دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توصل علماء في المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إلى أن هناك أدلة تشير إلى احتمال تباطؤ وباء الأمراض المنقولة جنسيًا في الولايات المتحدة.
وقال مدير المركز الوطني للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد الفيروسي، والأمراض المنقولة جنسيًا، والسل التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، الدكتور جوناثان ميرمين: "أشعر بالتشجيع، وقد مرّ وقت طويل منذ أن شعرت بهذه الطريقة بشأن الأمراض المنقولة جنسيًا".
ومن ثم أضاف: "مع ذلك، لا تزال هناك أكثر من 2.4 مليون حالة من الأمراض المنقولة جنسيًا تم الإبلاغ عنها في الولايات المتحدة في عام 2023، ولا يزال تأثير الأمراض المنقولة جنسيًا على صحة الأمريكيين شديدًا".
وتُفيد منظمة الصحة العالمية أنّ هناك أكثر من 30 نوعًا من البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات التي يمكن أن ينقلها الاشخاص إلى شركائهم أثناء ممارسة الجنس المهبلي، أو الشرجي، أو الفموي.
ويمكن أن تنتقل بعض هذه الأمراض أيضًا من الأم الحامل إلى طفلها، وتكون النتائج مميتة أحيانًا.
ويمكن أن تتسبب الأمراض المنقولة جنسيًا بمشاكل صحية تتجاوز الأعراض الأولية، وقد يؤدي بعضها إلى مشاكل في الإنجاب وحتى تلف الأعضاء في حال تُركت بدون علاج.
ويتتبع تقرير صادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها الثلاثاء ثلاثة أمراض منقولة جنسيًا يمكن الإبلاغ عنها على الصعيد الوطني، وهي الكلاميديا، والسيلان، والزهري.
ووجد التقرير أنّه تم الإبلاغ عن أكثر من مليون حالة إضافية سنويًا بالولايات المتحدة في عام 2023 مقارنة بالأعوام العشرين الماضية.
الكلاميديا
كانت الكلاميديا، وهي عدوى بكتيرية، المرض المنقول جنسيًا الأكثر انتشارًا في التقرير الجديد.
وكان عدد حالات الكلاميديا المبلغ عنها في أمريكا بعام 2023، قد تجاوز عدد 1.64 مليون حالة.
ويشكل المراهقون واليافعون أكثر من نصف حالات الإصابة بالكلاميديا.
وتتمثل أكبر التحديات المتعلقة بالكلاميديا بعدم وجود أعراض في الكثير من الأحيان، أو قد يكون للعدوى علامات بسيطة تشبه أعراض أمراض أخرى، مثل الشعور بالحرقان عند التبول، أو الإفرازات غير الطبيعية.
ويمكن أن تسبب الكلاميديا مشاكل تُصعِّب من الحمل لاحقًا في حال عدم تلقي العلاج.
ويمكن علاج الشخص المصاب بالكلاميديا بالمضادات الحيوية، وقد تمنع الواقيات الذكرية من انتشار العدوى.
السيلان
تم الإبلاغ عن 601،319 حالة إصابة بعدوى السيلان البكتيرية في عام 2023، ويُظهر الرقم انخفاض الحالات للعام الثاني على التوالي، ولوحظ الانخفاض لدى جميع الفئات السكانية.
كما هو الحال مع الكلاميديا، قد لا يسبب السيلان أي أعراض، ولكن قد تؤدي العدوى غير المعالجة إلى مشاكل في الخصوبة.
ويمكن الوقاية منه باستخدام الواقي الذكري، ويتم علاج المرض بالمضادات الحيوية.
الزهري
الزهري عبارة عن عدوى بكتيرية يمكن أن تُلحق الضرر بالدماغ، والأعصاب، والقلب، والعينين في حال تركها من دون علاج.
وشكّل هذا المرض تحديًا متزايدًا لمقدمي الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.
وشهدت البلاد زيادات مزدوجة الأرقام في معدلات الحالات على مدى السنوات القليلة الماضية، ولكن في عام 2023، زادت المعدلات بنسبة طفيفة، أي ما يبلغ 1% فقط.
في عام 2023، بلغ العدد الإجمالي لحالات الزهري المبلغ عنها 209،253 حالة، وهو أعلى رقم منذ عام 1950.
وينتشر الزهري عندما يلامس الشخص قرحة ناجمة عن الزهري، وقد لا يقي الواقي الذكري من جميع القروح.
ويمكن للحوامل نقل الزهري إلى أجنتهن، ويمكن أن تكون العدوى خطيرة للغاية بشكلٍ قد يؤدي إلى ولادة جنين ميت، أو حدوث ولادة مبكرة، أو حتى وفاة المولود.
في عام 2023، وصلت حالات الزهري الخلقي إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1992.
مع ذلك، يُظهر معدل الحالات الخلقية علامات على التباطؤ، مع حدوث زيادة طفيفة نسبتها 3% فقط بين عامي 2022 و2023.
ما السبب وراء هذه الاتجاهات؟
يقول الباحثون وراء التقرير الجديد إنّهم لا يستطيعون تفسير سبب إصابة الكثير من الأشخاص بالأمراض المنقولة جنسيًا، ويتبع هذا الوباء في الولايات المتحدة اتجاهًا عالميًا.
يعتقد ميرمين أنّ هناك العديد من العوامل المحرِّكة لانخفاض اتجاهات الأمراض المنقولة جنسيًا، بما في ذلك الجهود المتضافرة بين القادة في مجتمع الصحة العامة لتشخيص وعلاج الأمراض في وقتٍ مبكر للمساعدة في السيطرة على انتشارها.
ورغم أنّ التحسن في معدلات المرض أمر مشجع، إلا أنّ الخبراء يقولون إن انخفاض المعدلات بعام واحد لا يعني أنّ الوباء قد انتهى.