دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – يلتقي برشلونة الإسباني بنظيره باريس سان جيرمان الفرنسي على أرض ملعب "كامب نو" في إياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، في مهمة تبدو شبه مستحيلة على الفريق الكتالوني وذلك بعد خسارته لمباراة الذهاب بأربعة أهداف نظيفة، نقدم لكم نظرة تحليلية على هذا اللقاء.
كيف اكتسح البارسيون أبناء كتالونيا؟
لقن الفريق الباريسي نظيره الكتالوني درسا قاسيا في مباراة الذهاب على أرضية ملعب "حديقة الأمراء"، إذ شكل تهديدا على مرمى الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن في 16 مناسبة، جاءت عشر تسديدات منها بين الخشبات الثلاث وذهبت تسديدتين خارج المرمى، وأنقذ الدفاع الكتالوني أربع منها، وذلك بقيادة الجناح الأرجنتيني أنخيل دي ماريا ونظيره الألماني جوليان دراكسلر والمهاجم الأوروغوياني إيدينسون كافاني.
وقدم الفريق الباريسي مباراة متكاملة في وسط الملعب إذ قام باسترجاع الكرة في 48 مناسبة وبلغت نسبة استحواذه 43 في المائة كما وصلت نسبة تمريرات لاعبيه الناجحة 89 في المائة، إذ مرر الفريق الباريسي 426 تمريرة جاءت 376 منها ناجحة.
وقام الإيطالي ماركوا فيراتي والفرنسي أدريان رابيوت بدور كبير في محوري الارتكاز إذ لعبا دورا كبيرا في إيقاف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، كما لعب الفرنسي بليز ماتويدي دورا بارزا في الزيادة العددية الهجومية والدفاعية في وسط الميدان.
أما الجانب الدفاعي فكان مميزا للفريق الباريسي، إذ تألق الفرنسي الشاب بريسنيل كيمبيمبي وزميله البرازيلي ماركينيوس في تعطيل فاعلية الهداف الأوروغوياني لويس سواريز، كما نجح الظهير البلجيكي توماس مونيين في إيقاف خطورة البرازيلي نيمار دا سيلفا، وتألق الظهير الفرنسي لايفن كورزاوا على الجهة اليسرى.
ولا يجب على فريق المدرب الإسباني أوناي إيمري التراجع للخلف في مباراة الإياب، إذ لا يجب أن يسمح لبرشلونة بالسيطرة على وسط الميدان وإلا سيتحمل الدفاع الباريسي عبء المباراة أمام سيل الهجمات الكتالونية، بل يجب أن يحتفظ بالكرة ويلعب مباراة مميزة في وسط الميدان ليضمن عدم تشكيل خطورة كبرى على مرماه.
لماذا ظهر برشلونة بوجه باهت وما الذي يجب على إنريكي معالجته؟
ساعد برشلونة مضيفه الباريسي على التألق، إذ لم يزعج الثلاثي الهجومي المرعب والمكون من ميسي ونيمار وسواريز الدفاعات الباريسية، إذ لم ينجح النجم الأرجنتيني في التوغل بين لاعبي الارتكاز أو الهروب من أمام الظهير الأيسر وذلك بسبب عدم ظهوره بمستواه المعهود.
من جانبه، لم ينجح سواريز في الهروب من محوري الدفاع وتلقي كرات خلفهما وذلك بسبب غياب صناعة اللعب في خط الوسط، إذ بدا النجم الأوروغوياني معزولا في خط الهجوم، في وقت كان نيمار أفضل السيئين إذ حاول في الشوط الأول تشكيل خطورة على مرمى الباريسيين مستغلا تقدم مونيين في بعض الأحيان إلا أن محاولاته لم تكن كافية لإنقاذ فريقه.
أما خط الوسط، فقدم واحدة من أسوأ مبارياته إذ لم يظهر الإسباني سيرجيو بوسكيتس بمستواه المعهود، إذ كان بطيئا جدا في عملية الارتداد نحو الدفاع كما فشل في استرداد الكرات المقطوعة، في وقت غاب الإسباني الآخر أندريس إنييستا عن تألقه المعهود ولم ينجح في تزويد خط الهجوم بالكرات اللازمة، كما كان البرتغالي أندريه غوميز الحلقة الأضعف على الجهة اليمنى دفاعيا وهجوميا.
وعلى المستوى الدفاعي، كانت الجهة اليمنى والتي لعب فيها الإسباني سيرجي روبيرتو الخاصرة الرخوة في الدفاع الكتالوني، كما لم يقدم الإسباني الآخر جوردي ألبا الأداء المرجو منه دفاعيا وهجوميا على الجبهة اليسرى، في وقت وقف فيه الإسباني جيرارد بيكيه مكتوف الأيدي أمام الهجمات الباريسية، وكان أومتيتي أفضل مدافعي برشلونة في المباراة.
من جانبه، تألق الحارس الألماني تير شتيغن رغم تلقيه أربعة أهداف، فلولا تألقه لتلقت الشباك الكتالونية حصيلة أكبر من الأهداف فقد أنقذ أكثر من فرصة محققة لأبناء العاصمة الفرنسية.
يتوجب على لويس إنريكي الاعتماد على لاعبيه ىالفعالين في وسط الملعب مثل دينيس سواريز وإيفان راكيتيتش في مبارة الإياب، كما سيكون لديه خيار إشراك الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو في محور الارتكاز في حال لم يكن بوسكيتس جاهزا، كما يمكن استغلال ماسكيرانو في قلب الدفاع.
أما على الاطراف، فمن الأفضل أن يعتمد المدرب الإسباني على الظهير الفرنسي لوكاس ديني بدلا من سيرجي روبيرت على الجبهة اليمنى، وذلك بسبب سرعة الاول ودرايته بلاعبي باريس سان جيرمان، فقد كان لاعبا في الفريق من قبل.
الغائبون والجاهزون:
يغيب عن برشلونة كل من الظهير الإسباني الأيمن أليكس فيدال والمدافع الفرنسي جيريمي ماثيو، في حين سيستعيد الفريق الكتالوني ماسكيرانو الذي غاب عن مباراة الذهاب.
من جانبه لا يعاني الفريق الباريسي من الغيابات، ولكنه قد يتعرض لنكسة كبرى في حال غياب النجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا الذي تحوم الشكوك حول مشاركته بسبب مشاكل عضلية، كما قد يغيب الإيطالي تياغو موتا أيضا إذ لازال يعاني من إصابة، في حين سيستعيد الفريق الباريسي قائده البرازيلي تياغو سيلفا.