نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أعلنت هيئة خدمات النطاق العريض التابعة للأمم المتحدة في تقرير حديث بأن 4.2 مليار شخص في الأرض، أي حوالي 57 في المائة من سكانها، لا يزالون مفصولين عن عالم الإنترنت.
وأضاف التقرير بأن نمو الإنترنت سيتباطأ من 8.6 في المائة لعام 2014 إلى 8.1 في المائة عام 2015، قد تتساءلون عن كيفية وقوع هذه النسبة، خاصة مع ما نشهده من انتشار للإنترنت، لكن التقرير أشار إلى أن 70 في المائة من استخدام شبكات الموبايل تتركز في القارتين الأمريكيتين والدول الآسيوية الواقعة في منطقة المحيط الهادئ.
ورغم ان التقرير يتوقع بأن 60 في المائة من نسبة السكان حول العالم سيبلغون عالم الإنترنت الافتراضي بحلول عام 2021، إلا أن الفجوة بالمعلومات بين الدول الثرية والفقيرة ستظل هي ذاتها، ما لم تقم الحكومات بوضع سياسات لسد تلك الفجوة.
فالدول النامية لم تتبنى الإنترنت بالحماس ذاته الذي أظهرته الدول المتقدمة، إذ تتوفر عدد من التحديات والعوائق أمامها، منها:
اللغة
ارتفاع نسبة مستخدمي الإنترنت في الدول التي تشهد تعدداً في اللغات شكل تحدياً، مثل أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا، إذ لا تتوفر جميع اللغات على الإنترنت، فمعظم اللغات تحوي الحروف اللاتينية (من . إلى .) والأرقام (من 0 إلى 9)، وأكثر من نصف المواقع الإلكترونية هي باللغة الإنجليزية، واللغات الإسبانية والفرنسية والألمانية واليابانية تشكل 5 في المائة من المواقع الإلكترونية حول العالم، أما لغات أخرى مثل السواحيلية والهندية تشكلان ما نسبته 0.1 في المائة.
موازنة الأرباح
في البداية قد يظهر بأن تأسيس بنية تحتية لشبكات الإنترنت في المناطق النائية قد يعتبر أمراً صعباً، لكن في الواقع فإن شبكات تقديم خدمات الإنترنت ستستفيد بالشكل الأكبر من وصل الناس ببعضهم.
وفي جميع الحالات فإن الإنترنت تعد خدمة غير مجانية بشكل واسع، ويقترح التقرير تأسيس الحكومات لبنية تحتية على نطاق الدولة وتقديم خدمة إنترنت بأسعار معقولة لتشجيع الناس على الاتصال بالإنترنت.
فرص متساوية
إن إمكانية البلوغ للإنترنت والتواصل مع الآخرين، لا تتمثل بمشاهدة مقاطع فيديو طريفة للقطط، أو الدخول في حرب على تويتر، بل بالحصول على الفرص المتساوية.
إذ يمكن للإنترنت أن يتيح للشركات الخاصة التي ترغب بالاستثمار فيها الفرصة دون تكبد الكثير من الخسائر.
وفي الدول الفقيرة فإن ما يقارب من 25 في المائة من الإناث يملكن فرصة الحصول على الإنترنت مقارنة بالرجال، وهذه الفجوة تزداد في بعض المناطق الصحراوية بأفريقيا لتبلغ حوالي 50 في المائة، وهنالك فرصة نادرة لحصولهم على هواتف ذكية.
ويمكن لبلوغ النساء بهذه المناطق إلى الإنترنت أن تتوفر لهن الفرصة للحصول على حياة أفضل، إذ سيتمكن من تقليص هذه الفجوة مع الرجال، لتتاح لهن البحث عن فرص جديدة للعمل وأن يتمكن من المطالبة بحقوقهن في مجتمعاتهن في الساحتين الخاصة والعامة.