دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – أكد المدرب البرتغالي لمانشستر يونايتد، جوزيه مورينيو، أنه سيبقى "رقم 1" في ملعب "ستامفورد بريدج" التابع لنادي تشيلسي، وذلك لأنه حقق ثلاث بطولات في الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي أعقب خروج فريقه أمام تشيلسي من ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بعد الهزيمة بهدف نظيف.
وقال مورينيو عن بعض جماهير تشيلسي "أعتقد أنهم يستطيعون قول ما يحلو لهم، أنا مدرب محترف وأدافع عن فريقي، عندما يأتي مدرب ويجلب لهم أربعة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، سأصبح رقم 2، لكن حتى الآن أنا المدرب رقم "1" في تشيلسي"، حسب تعبيره.
نبذة عن "السبيشال وان"
ولد جوزيه ماريو دوس سانتوس فيليكس مورينيو في 26 بناير/كانون ثاني من عام 1963 في مدينة سيتوبال البرتغالية، وكان والده حارس مرمى، وقد سار جوزيه على خطى والده، إذ بدأ مسيرته كلاعب كرة قدم لكنه لم ينجخ في أن يصبح لاعبا بارزا.
درس "مو" في مجال علوم الرياضة وذلك في جامعة لشبونة التقنية، وقضى خمس سنوات مدرسا، وعمل بعد ذلك كمساعد مدرب ومدرب لفئات الناشئين، حتى عام 1992، حين أصبح مترجما للمدرب الإنجليزي السير بوبي روبسون، حين كان الأخير مدربا لسبورتينغ لشبونة البرتغالي.
انتقل مورينيو مع روبسون إلى بورتو عام 1993، إذ وثق الأخير بأفكاره في وقت كان هو بدوره يتعلم من المدرب الإنجليزي، قبل أن يتبعه إلى برشلونة عام 1996، رحل روبسون بعد ذلك عن الفريق الكتالوني وبقي الرجل البرتغالي الشاب في الفريق، ليعمل مع المدرب الهولندي لويس فان خال الذي أصبح مدربا للفريق بعد ذلك لعامين متتاليين، قبل أن يصبح "مو" مدربا للفريق الرديف في برشلونة.
وعن هذه الحقبة قال مورينيو لاحقا "لقد تأثرت كثيرا بفلسفة برشلونة، أكثر من أي مدرب آخر، فقد كانت السنوات الأربع التي قضيتها هناك جوهرية بكل المقاييس".
وفي سبتمبر/أيلول من عام 2000 ذهب لتدريب فريق بنفيكا البرتغالي لكن أيامه في هذا الفريق لم تكن طويلة، لينتقل بعد ذلك لتدريب فريق اونياو دي ليرا والذي حقق معه إنجازا كبيرا إذ حقق مركزا متقدما في ترتيب الدوري البرتغالي مع الفريق المغمور ليلفت أنظار فريق بورتو البرتغالي العريق.
توجه مورينيو لتدريب بورتو، عام 2002، ليحقق معه لقب الدوري البرتغالي في موسمي 2002-2003 و 2003-2004، ولقب كأس البرتغال في موسم 2002-2003، ولقب السوبر البرتغالي عام 2003، كما فاز بلقب الدوري الأوروبي في موسم 2002-2003، أما الإنجاز الأكبر فكان تحقيق لقب بطولة دوري أبطال أوروبا في موسم 2003-2004، حين انتصر بورتو في النهائي على موناكو الفرنسي.
نهاية حقبة بورتو وبداية أسطورة تشيلسي
حط مورينيو الرحال في تشيلسي في الثاني من يونيو/حزيران من عام 2004، وذلك بعد أن قام رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش بشراء النادي اللندني، مقابل تعويض بلغ 1.7 مليون جنيه إسترليني تلقاها النادي البرتغالي من أجل فسخ عقد مدربه.
وفي أول مؤتمر صحفي له في تشيلسي قال المدرب البرتغالي "أرجوكم لا أريد أن تروني مغرورا، لكنني بطل أوروبا لذلك أنا الرجل المميز (السبيشال وان)"، لتطلق عليه الصحف البريطانية لقب "السبيشال وان" منذ ذلك الحين.
حقق "مو" لقبين للدوري الإنجليزي الممتاز في عهده الأول مع الفريق، ليجعله رقما صعبا في "البريميرليغ" ويبني له مجدا لم تكن جماهير تشيلسي تحلم به، كما فاز مع "أسود غرب لندن" بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي وفاز بالدرع الخيرية عام 2005.
