دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – نجح يوفنتوس الإيطالي بإقصاء برشلونة الإسباني من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا دون أن تستقبل شباكه أهدافا، ليؤكد أنه رقم صعب في هذه النسخة من البطولة، بل ليشدد أيضا على أنه الحارس الأمين لإرث إيطاليا الكروي بعد أن انهار ميلان وإنتر ميلان ولاتسيو وفيورنتينا وروما، وتركوه وحيدا يدافع عن سمعة الكرة الإيطالية في المحافل القارية، فكيف أثبت اليوفي ذلك؟
لم يكن غريبا على فريق إيطالي ألا تستقبل شباكه أكثر من هدفين في عشر مباريات، ولكن الأمر أصبح شديد الغرابة بعد تراجع مستوى الكرة الإيطالية وانهيار أكبر أعمدتها مثل ميلان ويوفنتوس وإنتر ميلان.
فقد عانت الفرق الإيطالية في السنوات الأخيرة من هجرة النجوم والأزمات المالية وضعف مستوى "الكالتشيو"، بل إن اليوفي نفسه هبط إلى دوري الدرجة الثانية قبل عشرة أعوام بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج والمعروفة بـ "كالتشيوبولي"، قبل أن يستعيد الفريق بريقه من جديد ويعود للهيمنة على الكرة الإيطالية في آخر خمسة مواسم بل ويبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2015.
حمل إنتر ميلان شعلة الكرة الإيطالية بعد هبوط يوفنتوس وتراجع مستوى ميلان الذي غاب عن منصات التتويج الأوروبية منذ عام 2007، ‘ذ حقق الإنتر اللقب الأوروبي عام 2010 بعد أن أقصى برشلونة من نصف النهائي في مباراة لا تختلف كثيرا عن المباراة التي قدمها يوفنتوس، الأربعاء أمام الفريق الكتالوني، ونجح في إثبات أن الأندية الإيطالية حاضرة رغم ضعف الإمكانيات.
عاد يوفنتوس، بعد أن هبط مستوى إنتر مجددا، ليحرس سمعة كرة إيطاليا، فخسر نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2015 أمام برشلونة بثلاثة اهداف مقابل هدف وحيد، وبلغ ربع نهائي نسخة عام 2016 وخرج بصعوبة على يد بايرن ميونخ الألماني، وها هو يجني ثمار حهده في عام 2017 ويبلغ المربع الذهبي عن جدارة واستحقاق ليؤكد أن إيطاليا تمرض ولا تموت كرويا.
قدم اليوفي مباراة رائعة في ذهاب الدور ربع النهائي، إذ نجح في استغلال هفوات دفاع برشلونة وخطف ثلاثة أهداف كما أغلق مناطقه وحصنها امام الهجوم الكتالوني الذي يملك قوة ضاربة، قتكسرت كل الهجمات البرشلونية أمام صخرة المنظومة الدفاعية للفريق الإيطالي، الذي أعاد للأذهان بمستوى المنتخب الإيطالي في كأس أمم أوروبا الأخيرة.
اعتمد المدرب الإيطالي للفريق ماسيميليانو أليغري على خطة 4-2-3-1، في مباراتي الذهاب والإياب، ولكن الأمر المميز هو أنه استطاع ان يطبق الشق الهجومي من هذه الخطة ببراعة في مباراة الذهاب، والشق الدفاعي منها بامتياز في مباراة الإياب، ليؤكد أنه مدرب من طينة الكبار ويثبت أن فريقه يمتلك مرونة تكتيكية قل نظيرها.
لعب فريق السيدة العجوز مباراة دفاعية متكاملة في موقعة الإياب على ارضية "كامب نو"، فتكتل المدافعون بقيادة جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي بصلابة في مناطقهم، وقدم لاعبو الارتكاز بقيادة سامي خضيرة وميراليم بيانيتش مباراة رائعة إذ قطعوا طرق الإمداد أمام الفريق الكتالوني، كما قدم الظهير البرازيلي داني ألفيس ومواطنه أليكس ساندرو مباراة مثالية على الأطراف بمساعدة جناحي الفريق خوان كوادرادو وماريو ماندزوكيتش مع المساندة الدفاعية التي كان يقدمها باولو ديبالا وغونزالو هيغواين.
من الممكن أن تنجح بعض الفرق في عدم تلقي الأهداف أمام هجوم مثل هجوم برشلونة، ولكن من غير المألوف أن ينجح فريق بالدفاع لمدة 90 دقيقة كاملة دون أن يرتكب خط الدفاع أخطاء مؤثرة ودون أن يقوم حارسه بارتكاب أخطاء أيضا، ولا غرابة هنا فالحديث عن أسطورة الحراسة الإيطالية جيانلويجي بوفون.
لن تقف أمال كتيبة أليغري عند هذا الحد ففريقه لا يطمح لغير تحقيق اللقب التائه منذ 21 عاما، كما يتمنى عشاق السيدة العجوز أن يحقق بوفون اللقب الأوروبي قبل أن يعتزل لتنصفه كرة القدم بعد كل ما قدمه من وفاء وعطاء خلال مسيرته الكروية، فهل يفعلها أبناء السيدة العجوز؟