دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بيّنت دراسة تجريبية جديدة أنّ استهلاك مشروب يحتوي على بديل السكر المسمّى "إريثريتول"، المستخدم كإضافة محلية من نبتة ستيفيا أو فاكهة الراهب وفي منتجات نظام الكيتو منخفضة السكر، يزيد من خطر تجلّط الدم بأكثر من الضعف لدى 10 أشخاص أصحّاء.
وكشفت أبحاث سابقة عن وجود رابط بين "الإريثريتول"وتخثّر الدم والسكتات الدماغية والنوبات القلبية والوفاة.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ستانلي هازن، وهو مدير مركز "تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية والوقاية منها" في معهد البحوث "كليفلاند كلينيك ليرنر"، أنّ استهلاك مشروب يحتوي على كمية متساوية من الغلوكوز أو السكر لم يؤثر على نشاط الصفائح الدموية في مجموعة أخرى مُكوّنة من 10 أشخاص.
وقال: "هذه أول مقارنة مباشرة بين تأثيرات استهلاك الغلوكوز والإريثريتول على مقاييس متعددة ومختلفة لوظيفة الصفائح الدموية".
وتابع: "الغلوكوز لا يؤثر على تجلّط الدم، بخلاف الإريثريتول".
ومن جهته، علّق الدكتور أندرو فريمان، مدير مركز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في مستشفى الصحة الوطنية اليهودية، في دنفر: "رغم صغر حجم الدراسة، إلّا أنها مثيرة جدًا للاهتمام".
وأضاف: "أنا لا أقول إننا بحاجة إلى التوقف عن استخدام الكحوليات السكرية فورًا، لكن هذا البحث يطرح السؤال التالي: هل هي آمنة أم لا؟".
ورداً على هذه الدراسة، أوضح مجلس التحكم في السعرات الحرارية، لـCNN، أنّ "الإريثريتول خيار آمن وفعّال" لخفض السكر والسعرات الحرارية، بحسب ما أظهره العلم على مدار 30 عاماً.
ما هي الكحوليات السكرّية؟
على غرار "السوربيتول" و"الزيليتول"، "الإريثريتول" كحول سكّري، وهو عبارة عن كربوهيدرات موجودة بشكل طبيعي في العديد من أنواع الفاكهة والخضار. وتبلغ حلاوته نحو 70% من حلاوة السكر، ويعتبر خاليًا من السعرات الحرارية، بحسب الخبراء.
يتم تصنيع "الإريثريتول" صناعيًا بكميات كبيرة، وليس له مذاق طويل الأمد، ولا يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وله أثر مليّن أقل من بعض كحوليات السكر الأخرى.
وقال هازن: "الإريثريتول يشبه السكر في الشكل والمذاق.. ويمكن استخدامه أثناء الخبز".
أظهرت سلسلة من الدراسات نتائج مماثلة
طلبت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Arteriosclerosis, Thrombosis, and Vascular Biology الخميس، من 20 مشاركًا الصيام طوال الليل استعدادًا لسحب الدم في الصباح.
بعد ذلك، تم إعطاؤهم مشروبًا يحتوي إمّا على 30 غرامًا من "الإريثريتول" أو 30 غرامًا من السكر. ومع مرور 30 دقيقة، تم سحب الدم مجددًا.
وارتفعت مستويات "الإريثريتول" في الدم ألف مرة بعد استهلاك المشروب الذي يحتوي على تلك المادة، بينما ارتفعت مستويات السكر في الدم بمقدار ضئيل بعد استهلاك المشروب الذي يحتوي على الغلوكوز.
لكنّ التغيّر في نشاط الصفائح الدموية مذهلاً، بحسب قول هازن.
وأوضح: "شهدنا تخثّرًا معززًا باستخدام مقاييس لمدى سرعة الجلطات في إيقاف تدفق الدم، وهو ما يُشبه نموذجًا لحدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية".
وظهرت نتائج مماثلة في دراسة أجراها هازن وزملاؤه في العام 2023، حيث تناول 8 متطوعين أصحاء الكمية عينها من "الإريثريتول"، ما تسبّب بارتفاع مستويات المادة في الدم ألف مرة.
وقال هازن إنه حينها "ظلّ الإريثريتول مرتفعًا فوق الحدّ اللازم لتحفيز وزيادة خطر التجلّط مدة يومين إلى ثلاثة أيام".
ويذكر أنّ هذه الدراسات قد أُجريت على أشخاص أصحاء لا يعانون من أمراض مزمنة.
ولكن، يواجه الأمريكيون، وتحديدًا من هم في منتصف أعمارهم، عاملين إلى 3 عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب. وأوضح هازان أن "70% منّا سيُصاب بأمراض القلب بحياته.. لذلك، ربما ينبغي علينا جميعًا التفكير في اتخاذ إجراء ما".
وأشار إلى أنه عندما يتعلق الأمر بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن تناول كميات قليلة من الحلويات السكرّية من حين لآخر قد يكون أفضل من استهلاك المشروبات والأطعمة المُحلّاة بالكحوليات السكرية.
وينطبق ذلك بشكل خاص على الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، مثل الذين يعانون من أمراض القلب أو السكري.