الرباط، المغرب (CNN)-- تميز المجال الرياضي بالمغرب بتوفره على طاقات وكفاءات بشرية قدمت الكثير للرياضة المغربي بشتى أصنافها، حيث رفعوا راية المغرب في عدة مناسبات عالمية، بعد أحرزوا الذهب والفضة والبرونز.
تحقيق البطولات وحصد الميداليات وتسجيل اسم المغرب بين البلدان القوية في أكبر المسابقات العالمية والأولمبية، جعل الدولة المغربية تولي اهتماما خاصا لهؤلاء الأبطال، غير أن دوام الحال من المحال، فمجرد إعلان بطل ما اعتزاله، يدخل في عداد المنسيين، حيث تخفت الأضواء التي كانت مسلطة عليه، ويقل الاهتمام به، ونسيان تاريخه.
وفي هذا الصدد يؤكد المحلل الصحفي والمحلل الرياضي المغرب بدر الدين الإدريسي أن المغرب لم يضع استراتيجية لمواكبة تأهيل هؤلاء أبطلها المميزين، بل كان يهتم بهم وقت العطاء، وإهمالهم وقت الاعتزال.
وأشار الإدريسي في تصريحات لـCNN بالعربية إلى أن هناك العديد من الأبطال المغاربة الذين حققوا إنجازات عالمية في كثير من المحطات، والتي ساهمت في منح الإشعاع للمغرب، وأفرحوا ملايين المغاربة والعرب، وجدوا أنفسهم عرضة للتهميش والاقصاء، العيش في ظروف اجتماعية قاسية.
وأبرز المتحدث أن هناك قانونًا ضمن قوانين التربية البدنية يوجب بإدماج أي بطل رياضي مغربي حقق إنجازات عالمي أو أولمبي في الوظيفة العمومية بشكل مباشر عن طريق وزارة الرياضة، غير أن ذلك – يضيف المتحدث- يبقى غير كاف، بل يجب اعتماد آليات شبيهة ببعض الدول التي تمنح مكانة خاصة لأبطالها الرياضيين، ذلك أن هؤلاء الأبطال لا يمثلون فقط ثروة بشرية يتم الاحتفاء بها من خلال الانجازات، بل يتم استثمارها حتى بعد الاعتزال، وذك في التأطير الرياضي للأجيال الصاعدة، أو منحهم مناصب قيادية..
وطالب الإعلامي الرياضي المغربي الدولة المغربية بتغيير منهجية تعاملها مع أبطال رفعوا رأس المغاربة عاليا، ومواكبتهم بما يخدم الرياضة المغربية، وليس إسكاتهم بمناصب في الوظيفة العمومية تطفئ شمعتهم الذي أنارتها كثرة إنجازاتهم في السابق، وتركهم عرضة للإهمال، الذي يصدر صورة سيئة عن الرياضة بالمغرب للأجيال الصاعدة، ودول العالم.
يشار إلى أن ضعف الاهتمام بالكفاءات الرياضية بالمغرب يدقعها نحو الهجرة إلى بلدان أخرى، حيث يتم منحهم اهتماما خاصا يصل أحيانا إلى منحهم الجنسية، وذلك لاستغلال مواهبهم في تحقيق الإنجازات الرياضية الكبرى.