أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قد تكونوا قد رأيتموهم وهم يلعبون الكرة احتفالاً بكأس العالم، أو رأيتم أول صورة سيلفي التقطت في الفضاء في ستينيات القرن الماضي، ولكن كيف هي الحياة على متن محطة الفضاء الدولية التي تدور حول الأرض؟
قد يكون هنالك جانب ممتع للحياة اليومية التي يعشها المحظوظون القلة الذين تسنت لهم فرصة العيش في المحطة الفضائية، لكن وبدون أدنى شك هنالك الكثير من العمل الجاد الذي يقوم به هؤلاء النجوم الذين لا يسمع عنهم بالشكل الكافي.
وتقول مديرة العمليات على متن محطة الفضاء الدولية، ستيفاني بيسكيرك، إن المحطة تملك كاميرات مخصصة لمراقبة الأرض، والتي يمكنها أن تساعد في ألحاث الكوارث والاضرابات الساحلية، وأضافت بأنه سيكون هنالك كاميرات ستركب قريباً لقياس درجة حرارة المحيطات، والتي تؤثر في حياة كل شخص يعيش على الأرض يومياً.
وتشير وكالة الفضاء الأوروبية إلى أن العمل في محطة الفضاء الدولية مستمر منذ إنشائها لتصبح منزل الإنسان بعداً عن كوكبه، منذ أكتوبر/تشرين ثاني عام 2000، وقد عملت المحطة التي بلغت تكلفة إنشائها 100 مليار يورو (أي أقل من 135 مليار دولار) على محاولات مستمر للإجابة على بعض من أبرز الأسئلة التي دارت في أذهان العالم.
وفي بعض الأحيان يمكننا رؤية بعض التجارب المذهلة التي يقوم بها علماء المحطة على وسائل التواصل الاجتماعي، ففي خلال الشهر الماضي، نشر رائد الفضاء الكندي ريد وايزمان أول مقطع "فاين" من الفضاء لتجربة كرة لهب فضائية أسموها "FLEX-2" (شاهد الفيديو أعلاه)، التي بحثوا فيها كيفية اشتعال الوقود في الفضاء عنه على الأرض، والتي هدفوا فيها لبحث عن طرق لتحسين حرق الوقود في المحركات المختلفة على الأرض، بالإضافة إلى إمكانية تصنيع مركبات فضائية أكثر أماناً للمستقبل.
ولكن أبحاثهم لا تعد علمية بالمعنى البحت بل يبحثون المادة كما أنهم يبحثون العلوم الحيوية، إذ تم إيصال 40 فأراً إلى المحطة لتظل فيها ستة أشهر (أي ربع حياتها) وذلك لقياس تأثير السفر الفضائي على جسم الإنسان.
كما أن علماء الفضاء يقومون بفحص أنفسهم بالموجات فوق الصوتية، وقد دربوا بأن يقيسوا مؤشراتهم الحيوية وأن يرسلوها للأطباء، وهذا يمكن أن يساعد سكان الأرض من المناطق النائية ذات الخدمات الطبية المعدومة، بأن يدربوا على قياس مؤشرات وإرسالهم للأطباء من على بعد.
وبالتأكيد فإن ما ذكر سابقاً يعد جزءاً من مئات الأبحاث التي تقوم بتنفيذها محطة الفضاء الدولية، إذ يستمر عمل الفريق 24 ساعة في اليوم وعلى مدار 365 يوماً في العام، وهي عملية تتطلب العمل الجاد والكثير من التخطيط وفقاً لما تراه ستيفاني.