفل آخر".

تقول هاتشر إنها كانت محظوظة، بطريقة ما، لأن بعض النساء المصابات برحم مزدوجة لديهن رحم واحد فقط يعمل بينما الآخر لا يستطيع دعم الحمل. لكن سجلاتها الطبية تظهر أنها حملت بطفلين في كليهما، لكن لم يحدث ذلك من قبل في وقت  واحد.

وعندما استلقت على كرسيها في المساء، "ستنفصل الفتاتان تقريبًا، ويمكنك رؤية الرحمين المنفصلين بوضوح، لأن هناك فجوة كبيرة في معدتي حيث يسقطان على جانب أو آخر".

وتعد حالة هاتشر محيرة للعقل، إذ وُلد حوالي 3.6 مليون طفل في الولايات المتحدة العام الماضي، لكن حوالي 114 ألفاً فقط من تلك الولادات كانوا توائم، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

بمعنى آخر، يولد حوالي ثلاث مجموعات من التوائم لكل 200 ولادة حية، وفقًا لمركز مكافحة الأمراض، ويرجّح أن تكون اثنتان من هذه المجموعات أخوية، ما يعني أنهما يأتيان من بيضتين مخصبتين منفصلتين.

وحالة هاتشر نادرة أيضًا، إذ أن حوالي 1 من كل ألفي امرأة تولد مع رحم مزدوجة.

ولكي تحمل في الرحمين في الوقت عينه، كان لا بد من تخصيب بيضتين، واحدة في كل رحم.

إسوة بمعظم النساء، تمتلك هاتشر مبيضين، وهما الغدد التي تخزن وتطلق البيض. ويغذي كل مبيض من مبيضيها رحمًا واحدًا. عادة، يتناوب المبيضان في إطلاق البويضات، وإرسال واحدة إلى الرحم في كل دورة للحصول على فرصة للتخصيب. ومع ذلك، في بعض الأحيان، قد يطلق المبيض أكثر من بويضة واحدة خلال كل دورة، وهي ظاهرة تسمى فرط الإباضة.

ولم يتم بحث فرط الإباضة على نطاق واسع، ولكن وجدت دراسة أجريت عام 2006 على 500 امرأة أن حوالي 1 من كل 5 منهن كانت قادرة على فرط الإباضة. ولكن حتى بالنسبة لهؤلاء النساء، فإن هذا لا يحدث في كل دورة. وعندما يحدث ذلك، في بعض الأحيان قد يطلق مبيض واحد بيضتين. وفي حالات أكثر ندرة، يطلق المبيضان بويضة واحدة في الوقت عينه، وهو ما حدث في حالة هاتشر.