دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجدت دراسة جديدة أنّ أقرباء الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الذي لا يستجيب للعلاج التقليدي بتسع مرات، وذلك وفقًا لنتائج دراسة جديدة نُشرت في مجلة JAMA Psychiatry، الأربعاء.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج (Treatment-resistant depression)، والمعروف أيضًا باسم TRD، قد لا تعطي العلاجات القياسية مثل العلاج النفسي ومضادات الاكتئاب النتائج المرجوة، إن وجدت. يمكن تشخيص إصابة الشخص بمرض TRD بعد فشل جولتين من مضادات الاكتئاب المختلفة، في تخفيف الأعراض.
وقال كبير الباحثين الدكتور تشينغ-تا لي، أستاذ الطب في جامعة يانغ مينغ تشياو تونغ بتايبيه، في تايوان، إنّ هذه الدراسة هي الأولى والأكبر التي تستخدم بيانات دولة بأكملها لتأكيد الانتقال الجيني لمرض الاكتئاب المقاوم للعلاج عبر العائلات، وارتباطه باضطرابات نفسية رئيسية أخرى.
وبحسب ما ذكرته الدراسة، كان أفراد عائلات الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج أكثر عرضة للإصابة بأنواع أخرى من الحالات النفسية، مثل القلق، والاضطراب ثنائي القطب، والوسواس القهري، أو الاكتئاب الشديد، واضطراب نقص الانتباه، وفرط النشاط، بالإضافة إلى أنهم أكثر عرضة للوفاة بسبب الانتحار.
وقال الدكتور أندرو ماكينتوش، أستاذ الطب النفسي بمركز علوم الدماغ السريرية في جامعة إدنبره باسكتلندا، غير المشارك في الدراسة: "هذا هو الدليل الأكثر إقناعا حتى الآن على أن الاكتئاب المقاوم للعلاج يميل إلى الانتشار لدى العائلات".
ولفت ماكينتوش في حديثه مع CNN، إلى أنه في حين أن النتائج تشير ضمنًا إلى أساس وراثي، فقد يتشارك أفراد الأسرة أيضا بظروف الحياة أو المعوقات الاجتماعية والاقتصادية أو سواها من عوامل الخطر غير المحددة.
وأضاف، أنّ "هذا مثير للاهتمام تحديدًا لأنّ هذه المجموعة الفرعية قد يكون لها أسباب مختلفة وراثية وغيرها تسبب حالة اكتئاب، لا يمكن لمضادات الاكتئاب الحالية معالجتها".
حالة للعلاجات البديلة المبكرة
وقد حلّلت الدراسة بيانات التأمين الصحي الوطني لجميع سكان تايوان لمدة 15 عامًا، ضمنًا السجلات الطبية للمرضى الداخليين والخارجيين، ومعلومات الوصفات الطبية.
وتلقى أكثر من نصف مليون تايواني تشخيص إصابتهم باضطراب اكتئابي كبير ضمن هذا الإطار الزمني. ومن بين هؤلاء، تم تشخيص إصابة أكثر من 21 ألف شخص بالاكتئاب المقاوم للعلاج، بعدما خضعوا لثلاث دورات منفصلة من مضادات الاكتئاب بالحد الأدنى، من دون نجاح، خلال فترة عامين، وهو ما يزيد بمعدل دورة واحدة عما هو مطلوب عادةً للتشخيص.
وكان أقارب الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج، ضمنًا الأهل والأشقاء والأطفال، من الدرجة الأولى، أكثر عرضة بنسبة تسعة أضعاف للإصابة بالاكتئاب المقاوم للعلاج، وكانوا عرضة لخطر كبير للوفاة من جميع الأسباب، والموت بسبب الانتحار، مقارنة بأقارب الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج.
وأوضح لي: "تشير نتائج دراستنا إلى أنه يمكن النظر في خيارات العلاج الأخرى في وقت مبكر إذا فشل العلاج الأولي المضاد للاكتئاب لدى مرضى الاكتئاب الذين لديهم تاريخ عائلي من الاكتئاب المقاوم للعلاج".
قد تشمل هذه العلاجات البديلة إضافة الليثيوم ومضادات الذهان غير التقليدية الأخرى، أو جرعة منخفضة من الكيتامين، أو البديل منه الإسكيتامين، أو استخدام التحفيز المغناطيسي المتكرّر للدماغ، وهو أحد أشكال العلاج بالصدمة الذي لا يتطلب التخدير، ولا يرتبط بالآثار الضارة المعرفية.
وخلص ماكينتوش: "لطالما كنا نشعر بالرضا بالتركيز على دراسات الأشخاص من أصول أوروبية في أوروبا، وأمريكا الشمالية، وغالبًا ما افترضنا بسهولة أنّ الأوروبيين يمثلون العالم. لذا، فهذه دراسة مرحب بها جدًا، وتذهب إلى حد ما لمعالجة النقص الهائل في تمثيل الشعب الآسيوي في الدراسات".