دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا كنت تخفف من الضغوط التي تشعر بها عن طريق اللعب مع الكلاب، أو مشاهدة مقاطع الفيديو الظريفة لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المحتمل أنّ ذلك مفيد لك.
والتفاعل مع الكلاب بهذه الطرق قد يؤدي إلى تقوية موجات الدماغ المرتبطة بالراحة والاسترخاء، بحسب ما قاسته اختبارات الدماغ الناجمة من دراسة صغيرة نُشرت الأربعاء في مجلة PLOS One.
وأظهرت دراسات متعددة الفوائد العاطفية، والفسيولوجية، والمعرفية للتفاعل مع الحيوانات، وخاصةً الكلاب، مثل زيادة الطاقة، والمشاعر الإيجابية، أو تقليل خطر فقدان الذاكرة.
وأفاد مؤلفو الدراسة أنّ هذا هو السبب وراء استخدام التدخلات الصحية المدعومة بالحيوانات بشكلٍ متزايد في مجالات متنوعة.
وخلال رسالة عبر البريد الإلكتروني، أفاد المؤلف الأول للدراسة، أونيو يو، وهو طالب دكتوراه في قسم التقارب الحيوي والشفاء في كلية الدراسات العليا بجامعة "كونكوك" في كوريا الجنوبية، أنّه غالبًا ما اتبعت الدراسات السابقة "نهجًا شاملاً، إذ قامت بمقارنة الحالة المزاجية للأشخاص، أو مستويات الهرمونات قبل وبعد قضاء الوقت مع كلب".
وفي هذه الدراسة الجديدة، كان هدف يو وزملائه هو معرفة كيفية تأثّر الحالة المزاجية بأنشطة محددة، بدلاً من التفاعل مع كلب بشكلٍ عام فحسب، من خلال قياس نشاط الدماغ بشكلٍ موضوعي وطرح أسئلة على المشاركين عن مشاعرهم الشخصية.
وشملت الدراسة 30 شخصًا بالغًا يتمتعون بصحة جيدة، وبلغت أعمارهم حوالي 28 عامًا في المتوسط، وتم تجنيدهم من صالونات الحيوانات الأليفة، ومدرسة للعناية بالكلاب في كوريا الجنوبية بين مايو/أيار ويونيو/حزيران من عام 2022.
وفي غرفة هادئة بأكاديمية محلية للعناية، قام كل مشارك بثمانية أنشطة مع أنثى كلب تبلغ من العمر 4 سنوات تنتمي للمؤلف الرئيسي للدراسة، وهي من فصيلة "بودل"، ومُدرَّبة جيدًا.
وشملت الأنشطة الاجتماع مع أنثى الكلب، واللعب معها، وإطعامها، وتدليكها، والعناية بها، وتصويرها، ومعانقتها، والمشي معها.
وقبل بدء الأنشطة، جلس المشاركون وحدقوا في الحائط لثلاث دقائق لتقليل أي تحفيز قد يفسد النتائج.
وقاس الباحثون موجات دماغ المشاركين باستخدام اختبارات تخطيط كهربية الدماغ (EEGs) لثلاث دقائق خلال كل نشاط.
وبعد كل مهمة، منح المؤلفون للمشاركين عدة دقائق للإجابة على الأسئلة المتعلقة بحالتهم العاطفية، استغرقت العملية بأكملها ساعة تقريبًا.
وبما أنّ الكثير من الأبحاث في هذا المجال كانت سردية أو ذاتية، "فمن المثير للغاية" أنّ توفر الدراسة الجديدة المزيد من المعرفة حول كيفية حدوث الفوائد المعروفة بالضبط، بحسب ما ذكرته الأستاذة ورئيسة الأبحاث في مختبر One Health & Wellness في جامعة "ساسكاتشوان" بكندا، الدكتورة كولين ديل، عبر البريد الإلكتروني.
ولم تشارك ديل في البحث.
كيف يؤثر التعامل مع الكلاب على الدماغ
وبعيدًا عن التغيرات التي لوحظت في الدراسة بشأن نشاط الدماغ، "لم تكن هذه الدراسة مصممة لتحديد الآليات التي قد تربط التفاعل مع الحيوانات الأليفة بالتغيرات الملحوظة في نشاط الدماغ"، حسبما كتبته أستاذة علم الأعصاب في جامعة ميشيغان، الدكتورة تيفاني بريلي، عبر البريد الإلكتروني.
ومع ذلك، يُعتقد أنّ قشرة الفص الجبهي، وهي إحدى المناطق التي فُحِصت في هذه الدراسة، "تشارك في المعالجة العاطفية والاجتماعية، ما يوفر احتمال تأثير الارتباط العاطفي أو الاجتماعي مع الحيوانات على النشاط في هذه المنطقة"، وفقًا لبريلي، والتي لم تشارك في الدراسة.
كما أضافت: "علاوةً على ذلك، أشارت الدراسات السابقة إلى أنّ انخفاض مستويات الكورتيزول وارتفاع الأوكسيتوسين قد يلعب دورًا في التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بالتفاعلات بين الإنسان والحيوان".
ولكن أشار الخبراء إلى تمتع الدراسة ببعض نقاط الضعف، مثل انخفاض عدد المشاركين، وحقيقة أنّهم لا يعانون من حالات عقلية، أو طبية، أو عصبية ربما قد تستفيد من هذه الأنواع من التدخلات بشكلٍ أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، لم تتمتع الدراسة بمجموعة مراقبة لمعرفة ما إذا كانت للإجراءات فوائد مماثلة عند القيام بها مع إنسان بدلاً من كلب.
وأكّد يو: "سيكون من المهم تأكيد صحة هذه النتائج في الدراسات المستقبلية".