طوكيو، اليابان (CNN) -- تعتمد كيفية نظرتك إلى تطور الرجل الآلي و"الثورة الروبتية" على خلفيتك الثقافية. فبالنسبة للبعض ثقافة الرجل الآلي مرتبطة بطفولته، حيث كان يشاهد "الروبوتات" من خلال سلسلة الأفلام الأميركية "حرب النجوم" وغيرها، أما بالنسبة لليابانيين، فهي مختلفة، لأنها تعتبر ثقافة تراثية أساسية نشأوا عليها.
وتتصدر اليابان دول العالم بتطوير تكنولوجيا صناعة الرجل الآلي، فهي تحتوي على أكبر المتاحف في هذا المجال، وهو المتحف الوطني للعلوم الناشئة والابتكار في طوكيو، والمعروف باسم "ميرايكان" أي "قاعة المستقبل."
يحوي الـ"ميرايكان" مختلف التصاميم من الرجال الآليين، ويمكن لزوار هذا المتحف التفاعل مع مختلف الروبوتات ومنها "الأسيمو"، وهو رجل آلي يمكنه الجري وأداء المهام الصعبة، والتفاعل مع الزوار. وتسعى شركة هوندا، التي صنعت هذا الرجل الآلي، إلى تطويره ليصبح متاحا على النطاق الاستهلاكي.
ومن خلال تجولك في أروقة متحف الـ"ميرايكان"، سوف تسمع صوت "الكودومورويد"، هو رجل آلي يعمل كمقدم تلفزيوني، يقرأ لك عناوين الأخبار. ومن ثم يستقبلك "التلينويد" بذراعيه المفتوحتين، حيث يتيح لك التحدث مع أصدقائك كأنهم موجودون بجانبك. ولا يخل الأمر من العنصر النسائي، لأنه يمكنك أن ترى "أتونارويد"، وهي مستنسخة عن الفتاة اليابانية صاحبة الشعر الأسود المتدفق والعينين الوامضتين.
ويهدف القائمون على هذه الصناعة لتطوير روبوتات يمكنها المساعدة بالحياة اليومية. فتعمل جامعة "وسيدا" اليابانية على تطوير الرجل الآلي "توينتي ون"، الذي يمكنه تقديم المساعدة في جميع الأعمال المنزلية ومعاونة كبار السن.
ويعتبر قطاع تكنولوجيا الروبوتات في اليابان قطاع واعد، يحظى بدعم من حكومة البلاد، التي تعتبره الحل الواعد لعقود من التباطؤ في نمو الناتج المحلي الإجمالي. وفي ذات السياق، أعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، عن أمله في تطوير القطاع ومضاعفة القيمة السوقية له بثلاث مرات، لتصل إلى أربع وعشرين مليار دولار. وعن رغبته بتنظيم "دورة للألعاب الأولمبية للروبوت" في عام 2020، تصاحب الألعاب الأولمبية، التي ستعقد في طوكيو في ذات السنة.