أجرى الحوار: وليد الحسيني
القاهرة، مصر(CNN)-- دائما ما يثير المدير الفني الحالي لفريق وادي دجلة المصري ونجم منتخب مصر سابقا، أحمد حسام، الشهير بـ "ميدو"، الجدل حول شخصيته وتصريحاته، إذ كان قد أعلن عدم نيته تولي تدريب أي فريق في منتصف الموسم، قبل أن يعود ويدرب نادي وادي دجلة في منتصف الموسم الحالي، بالإضافة إلى تصريحاته المثيرة للجدل والتي أدلى بها بعد مباراة فريقه أمام الزمالك، الفريق الذي كان لاعبا ومدربا له، فما التفاصيل التي كشفها ميدو في حواره مع CNN بالعربية وكيف رد على غضب جماهير الزمالك منه؟
وجاء الحوار معه كالتالي:
لماذا تراجعت عن قرار العمل في منتصف الموسم؟
استجدت ظروف أهمها، أني عندما تقدمت للحصول على رخصة التدريب "." من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو الأمر الذي يعد جزءا من خطتي المستقبلية، اشترط الاتحاد علي ضرورة ممارسة مهنة التدريب لمدة 6 أشهر قبل التقديم على الدورة التي ستبدأ في مايو/ أيار المقبل.
غير هذا الشرط خطتي لأنه وضع منذ عام فقط، لذلك فكرت في العودة للتدريب الآن، وبحكم علمي ببواطن الأمور في وادي دجلة لقربي من النادي ورئيسه، ولأني المستشار الكروي للنادي، فكانت الفرصة الأنسب ولم أبحث عنها، ولكن رئيس النادي هو من عرض علي العمل وقد اخترت عرض النادي من بين ثلاثة عروض أخرى قدمت لي.
ما هو الفارق بين تدريب فريق جماهيري مثل الإسماعيلي وفريق مثل دجلة؟
طبيعة العمل مختلفة، فالإسماعيلي ناد جماهيري، الأمر الذي جعلني أعمل تحت ضغط أكبر ولكن نادي وادي دجلة مختلف عن بقية الأندية في مصر، فهو ناد يخطط للمستقبل ولديه رؤية متميزة.
بالإضافة، إلى أن استراتيجية وادي دجلة تتماشى مع فلسفتي في العمل، وهى تطوير اللاعبين صغار السن ومنحهم فرصة للمشاركة في المباريات الرسمية وفي أوقات صعبة، وهو ما أفعله منذ أول يوم عمل لي، وهناك تلاق في الأفكار بيني وبين النادي، وهو أمر مهم جدا النسبة لي.
هل لاحظت فروقا بين تدريب فرق مثل دجلة والإسماعيلي وفريق الزمالك؟
ظروف العمل في الزمالك والاسماعيلي متشابهة، فجماهير الناديين تبحث دائما عن النتائج، والعمل مع هذين الناديين يكون دائما تحت الضغط، ولا يوجد فرق بين العمل مع الزمالك أو الإسماعيلي، فجماهير الأخير تريد الفوز والمنافسة على البطولات حتى لو لم يمتلك النادي أفضل اللاعبين وهو حق أصيل للجماهير.
لقد تعودت جماهير الإسماعيلي أن ينافس فريقها على المراكز الأولى، رغم أن هذا لم يحدث في السنوات الأخيرة، وعلى المستوى الشخصي فإني نجحت في بناء فريق قوي للإسماعيلي خلال الموسم الماضي، ولو استمريت مع النادي لاختلف شكله، ولكن الأمر مختلف في وادي دجلة.
هل ترى أن عقوبة إيقافك لأربع مباريات مبالغ فيها؟
طبعا مبالغ فيها، لذلك تقدمت بتظلم عليها، لأني لم أتفوه بلفظ خارج للحكم، ورغم أني حاولت أن أريه فيديو الهدف الملغي، إلا أنه رفض مشاهدته وكل ما قلته له "الهدف ليس تسللا، حرام عليك، والأخطاء التي تقعوا فيها تمنح الفرصة للمحللين لانتقادكم بعنف في المحطات الفضائية".
ألم تقل للحكم إنه "لو الحكم أعمى كان سيرى الكرة"؟
لم أقل ذلك على الإطلاق، الحكم لم يكتب هذا اللفظ في تقرير المباراة لأني قرأت تقريره، وكل ما كتبه أني حاولت أن أجعل الحكم يشاهد الهدف الملغي، وأني قلت للحكم المساعد حسبي الله ونعم الوكيل، فهل هذا الكلام يستحق عقوبة الإيقاف لأربع مباريات؟ وبالمناسبة لا تهمني عقوبة الإيقاف لأني أشاهد الملعب بشكل أفضل من المدرجات، ولو خيروني بين الجلوس في الملعب أو المدرجات سأختار المدرجات خاصة في ظل غياب الجماهير.
