دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – "بعد أكثر من ثلاثين عاما، أغادر كرسي رئاسة ميلان بكل الحزن والتأثر، لكن كرة القدم الحديثة تتطلب موارد واستثمارات اللتين لا تستطيع عائلة واحدة توفيرهما"، بهذه الكلمات ودع الرئيس الأسطوري للميلان، سيلفيو بيرلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، ناديه الذي عشقه وحقق معه البطولات وجعله رقما صعبا في تاريخ كرة القدم، لتبدأ حقبة شركة صينية مغمورة، أسمت نفسها "روروسنيري سبورت إنفيستمينت لوكس" مع النادي الإيطالي العريق، إذ اشترته مقابل 740 مليون يورو.
بيرسلكوني ينتشل ميلان من تحت الركام
بعد فترة كانت أشبه بالانهيار الكروي مر بها الفريق الإيطالي العريق، جاء الرجل القوي سيلفيور بيرلسكوني، لينتشل الفريق من تحت الركام ويقوده نحو المجد، فقد كان الميلان يعاني من فضيحة التلاعب بالنتائج الشهيرة بـ "فضيحة توتونيرو" معام 1980 وهبط إلى دوري الدرجة الثانية.
وفي الموسم التالي عاد "الروسونيري" إلى دوري الأضواء لكنه عاد وهبط، إذ احتل مركزا متأخرا في الدوري، لكنه سرعان ما عاد مجددا لـ "الكالتشيو"، قبل أن يأتي بيرسلكوني في 20 فبراير/شباط من عام 1986، وينقذ الفريق من الإفلاس ويقوده نحو المجد.
بداية البطولات مع ساكي
استقطب بيرلسكوني المدرب الإيطالي الأسطوري أريغو ساكي، والذي طلب استقدام الثلاثي الهولندي المرعب حينها، رود خوليت وماركو فان باستن وفرانك رايكارد، بالإضافة إلى وجود وزراء الدفاع في تاريخ الكرة الإيطالية، باولو مالديني وفرانكو باريزي وأليساندرو كوستاكورتا، ليكتسح هذا الفريق أوروبا والعالم بعد ذلك.
حقق الميلان لقب الدوري الأول له منذ تسعة أعوام في موسم 1987/1988، ثم فاز بلقب البطولة الأوروبية (دوري أبطال أوروبا حاليا) في موسم 1988/1989 قبل أن يعود ويحقق اللقب في عام 1989/1990، ليكون آخر فريق يفوز بلقب هذه البطولة لعامين متتاليتين، الأمر الذي أصبح عقدة يصعب حلها حتى الآن.
عهد كابيلو
لم يكن عهد المدرب الإيطالي فابيو كابيلو والذي بدأ عام 1991، أقل بكثير من عهد ساكي، فقد حقق ميلان معه لقب الدوري لثلاثة مواسم متتالية وحقق رقما قياسيا حينها إذ لعب 58 مباراة بلا هزيمة، قبل أن يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1994، حين فاز على برشلونة في النهائي برباعية نظيفة، في المباراة الشهيرة التي يتذكرها عشاق كرة القدم جيدا.
حقق كابيلو لقب الدوري في موسم 1995/1996، وغادر بعد ذلك لتدريب ريال مدريد الإسباني، ليهبط مستوى النادي قليلا وتغيب شمسه عن البطولات الأوروبية حتى عام 2003.
أنشيلوتي وعودة أمجاد الميلان أوروبيا
تم تعيين المدرب الإيطالي واللاعب السابق لميلان، كارول أنشيلوتي، مدربا للفريق في نوفمبر/تشرين ثاني من عام 2001، ولم يمض سوى موسم واحد على قدوم أنشيلوتي، حتى حقق لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2002/2003، حين تغلب على مواطنه يوفنتوس في النهائي بركلات الترجيح، والتي حسمها النجم الأوكراني أندريه شيفشينكو حينها.
لم تقف إنجازات أنشيلوتي مع "الروسونيري" عند هذا الحد، بل وصل الفريق إلى نهائي دوري الأبطال عام 2005، لكنه خسر النهائي بطريقة درامية وبركلات الترجيح أمام ليفربول في ليلة اسطنبول التاريخية، لكن ميلان عاد وانتقم من ليفربول عام 2007، وخطف منه اللقب بعد فوزه عليه بهدفين مقابل هدف وحيد، ليحقق الفريق الإيطالي لقبه السابع والأخير في دوري الأبطال.
حقق أنشيلوتي لقب بطولة كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخ النادي مع الميلان، في عام 2007، كما فاز معه بلقب "الكالتشيو" في موسم 2003/2004، وأحرز مع النادي لقب كأس إيطاليا في موسم 2002/2003 وكأس السوبر الإيطالي عام 2003، وكأس السوبر الأوروبي في عامي 2003 و2007.
رحل أنشيلوتي بعد أن أصبحت فترة تدريبه للفريق، ثاني أطول فترة لمدرب على رأس الكادر الفني للميلان بـ 420 مباراة، متوجها إلى تشيلسي الإنجليزي عام 2009، لتبدأ معاناة الميلان منذ ذلك الموسم.
هبوط تدريجي
بدأ هبوط الميلان التدريجي منذ ذلك الموسم، إذ حقق لقب الدوري في موسم 2011/2012، قبل أن يغيب عن تحقيق البطولات الكبرى ويتراجع في بطولة الدوري من فريق منافس على اللقب إلى أحد فرق وسط الترتيب برحيل قسم من نجومه واعتزال القسم الآخر، كما ضربت أزمة مالية النادي حصرا وإيطاليا ككل.
لم يستطع بيرسلكوني أن ينهض بالنادي مجددا واتبع مع نائبه، أدريان غالياني، استراتيجية انتداب اللاعبين الشباب دون إنفاق مبالغ طائلة مع التفريط بنجوم الفريق مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا والإيطالي أندريا بيرلو وغيرهم من النجوم الذين شاركوا بصناعة تاريخ ميلان، ليدفع ثمن هذه الاستراتيجية باهظا وتدفعها معه جماهير الميلان التي حرمت من الاحتفال بفريقها.
شهد 13 إبريل/نيسان خطوة تاريخية، إذ أعلنت مجموعة "فينينفيست" التابعة لبيرلسكوني بيع النادي لمجموعة صينية يرأسها رجلان صينيان يدعيان هان لي ويونغونغ لي، إذ اشترت المجموعة الصينية 99.93 بالمائة من اسهم النادي، ليصبح الميلان صينيا، فكيف سيكون الميلان ما بعد الرجل الذي صنع مجده؟