هذه الرسائل النصية ساعدت المراهقين في الإقلاع عن التدخين الإلكتروني.. ما محتواها؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— يمكن للمراهقين الذين يرغبون في الإقلاع عن تدخين النيكوتين تحقيق ذلك من خلال برنامج تفاعلي عبر الرسائل النصية.

ويبدأ البرنامج المجهول بهذه الرسالة: "هل أنت مستعد للإقلاع؟ أرسل رسالة نصية بالتاريخ الذي تود الإقلاع فيه للحصول على نصائح يومية قبل وبعد عدة أسابيع من تاريخ الإقلاع عن التدخين".

ومن بين المراهقين الذين يتمتعون بتاريخ من استخدام السجائر الإلكترونية، كان أولئك الذين شاركوا في برنامج الرسائل النصية الأول من نوعه، الذي يُدعى "This is Quitting"، أكثر عرضة للإبلاغ عن إقلاعهم عن التدخين الإلكتروني بعد سبعة أشهر بنسبة 35%، مقارنةً بالمراهقين الذين لم يشاركوا في هذا البرنامج، بحسب دراسة نُشِرت، الأربعاء، في مجلة "JAMA" الطبية.

وتم تطوير البرنامج بواسطة منظمة "Truth Initiative" غير الربحية التي تركز على إنهاء استخدام التبغ، كبرنامج رسائل نصية مجاني ومجهول لمساعدة الشباب على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني.

وقبل القيام بهذه الدراسة، المموَّلة من قبل "Truth Initiative"، لم تكن هناك أي بيانات متاحة حول كيفية مساعدة المراهقين على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني، وفقًا للباحثين.

وأفادت كبيرة مسؤولي الصحة في "Truth Initiative"، والمحققة الرئيسية للدراسة، الدكتورة أماندا غراهام، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "هذه أول دراسة تثبت فعالية أي برنامج للإقلاع عن التدخين الإلكتروني للمراهقين. وهو أيضًا برنامج استخدمه أكثر من 780 ألف شاب على مستوى الدولة منذ أن أطلقته Truth Initiative في عام 2019".

وتابعت: "هذه أول دراسة تظهر فعالية التدخل الرقمي في مساعدة الشباب على التحرر من السجائر الإلكترونية".

وتُعد السجائر الإلكترونية منتج التبغ الأكثر استخدامًا بين المراهقين.

ووجد المسح الوطني للتبغ بين الشباب لعام 2023، والذي أصدرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في نوفمبر/تشرين الثاني، أنّ حوالي 2.1 مليون من طلبة المدارس المتوسطة والثانوية كانوا من مستخدمي السجائر الإلكترونية.

كيف يعمل البرنامج؟

شملت الدراسة الجديدة أكثر من 1،500 مراهق في الولايات المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، أبلغوا عن ممارستهم للتدخين الإلكتروني في الثلاثين يومًا السابقة، وأفاد العديد منهم، 76% تقريبًا، أنهم دخنوا السجائر الإلكترونية في غضون 30 دقيقة من الاستيقاظ من النوم، وذلك في مؤشر للاعتماد على النيكوتين.

وأفاد معظم المشاركين في الدراسة، حوالي 87% منهم، أنهم حاولوا الإقلاع عن التدخين العام السابق، بينما أفاد حوالي 94% أنهم يشعرون بالإدمان الشديد على السجائر الإلكترونية إلى حد ما أو بشدة.

وتم اختيار المشاركين في التجربة عبر الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "إنستغرام"، وفيسبوك"، و"سناب شات".

ومن أكتوبر/تشرين الأول من 2021 إلى أكتوبر من عام 2023، تم تعيين حوالي نصف المشاركين بشكلٍ عشوائي في برنامج "This is Quitting" النصي.

ويتضمن البرنامج رسائل مصممة لبناء الثقة، والمهارات اللازمة للإقلاع عن التدخين، بما في ذلك استراتيجيات التكيف المعرفية، والسلوكية، والتدريب الذهني، وتدريبات التنفس، ونصائح الرعاية الذاتية، والدعم الاجتماعي، ومعلومات حول أدوية الإقلاع عن التدخين، وكيفية الوصول إلى خط الأزمات النصية.

وتشمل بعض الرسائل النصية في البرنامج عبارات مثل: "تناول مشروب بارد، مثل الماء، أو مشروب رياضي، أو الشاي المثلج، أو الحليب قد يكون مفيدًا عندما تشعر بالرغبة الشديدة (بالتدخين)".

أما المشاركون الآخرون في الدراسة، الذين لم يتم اختيارهم في البرنامج، فقد تلقوا التقييمات فحسب عبر الرسائل النصية للمتابعة.

وتضمنت تلك الرسائل أسئلة مثل "كيف تسير عملية الإقلاع عن التدخين؟"، أو "هل قمت بتقليل كمية النيكوتين التي تستهلكها خلال الأسبوعين الماضيين؟".

كان هناك أيضًا مشاركن في مجموعة "قائمة الانتظار"، الذين لم يتلقوا أي رسائل نصية ولا رسائل متابعة خاصة بالتقييم من البرنامج.

ووجد الباحثون، من مبادرة "Truth Initiative" وجامعة براون، أنه بعد مرور سبعة أشهر، أفاد حوالي 38% من المشاركين في برنامج "This is Quitting" أنهم لم يستخدموا السجائر الإلكترونية في الأيام الثلاثين السابقة، مقارنةً بـ28% في المجموعة التي اقتصرت على التقييم فقط.

ومن بين المراهقين الذين استخدموا السجائر الإلكترونية أو التقليدية، أبلغت نسبة أعلى في البرنامج، حوالي 51%، عن عدم استخدام السجائر الإلكترونية أو التدخين لمدة سبعة أشهر، مقارنة بـ30% من المجموعة التي اقتصرت على التقييم فقط.

وكتب الباحثون في الدراسة: "إن الرسائل النصية هي نهج قابل للتطوير وفعال من حيث التكلفة لتقديم علاج الإقلاع عن التدخين الإلكتروني على أساس سكاني".

وهذا البرنامج متوفر في الولايات المتحدة فقط.

وفي مقال افتتاحي نُشر مع الدراسة في مجلة "JAMA"، كتبت الدكتورة بوني هالبيرن فيلشر، وهي عالمة نفس تنموية في جامعة ستانفورد، أنّ الدراسة الجديدة مهمة لأن هناك عددا قليلا من برامج الإقلاع عن السجائر الإلكترونية المجانية والمتاحة للمراهقين.