هل ترى أن جماهير الزمالك غاضبة منك بسبب تصريحاتك بعد لقاء فريقها أمام وادي دجلة؟
جماهير الزمالك المحترمة التي لا تنساق وراء الناس التي تتلاعب بالكلام، تدرك جيدا ما الذي قلته بالضبط، وكانت تصريحاتي واضحة بأننا كنا نلاعب الزمالك بالحكام، وأن الحكم لعب دورا كبيرا في تغيير نتيجة المباراة، وكنت أتكلم عن مباراة وليست حالة عامة.
وأنا أكثر المدافعين عن الزمالك عندما يتعرض لظلم تحكيمي عبر التاريخ، وأقول للأشخاص الذين يتلاعبون بالكلام "عمركم ما هتنجحوا في تشويه علاقتي بجماهير الزمالك وقد حاولتم من قبل ولم تنجحوا".
أنا تربيت على الإخلاص لمكان عملي، وهنالك فارق بين الولاء والانتماء، ولائي الآن لوادي دجلة، ولكن انتمائي لنادي الزمالك، ورغم كل الكلام الذي حاول البعض إلصاقه بي، فإن جماهير الزمالك المحترمة لم تصدق شيئا مما قيل عني.
من حق جماهير الزمالك أن تغضب مني عندما لا أقاتل نفس القتال في مباريات أخرى، ولكني سأقاتل في كل اللقاءات، والزمالك ليس مختلفا، وأنا اتمنى فوز الزمالك ببطولة الدوري الممتاز والعمل عمل وأحافظ عليه، وهو أمر يحسب لي ولا يحسب علي، ولو تهاونت أمام الزمالك سيقال عني كلاما لا أرضاه على نفسي.
ألم تقلق من إفساد علاقتك مع رئيس نادي الزمالك من جديد بعد لقاء الزمالك ودجلة؟
على الإطلاق، رئيس نادي الزمالك يعلم أني أحارب في مكان عملي، وهو لا يغضب من ذلك لأني عندما كنت أتولى تدريب الزمالك كنت أحارب بنفس الطريقة، وهو بداخله يعلم تماما أني أعمل بجدية في المكان الذي أتواجد فيه.
ما تقييمك لمستوى المنتخب المصري في الفترة الأخيرة؟
منتخب مصر وصل لمرحلة جيدة في الفترة الأخيرة، ونجح في بدء تصفيات كأس العالم بصورة طيبة، كما نجح في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية، ويسير بخطى ثابتة.
ولكن البعض غاضب من مستوى المنتخب المصري؟
مختلف مع الناس كلها من أول يوم تولى فيه هيكتور كوبر تدريب المنتخب، وعندما أتعاقد مع مدرب لابد وأن أكون على دراية بفلسفة لعبه، وكوبر ينتمي للمدرسة الواقعية في كرة القدم، فهو يلعب بواقعية وتحفظ من أجل الفوز بالمباريات بغض النظر عن الأداء.
هذه هي مواصفات كوبر منذ أن كان مدربا لإنتر ميلان في إيطاليا ومايوركا في إسبانيا، وهو مدرب مناسب جدا لمنتخب مصر، لأنه يلعب على إمكانيات الفريق ويعرف كيف يفوز بالمباريات الكبيرة، وأتمنى أن يتم دعمه إعلاميا بشكل أكبر في الفترة المقبلة.
ما سبب غضب الجماهير المصرية من محمد النني؟
النني يلعب في أرسنال بواجبات لعب مختلفة عن المطلوبة منه في المنتخب، وأسلوب المدرب يختلف، وهو ما يؤثر على مستواه مع المنتخب، وأرى أنه يسير بخطى ثابتة مع أرسنال، وفخر لنا أن يكون لدينا لاعبا في هذا النادي الإنجليزي الكبير، وأتمنى أن يتطور أكثر.
هل ترى أن مستوى محمد صلاح تطور؟
أرى أن صلاح تطور كلاعب كرة قدم وعلى مستوى الشخصية بشكل كبير جدا، خاصة في آخر عامين، وتحديدا منذ أن رحل الى إيطاليا، فهو يتعامل بثبات كبير مع المواقف التي يتعرض لها، لاسيما مع الإصابات، وتعامل بذكاء واحترافية في الفترة التي قضاها مع تشيلسي وهذه التجربة أثقلته بشكل كبير.
ما رأيك في مقولة البعض أن منتخب مصر تحول إلى منتخب "باصي لصلاح"؟
من أطلق حملة "باصي لصلاح" لا يفهم في كرة القدم، وإلا يجب أن نقول أن منتخب الأرجنتين هو منتخب "باصي لميسي" ومنتخب البرتغال هو منتخب "باصي لرونالدو"، فمنتخب البرتغال فاز ببطولة أوربا الأخيرة بسبب وجود رونالدو، ولو لم يكن معهم لما حققوا البطولة.