حلول تكنولوجية للحد من تلوث الهواء..مبان جديد بواجهات تلتهم "الجزيئات الملوثة"

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
حلول تكنولوجية للحد من تلوث الهواء..مبان جديد بواجهات تلتهم "الجزيئات الملوثة"
Credit: Courtesy Nemesi & Partners

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعتبر تلوث الهواء حالياً أكبر خطر يهدد البيئة العالمية ويرفع عدد الوفيات، بحسب ما أكدت منظمة الصحة العالمية. ويسبب تلوث الهواء بوفاة سبعة مليون شخص في العام 2012، ما تجاوز عدد الأشخاص ضحايا التدخين، بأكثر من من ضعف التقديرات السابقة.

أما الجسيمات الملوثة في الهواء في أكثر من نصف المدن التي شملتها الدراسة والتي يبلغ عددها 1600 مدينة، فتعتبر حالياً فوق الحدود الآمنة، والتي تتأثر بها المناطق الأكثر فقراً في جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.

وفي مدينة دلهي الهندية، وجد أسوأ تلوث للهواء في العالم، إذ أن حوالي 10 آلاف شخص يموتون سنويا بسبب التلوث. ويعاني غالبية هؤلاء الأشخاص من السكتات الدماغية، وأمراض القلب، والسرطان.

وبينما يوجد اتفاق واسع النطاق أن تقييد انبعاثات الهواء الملوث يعتبر حلاً فعالاً، تتحول المدن المتضررة بشكل متزايد إلى الحلول التكنولوجية.

وكشف مستشفى "مانويل غونزاليس" في المكسيك في العام 2013، النقاب عن واجهة مبنى تلتهم تلوث الهواء. وتغطي الواجهة مساحة 2،500 متر مربع، وتتكون من طلاء ثاني أكسيد التيتانيوم الذي يتفاعل مع الضوء لتحييد عناصر تلوث الهواء. وقال المصممون إن هذه الآلية تحد من تأثيرات التلوث التي تتسبب بها ألف سيارة يومياً.

وتم الكشف عن مشروع أكبر، وهو "قصر ايطاليا" والذي يستخدم مواد مماثلة على مساحة تمتد على 13 ألف متر مربع، وتغطي ستة طوابق. ومن المتوقع، أن يفتتح المشروع في مدينة ميلانو الإيطالية في العام 2015 . وعمد علماء هولنديون إلى تكييف النظام مع الطرقات، إذ اعتبر هؤلاء أن الأمر يمكن أن يقلل التلوث بنسبة 45 في المائة. وتعتبر المواد زهيدة الكلفة، إذ تزيد فقط بنسبة 4 أو 5 في المائة مقارنة بتكاليف البناء العادية. وتجدر الإشارة، إلى أن تأثير هذه المباني كان محدوداً إلى موقعها المباشر.

وظهرت أول قصيدة لسيمون أرميتاج للحد من تلوث الهواء، في أيار/مايو الماضي في منطقة شيفيلد البريطانية. وكتبت القصيدة على لافتة يبلغ طولها 20 متراً بعنوان "في مديح الهواء"، وتم تغليفها بجسيمات ثاني أكسيد التيتانيوم والتي يمكن أن تحد من آثار تلوث 20 سيارة يومياً.

وتعمد القصيدة على تحفيز صنع ملابس من مادة تغير من التركيب الكيميائي، وتهدف إلى دمج جسيمات ثاني أكسيد التيتانيوم في منظفات الغسيل، حتى يتم تغليف الثياب بمادة تحد من تلوث الهواء.

وتعتمد هذه الآلية على مفهوم المشاركة الجماعية، إذ أن قطعة من الثياب التي تغسل في هذا النوع من المنظفات يمكنها إزالة بين 5و6 غرامات من ثاني أوكسيد النيتروجين، يومياً.

بالإضافة إلى كل ذلك، تم ابتكار آداة استشعار "مايكرو بيم" لرصد تلوث الهواء الشخصي، والتي طورها معهد البحوث المثلث لإلتقاط بيانات التعرض لتلوث الهواء ومساعدة المستخدم في إدارة المخاطر.

وقد ركزت التجارب الأولية على الكشف عن التلوث في الأماكن المغلقة بدءاً من مواقد الطهي في الدول النامية، والتي تؤدي إلى أكثر من مليوني حالة وفاة سنويا من خلال التعرض للدخان السام. ويمكن استخدام الجهاز في أماكن عدة، للكشف عن التهديدات الصحية.

وبالإمكان تقليد الطبيعة أيضاً من خلال ابتكار جهاز استشعار يشبه شبكة العنكبوت. وعمد عالم الحيوانات الدكتور فريتز فولراث في جامعة أكسفورد إلى دراسة شبكات العناكب لمعرفة المواد التي تتكون منها موادها وحساسية نسيجها غير المسبوقة.

وقال فولراث إن "شبكة العناكب تعتبر ركيكة وتتضمن شحنة كهربائية من الألياف لالتقاط أي جزيئات تتطاير في الهواء، فضلاً عن تكونها من طلاء السائل مثل الغراء ما يؤدي إلى التقاط الجراثيم الفردية والذرات."

ويعتقد فولراث أن شبكة تتكون من مادة الحرير، قد تعتبر أداة مثالية لالتقاط وقياس الملوثات، لتكشف عن مدى الخطر في الغلاف الجوي. ويمكن استخدام هذه الشبكة في أي مكان بدءاً من مناطق الكوارث وصولاً إلى المستشفيات والمنازل.