دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حدّدت ميشيل بانينغ هدفها وتوجّهت إلى رجل لا تعرفه، وطرحت عليه سؤالاً غير عادي. كانت يداها ترتجفان وهي توجّه كاميرا هاتفها نحو نفسها.
سألت: "هل يمكنك إعارتي 100 دولار، من فضلك؟" فأجابها: "لا". ابتسما، وذهب كل منهما في طريقه. لم تكن بانينغ مكتئبة. وقالت للكاميرا فيما تبتعد: "لقد فعلتها!".
لم تبحث بانينغ حقيقة عن 100 دولار، ولم يكن رد فعل الرجل الغريب مهمًا. تمثّل إنجازها بطرح السؤال في المقام الأول.
لقد أقدمت على ذلك تحت مسمّى "علاج الرفض"، الاتجاه الرائج على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يشجّع الناس على طرح طلبات غريبة على الغرباء يُرجّح أن تُجابه بالرفض. أما الهدف منها فهو مواجهة الخوف الأولي الذي قد ينشأ تحسّبًا لرفض محتمل أو رد فعل سلبية أخرى.
وأوضحت الدكتورة تايلور ويلمر، الطبيبة النفسية السريرية المعتمدة التي تأخذ من فيرجينيا مقرّا لها، والمتخصّصة بالعلاج بالتعرض، إنّ "علاج الرفض" شبيه بأحد أشكال العلاج بالتعرّض، ومفاده تعريض نفسك تدريجيًا لموقف تخشاه، ويمكن أن يكون تمرينًا جيدًا لشخص لديه مستويات أدنى من القلق، ويبحث عن الشعور بمزيد من الراحة مع الرفض.
لكن ويلمر التي تشغل أيضًا منصب مديرة استراتيجية المنتج السريري في In Stride Health، وعضو مجلس إدارة المركز الوطني للقلق الاجتماعي، نصحت بأخذ بعض الاحتياطات للتأكّد من أنّ التفاعلات تتمّ بأمان.
طلب الرفض
لمدة 30 يومًا هذا الصيف، قامت بانينغ بتحدٍّ يومي حول سعيها للرفض، نشرته على "تيك توك". وطلبت من الغرباء معاقبتها، ومن متاجر الملابس أن تكون دمية حية، ومن متجر المراتب أخذ قيلولة في سرير معروض، ومن متجر السندويشات أن تذهب خلف المنضدة لتحضير سندويشها بنفسها.
في بداية التحدي، شعرت بانينغ أنّ عليها تحفيز نفسها والاستعداد للإجابة التي اعتقدت أنها ستأتي. لكن بحلول نهاية الثلاثين يومًا، قالت إنّها شعرت براحة أكبر عند الاقتراب من الغرباء وطرح الأسئلة عليهم.
وقالت جوردان ترافيرز، المعالجة النفسية المقيمة في نيوجيرسي ومؤسسة Awake Therapy (العلاج اليقظ)، إن التحدي قد يكون وسيلة مفيدة للتعرف على الذات بشكل أفضل، وفهم كيف يمكن أن تنشأ المشاعر غير المريحة، مثل القلق، في مواقف معينة.
لكن ترافيرز اقترحت العمل مع أخصائي الصحة العقلية، في حال كان شخص ما يعاني من قلق شديد ويواجه صعوبة في إكمال المهام الأصغر، عوض إجبار نفسك على إكمال تحدي وسائل التواصل الاجتماعي.
كيفية مواجهة الخوف من الرفض
لفتت ترافيرز إلى أنّ العلاج بالتعرض يمكن أن يساعد الناس على ممارسة إدارة المشاعر غير المريحة من خلال تعرضهم لمزيد من السيناريوهات التي تحفز القلق على الظهور. وأضافت أنه عندما يختار الشخص عوض ذلك تجنب المواقف التي تسبب القلق، فقد يجعل هذه المشاعر أقوى، ويمكن أن تبدأ بتحديد كيفية عيش شخص ما.
ورأت ويلمر أنّ "الشعور بالتوتر بشأن الرفض، والشعور بالقلق أو الشعور بالخوف بشكل عام، تعتبر تجارب إنسانية طبيعية. وتساعد هذه المشاعر اذا أتت في إطار جرعات صغيرة على التحكم فيها والحفاظ على سلامتنا".
واستدركت ويلمر بالقول: "فقط عندما يصبح هذا الخوف أو القلق كبيرًا لدرجة أنه يعيق عيش حياتنا والقيام بالمهام المتوجبة علينا قد يكون من المفيد الحصول على بعض الدعم الخارجي".
ولفتت ترافيرز، إلى أنّه من المهم الأخذ بالاعتبار تحديات علاج الرفض هذا على وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها ستثير نوعًا مختلفًا من المشاعر لتي يمكن أن تظهر بشكل طبيعي عند تجربة الرفض من طلب وظيفة، أو شخص مهتم بالآخر عاطفيًا.