تجارب تكشف نتائج واعدة لمادة هلامية تمنع الحمل للرجال

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد عقود من المحاولات، يقول الباحثون إنهم يحرزون أخيرًا تقدمًا في خيار تحديد النسل طويل الأمد، والقابل للعكس بالنسبة للرجال.

ويتمثل المنتج التجريبي في "جِل"، أو مادة هلامية هرمونية، يدهنها الرجال على أكتافهم مرة واحدة يوميا.

ومع مرور الوقت، يمنع المنتج إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين.

وقد تم تطوير هذه المادة الهلامية من قبل معاهد الصحة الوطنية الأمريكية ومجلس السكان غير الربحي، وهو يتبع النهج ذاته الذي تتبعه حبوب منع الحمل للنساء.

وتستخدم المادة الهلامية هرمونين، هما النستورون والتستوستيرون.

 ويثبّط هرمون النستورون إنتاج هرمون التستوستيرون في الخصيتين، وبالتالي نمو الحيوانات المنوية.

ولكن هرمون التستوستيرون يخدم العديد من الوظائف في الجسم، إذ أنه مسؤول عن الحفاظ على العضلات والرغبة الجنسية. ويحتاجه الرجال لتحفيز الدورة الدموية والأداء بشكل طبيعي.

وتعوّض المادة الهلامية ما يكفي للحفاظ على صحة الرجال، ولكن ليس بالقدر الذي يجعلهم ينتجون ما يكفي من الحيوانات المنوية لحدوث الحمل.

ويقوم الباحثون بصياغة وتحسين جرعة وتركيز المادة الهلامية منذ عام 2005.

وفي هذه التجربة الأخيرة، التي شملت أكثر من 300 من الأزواج، يعتقد الباحثون أنهم حصلوا على النتيجة الصحيحة.

ويتراوح عدد الحيوانات المنوية الطبيعي بين حوالي 15 مليون و200 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر من السائل المنوي، وقد أظهرت الدراسات أن عدد الحيوانات المنوية الذي يقل عن مليون لكل ملليلتر يُعد منخفضا بما يكفي لمنع الحمل.

وفي تجربة سريرية، حققت نسبة 86% من الرجال هذا العدد المنخفض من الحيوانات المنوية خلال 15 أسبوعًا من استخدام المادة الهلامية.

وبالنسبة للبعض، كان تأثير المادة الهلامية أسرع، إذ أدى إلى تثبيط إنتاج الحيوانات المنوية في غضون ما يتراوح بين 4 و8 أسابيع.

وقالت ديانا بليث، وهي رئيسة فرع المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية التابع لمعاهد الصحة الوطنية، التي قدّمت تحديثًا لنتائج التجربة هذا الأسبوع خلال الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء في مدينة بوسطن الأمريكية: "لقد كنا متحمسين حقًا للنتائج. يبدو أن هذا المزيج يوفر قمعًا أفضل وأسرع مما توقعنا".

ورفضت بليث القول ما إذا كانت قد حدثت أي حالات حمل غير مقصودة أثناء التجربة.

وأضافت بليث: "توقعاتنا كانت أنها (المادة الهلامية) ستكون مشابهة لحبوب منع الحمل الهرمونية. ويمكنني القول أنها أفضل من ذلك بكثير".

ومع الاستخدام النموذجي، تبلغ معدلات فشل حبوب منع الحمل واللصقات للنساء حوالي 7%، ما يعني أن 7 نساء من كل 100 امرأة يستخدمن هذه الطرق لمدة عام سوف يحملن. بينما تبلغ معدلات فشل الواقي الذكري حوالي 13%.

يبدو أن المادة الهلامية لديها أيضًا مزايا أخرى مقارنة بحبوب منع الحمل للنساء، فمثلُا إذا نسيت المرأة تناول حبوب منع الحمل ليوم أو يومين، يمكنها الإباضة، ما يزيد من احتمالية تعرضها لحمل غير مقصود.

مع استخدام المادة الهلامية، إذا تم قمع إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجل بالكامل، وتغيب عن استخدامها ليوم أو يومين، فستبدأ هرموناته في التعافي، لكن الأمر يستغرق بين 8 و10 أسابيع لاستعادة عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل إلى المستويات التي قد تسبب الحمل.

وأشارت بليث إلى أنّه خلال التجارب السريرية، لم يلاحظ الباحثون حدوث التقلبات المزاجية والاكتئاب التي يمكن أن تعاني منها النساء مع استخدام حبوب منع الحمل.

وقامت منظمة الصحة العالمية بتجربة حقن تستخدم مزيجًا مشابهًا من الهرمونات.

وبدا هذا النهج فعالا، مع ذلك تم إيقاف التسجيل بالدراسة في وقت مبكر، في عام 2011، إذ تسببت الحقن في العديد من الآثار الجانبية، بما في ذلك الاكتئاب الخطير.

ومع المادة الهلامية، يبدو أن تركيز الهرمونات يتراكم في الجلد، ويشكل خزانًا يتحرّر بشكل أبطأ.

وبعد توقف الرجال عن استخدام المادة الهلامية، يعود عدد الحيوانات المنوية لديهم إلى مستوياته الطبيعية خلال شهرين أو ثلاثة أشهر.

في الوقت الحالي، تعد الخيارات الوحيدة لتحديد النسل للرجال هي الواقي الذكري، وهي وسيلة ذات معدل فشل مرتفع، وكذلك قطع القناة الدافقة، وهو إجراء جراحي قد يكون من الصعب عكسه.

وقد بدأ الباحثون محادثة مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حول كيفية اختبار المادة الهلامية في تجربة نهائية.

بحسب ما ذكرته بليث، لم تصل أي وسيلة منع حمل للرجال إلى هذا الحد من قبل.

وإذا حصل الباحثون على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإجراء تجربة، فإنهم يأملون في بدء المرحلة النهائية من التجربة في عام 2025.