دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من الأمور المرتبطة بأسلوب الحياة المدنية الحديثة قلة الحركة وتناول المأكولات السريعة التي تناسب نمط الحياة السريع ومتطلباته. لكن ثمن هذه الحمية على الجسم باهظ جداً بحسب ما أفادت بعض الدراسات.
وقال البروفيسورفي علم البيئة في جامعة مينيسوتا ديفيد تيلمان، والذي أجرى دراسة حول الاتجاهات العالمية في الخيارات الغذائية، إن "مع زيادة الدخل، يقوم الناس حول العالم باختيار الأطعمة التي تتضمن الكثير من السعرات الحرارية واللحوم في حميتهم الغذائية." والنتيجة المتوقعة ستكون كارثية على الصحة بسبب زيادة امكانية الإصابة بالأمراض.
ومن أشهر الأطعمة الرائجة في الحمية الغربية لسهولة استهلاكها بسرعة هي الأطعمة المعالجة، متل النقانق واللحم المقدد وأنواع الحساء سريعة التحضير. ووصف تيلمان هذه الأطعمة بأنها توفر وحدات حرارية خالية من أي قيمة غذائية، مضيفاً أن "الحمية التي تفتقر إلى الفاكهة والخضار لها آثار سلبية قوية".
ونصح تيلمان بتجنب ما يسميه بـ"الحمية الغربية"، التي وصفها إيان مايلز من المعهد القومي لأمراض الحساسية والأمراض المعوية بالغنية بـ "السكريات المكررة، والدهون المكررة والمشبعة، والبروتينات الحيوانية، وقليل من الألياف النباتية".
وأوضح مايلز أن الأطعمة المعالجة والمكررة الموجودة في الحمية الغربية تسبب ردات فعل من قبل الجهاز المناعي، لأن الجسم قد يتفاعل مع مكونات في هذه الأطعمة بمثابة بكتيريا ضارة، مثل بكتيريا "إي كولاي." وبمحاربة هذه العناصر، ينشغل الجهاز المناعي عن محاربة العوامل والأجسام المضرة حقاً للجسم، ما قد يسبب نوعاً من الالتهاب الخفيف.
بالإضافة إلى ذلك، تناول الأطعمة المعالجة قد يسبب قتل الباكتيريا الجيدة التي تعمل في الجهاز الهضمي، ما يخل التوازن بين الباكتيريا المفيدة والأخرى الضارة، لامر الذي يسبب الأمراض.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحمية الغربية المرتبطة بالحياة المدنية تجعل الشخص أكثرعرضة للإصابة بالسمنة والبدانة المفرطة.
وقد ربطت دراسات حديثة الحمية الغربية بزيادة إمكانية الإصابة بسرطان القولون والبروستات. فقد وجدت الدراسات أن الرجال الذين يعتمدون على الحمية الغربية بشكل خاص هم أكثر عرضة للوفاة بسبب سرطان البروستات بمعدل مرتين ونصف أكثر مقارنة بغيرهم، بينما خطورة الإصابة بسرطان القولون ترتبط بردات فعل الجهاز المناعي والتغير في نشاط البكتيريا في الأمعاء.
وفي دراسة أجريت على مجموعة من الأمريكيين من أصل جنوب أفريقي ومجموعة من الجنوب أفريقيين، وجد العلماء أن المجموعة الأولى هي الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون، الأمر الذي عزا سببه رئيس قسم العمليات والسرطان في كلية لندن الملكية جيريمي نيكولسون إلى الحمية الغربية.