الرباط، المغرب (CNN)— يقال إن مجد كرة القدم يصنع بخطط محكمة، ويقال إن واضع هذه الخطط هو المسؤول الأول والأخير عن تألق أو خسارة النادي، غير أنه حين يؤدي مهمته ويغادر معززا مكرما أو مجبرا، قد يجد نفسه ضمن قائمة العاطلين الذين يكتفون بمشاهدة المباريات من المدرجات أو عبر شاشات التلفزيون، إنه المدرب، أو المدير الفني كما يحلو تسميته لدى الصحافة الرياضية.
عديدة هي أسماء المدربين الذين بصموا تاريخ كرة القدم العالمية، سواء مع المنتخبات أو مع الأندية المحلية، حيث كانوا وراء صناعة النجوم، وإحراز الألقاب، وقادوا منتخبات وأندية إلى تدوين اسمها ضمن سجل تاريخ كرة القدم المليء بالمفاجآت والإنجازات، لكن بمجرد أن يؤدي هؤلاء المدربون ما كان مطلوبا منهم، حتى يجدوا أنفسهم في مواجهة واقع آخر خارج أسوار الملاعب إما عن طريق الاستقالة أو الإقالة.
ومن أبرز المدربين الذين يوجدون حاليا في وضعية "عاطل إلى إشعار آخر" النجم الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي برز اسمه كأحد أهم المدربين في تاريخ كرة القدم الأوروبية، وذلك من خلال إشرافه على قيادة أندية أوروبية عريقة، خاصة في إيطاليا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا، وهي الدوريات التي تتربع على عرش أقوى البطولات العالمية.
بدأ أنشيلوتي مسيرته التدريبية في الدوري الإيطالي حيث ساهم في بروز أسماء عدة أندية مغمورة، كنادي بارما الإيطالي ويوفنتوس، فضلا عن إسي ميلان الذي أعاده إلى التنافس على الألقاب داخل وخارج إيطاليا، وأبرزها دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوربي وكأس العالم للأندية، لينتقل بعد ذلك إلى الدوري الإنجليزي حيث قاد نادي تشيلسي إلى تحقيق أول ثنائية في تاريخه، إذ تمكّن من إحراز لقب البريميرليغ وكأس الاتحاد الانجليزي خلال موسم واحد (2009).
إنجازات أنشيلوتي جعلته يدخل عالم النجومية من بابه الواسع، وبذلك انضم إلى نخبة المدربين الأكثر شهرة والمطلوبين في عالم المستديرة، فكان نادي باريس سان جيرمان سباقًا إلى استقطابه بعد مغادرته الدوري الانجليزي، عله يحقق معه ما عجز سابقوه في النادي الفرنسي عن تحقيقه، فكان أن قاده إلى تحقيق بطولة الدوري الفرنسي الممتاز خلال موسم 2012 -2013، كما قاد النادي الفرنسي إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
ما حققه أنشيلوتي مع الأندية التي أشرف على تدريبها في أوروبا، جعله محط أنظار عملاق الكرة الإسبانية نادي ريال مدريد الذي كان مهتما بخدمات أنشيلوتي منذ مدة، فحقق اشيلوتي أمنية رئيس النادي الملكي وقاده إلى التتويج بلقبه العاشر في دوري أبطال أوربا خلال موسم 2013-2014، كما قاده كذلك إلى التتويج بكأس ملك اسبانيا خلال ذات الموسم.
وبالرغم من تحقيقه للقب السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية خلال الموسم الرياضي المنصرم، إلا أن ذلك لم يقنع رئيس نادي ريال مدريد فلورينتينو بيريز الذي أقاله في نهاية الدوي الإسباني تحت ذريعة أن أنشيلوتي خرج خاوي الوفاض خلال هذا الموسم، ممّا مهد الطريق أمام خصمه اللذوذ برشلونة إلى إحراز ثلاثية تاريخية أثرت بشكل كبير على شعبية الريال.
وكان أنشيلوتي قد عبّر خلال آخر ظهور له مع نادي ريال مدريد الاسباني أن مصيره مرتبط بقرار إدارة النادي الإسباني، "إما الريال أو عطلة لعام"، لتحقق الثانية ويظل المخضرم الإيطالي بعيدا عن الملاعب إلى حد الساعة.