دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ننظف منازلنا من أجل التمتع ببيئة أكثر أمانًا وصحة لنا ولأحبائنا. لكنّ بعض المنتجات التي نستخدمها قد تعرّض صحتنا للخطر.
وقالت تاشا ستويبر، عالمة بارزة في مجموعة العمل البيئي (EWG)، وهي منظمة غير ربحية تبحث عن منتجات التنظيف الأكثر أمانًا وتدعمها، إنّ "الكثير من الناس يفترضون أن المنتجات المتاحة من دون وصفة أو تلك المعروضة في متجر، لا تشكل خطرًا عليهم، أو أنهم يعرفون تحديدًا ما يشترونه. لكنّ الحال ليست كذلك".
في السوق الأمريكية، وجدت مجموعة العمل البيئي أنّ أكثر من ألفي منتج تنظيف تحتوي على مواد مرتبطة بمشاكل صحية ربما، بينها الربو، والحروق الكيميائية، ومخاطر الإصابة بالسرطان.
وأوضحت جيني رومر، نائب مساعد المدير للحد من التلوث في وكالة حماية البيئة الأمريكية، أنه من الصعب تحديد ما هو آمن وغير آمن عند التسوّق من المتجر، تحديدًا مع انتشار "التضليل البيئي"، أو لدى استخدام الشركات تكتيكات عند وضعها العلامات على منتجاتها، أو تسويقها حتى تبدو أكثر أمانًا.
وأشارت ستويبر إلى أن "الناس أصبحت أكثر وعيًا حول كيفية تأثير هذه المواد على صحتنا. لكن الشفافية ضعيفة في الولايات المتحدة".
وقال بريان سانسوني، نائب الرئيس الأول للاتصالات والتوعية والعضوية في معهد التنظيف الأمريكي، إن تنظيف منزلك جيدًا هو أمر مهم للوقاية من الأمراض.
وأضاف أن "الاستخدام السليم لمنتجات التنظيف يساهم في الصحة العامة، وجودة الحياة في المنازل، والمكاتب، والمدارس، ومرافق الرعاية الصحية، والمطاعم، وفي جميع أنحاء مجتمعاتنا يوميًا".
ما الذي يجب أن تعرفه عن منتجات التنظيف، وكيف تتّخذ خيارات أكثر أمانًا؟
المواد الكيميائية الموجودة في المنظفات الخاصة بك
قالت الدكتورة ناتالي جونسون، الأستاذة المساعدة للصحة البيئية والمهنية بكلية الصحة العامة في جامعة A&M تكساس، إن منتجات التنظيف قد تحتوي على مركبات عضوية متطايرة (VOCs) تشمل مئات المواد الكيميائية المختلفة.
وبحسب وكالة حماية البيئة، فإن المركّبات العضوية المتطايرة عبارة عن غازات قد تنبعث من المنتجات الصلبة أو السائلة. وأوضحت الوكالة الفيدرالية أنّ هذه المواد الكيميائية يمكن أن تسبب مشاكل مثل:
- تهيّج العين، والأنف، والحنجرة،
- وتلف الكبد، والكلى، والجهاز العصبي المركزي.
وأفادت وكالة حماية البيئة أنّ أثر هذه المواد الكيميائية يعتمد على عدد مرات تعرّضك لها، ولأي درجة. وغالبًا ما يكون تركيز المركبات العضوية المتطايرة أعلى بكثير في الأماكن المغلقة.
وأوضحت رومر أن إحدى المشاكل الكبيرة تتمثّل بأنّ قائمة المواد الكيميائية الضارّة المحتملة طويلة، وفي بعض الأحيان قد يصعب معرفة المكونات التي ستتعرض لها تحديدًا من القائمة.
وذكرت جونسن، أنه لحسن الحظ، هناك مصادر تساعدك على تحديد أفضل الخيارات المتاحة على الرفوف بسرعة عند التسوق.
وأشارت رومر إلى أن وكالة حماية البيئة لديها علامة "اختيار أكثر أمانًا". ولا تحتوي المنتجات المؤهّلة للحصول على هذه العلامة على مواد كيميائية مرتبطة بالسرطان، ومشاكل الخصوبة، وغيرها من المخاطر الصحية.
الأمر يتعلق بما تستخدمه وكيف تستخدمه
لا يتعلق الأمر فقط بما تستخدمه من منتجات تنظيف، بل إن كيفية استخدامك لهذه المنتجات تثير القلق، بحسب الخبراء.
وأضافت رومر أنّ خلط المطهّرات يمكن أن يسبب أبخرة خطيرة، لافتة إلى أنه "لهذا السبب من المهم دوما قراءة واتباع التعليمات والتوجيهات الموجودة على ملصق المنتج".
وأفادت جونسون إنّ تكرار الاستخدام يمكن أن يزيد من المخاطر التي تشكلها المواد الكيميائية المقلقة، مشيرة إلى أنه من الضروري أيضًا أن نكون على دراية بالمشاكل التي ستواجه الأشخاص الأكثر عرضة مثل الحوامل، والمصابين بالربو، والأطفال.
تغيير بسيط قد يصنع الفرق
وقالت ستويبر إن العودة إلى المنزل وإفراغ خزانة مستلزمات التنظيف الخاصة بك لن يحل المشكلة تمامًا.
ونصحت جونسون بمحاولة استبدال منظف بخيار موصى به.
وأشارت ستويبر إلى أنه يمكن أيضًا التنظيف باستخدام مواد موجودة في مطبخك مثل الخل، وصودا الخبز، وعصير الليمون.
وأضافت أنه يجب التأكد من التنظيف بالمكنسة الكهربائية بانتظام، وإزالة الغبار من على الأسطح بقطعة قماش مبللة لتقليل آثار تلك المنتجات التي نستنشقها.