نهاية عهد تشيلسي الأول وبداية المجد الأوروبي مع إنتر
رحل مورينيو عن تشيلسي في سبتمبر/أيلول من عام 2007، إثر خلالفات مع إبراموفيتش، بعد أن أصبح معشوق الجماهير هناك، ليحط الرحال في إنتر ميلان الإيطالي بعد ذلك بعام.
فاز المدرب البرتغالي القدير بالثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان في موسم 2009-2010، حين نجح في إقصاء برشلونة من دوري أبطال أوروبا، في وقت كان يظن الجميع فيه أنه الفريق الكتالوني لا يقهر، ليحقق مع "الإنتر" لقب دوري أبطال أوروبا ولقب الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا في ذلك الموسم، كما كان قد حقق لقب الدوري في الموسم الذي سبقه، وفاز بكأس السوبر الإيطالي.
رحل مورينيو في مشهد مؤثر جدا عن إنتر ميلان، إذ انتشرت له لقطة وهو يعانق مدافع الفريق، ماركو ماتيرازي، وهما يبكيان بحرقة، حين كان مورينيو يغادر مقر النادي لآخر مرة، إذ كان التحدي القادم هو ريال مدريد.
حقبة ريال مدريد
بدأت حقبة مورينيو في الريال في 28 مايو/أيار من عام 2010، وافتتحها قائلا "أنا جاهز، كلما زاد الضغط ازددت قوة، في البرتغال نقول كلما كبرت السفينة كانت العاصفة أقوى، ولحسن حظي فقد كنت دائما في السفن الكبيرة، فبورتو سفينة كبيرة في البرتغالي، وتشيلسي سفينة كبيرة في إنجلترا، وإنتر ميلان سفينة عظيمة في إيطاليا، والآن أنا في ريال مدريد، السفينة الأعظم على وجه الكوكب"، حسب تعبيره.
كانت رحلة مورينيو مع ريال مدريد مليئة بالعواصف بالفعل، إذ تلقى في أول كلاسيكو له هزيمة ثقيلة حين خسر أمام برشلونة بخماسية نظيفة، قبل أن يتعادل في المباراة الثانية مع برشلونة بهدف لمثله، ويخطف منه لقب كأس ملك إسبانيا عام 2011 حين تفوق عليه بهدف نظيف لكريستيانو رونالدو، قبل أن يقصيه الفريق الكتالوني من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في نفس الموسم.
حقق "مو" لقب الدوري الإسباني في موسم 2011-2012 مع الريال، وجعله فريقا قادرا على مقارعة برشلونة وهزيمته في الوقت الذي كان فيه الفريق الكتالوني يهيمن على جميع البطولات محليا ويهزم الريال على أرضه وخارجها، كما فاز مع الفريق الملكي بلقب السوبر الإسباني عام 2012.
رحل "مو" عن الفريق الملكي بعد خلافات حادة مع الحارس الإسباني الأسطوري للفريق وقائده حينها إيكر كاسياس، كما نشبت خلافات أخرى بينه وبين رونالدو وعدد من لاعبي الريال حينها، لينتهي عهد مورينيو مع أبناء العاصمة الإسبانية دون تحقيق اللقب الاوروبي العاشر للريال الذي جاء من اجله.
العودة إلى تشيلسي
عاد مورينيو إلى "أسود غرب لندن" في الثالث من يونيو/حزيران من عام 2013، بعقد امتد لأربعة مواسم، وقال جملته الشهيرة حينها "لقد لقد كان لدي شغف في ناديين طيلة مسيرتي وهما تشيلسي والإنتر، وتشيلسي هو أكثر أهمية بالنسبة لي"، وأضاف قائلا جملته الشهيرة "أنا واحد منكم".
حقق المدرب البرتغالي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2014-2015، إذ نجح باكتساح جميع الأندية الكبرى وحقق اللقب بجدارة وبفارق كبير عن أقرب ملاحقيه، ولكنه غادر في منتصف موسم 2015-2016، بسبب سوء النتائج وهو الأمر الذي أرجعه مورينيو إلى خيانة تعرض لها من لاعبي الفريق وعلى رأسهم البلجيكي إيدين هزارد والإسباني دييغو كوستا.
عهد الشياطين الحمر
بقي مورينيو في إنجلترا ولكن هذه المرة مع مانشستر يونايتد وليس مع تشيلسي، إذ اعلن النادي الأحمر في 25 مايو/أيار من عام 2016 التعاقد مع "السبيشال وان" بعقد يمتد لثلاث سنوات، وحقق معهم لقب الدرع الخيرية، والحكاية مستمرة.