أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أكد جيمس مونتاغي، الخبير البريطاني في شؤون كرة القدم والسياسة، أن صفقات نادي باريس سان جيرمان القياسية، تعزز وضع قطر على الساحة الدولية وتمنحها ثقلا كبيرا في مواجهة الأزمة الدبلوماسية الخليجية، رغم التكلفة المالية لهذه الصفقات.
وضم باريس سان جيرمان، الذي يمتلكه رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، اللاعب الفرنسي كيليان مبابي، أحد أبرز المواهب الواعدة في أوروبا، الخميس الماضي، في صفقة قدرت بنحو 216 مليون دولار، وذلك بعد شراء النجم البرازيلي نيما ردا سيلفا من فريق برشلونة الإسباني، في صفقة بلغت 260 مليون دولار.
قد يهمك.. الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يحقق في صفقات باريس سان جيرمان
وقال جيمس مونتاغي، مؤلف كتب "نادي المليارديرات" و" كرة القدم في منطقة الحرب" و"ملحمة كأس العالم"، في تصريحات لـCNN، إنه "بالنسبة لقطر، اصطياد نيمار يستكمل الحلم الذي بدأ بشراء باريس سان جيرمان عام 2011، أي التواجد في قمة كرة القدم الأوروبية، وشراء لاعبين على أعلى مستوى والظهور كخيار جذاب تماما مثل برشلونة وريال مدريد. هذا يضيف إلى قوة باريس سان جيرمان ويساعد، بلا شك، في تعزيز قطر على الصعيد العالمي".
وأضاف: "عندما يكون هناك دول تشتري أندية كرة قدم، فإن مصلحتهم في تحسين سمعتهم، هذه مسألة قوة ناعمة، هذه مسألة سياسية". وتابع بالقول: "لا يمكن التشكيك في قدرة كرة القدم على الوصول للعالم، ولذلك إذا أردت أن تعرض صورتك على الساحة الدولية، فإنه لا يوجد وسيلة أفضل من شراء نادي كرة قدم مناسب".
وأكد مونتاغي أن "امتلاك أحد الأندية، أو رعاية استاد، أو وضع اسمك على قميص أحد الأندية، وأن تكون متاحا للمشاهدة في أكثر من 200 دولة حول العالم، أسبوع بعد أسبوع، دون أي نوع من الدلالات السلبية، كل ذلك يمثل أداة قوية مذهلة لتشكيل صورة على الساحة الدولية".
واعتبر مونتاغي أن "التقدم لاستضافة كأس العالم 2022 لم يكن التجربة الإيجابية التي كانت تأمل بها قطر"، مؤكدا أنهم "يحاولون إخماد النيران تقريبا منذ فوزهم بحق استضافته"، وذلك في إشارة إلى اتهام قطر بالرشوة وشراء أصوات لاستضافة كأس العالم، وهو ما نفاه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كما واجهت قطر اتهامات بشأن حقوق الإنسان وحقوق العمال المهاجرين الذين يشاركون في بناء الملاعب المخصصة لبطولة كأس العالم.
وقال مونتاغي: "لقد وضعت استضافة كأس العالم عدسة مكبرة على المجتمع القطري لم يكن مستعدا لها ولا أعتقد أنه سعيد بشأن ذلك"، لكنه أضاف أن "استضافة كأس العالم تدفع نحو برامج تعزز الاقتصاد وتؤدي إلى تطوير المهارات في قطر والمنطقة وتشجع على إجراء تغيير فعال في المجتمعات".
ورأى مونتاغي أن "تقديم باريس سان جيرمان لنجمين كبيرين يمنح قطر ثقلا كبيرا في الأزمة الخليجية ووسط الاتهامات الموجهة لها رغم التكلفة المالية القياسية". وقال: "في الواقع، هذا المال هو نقطة في محيط استثمارات قطر في الرياضة وفرصة لتحويل باريس سان جيرمان إلى ناد عملاق مثل برشلونة لتعزيز صورة قطر حول العالم، ولتثبت لجيرانها أنه مهما كانت إجراءاتهم، فإنها ما زالت قادرة على العمل مثل السابق إن لم يكن بشكل أقوى". وأضاف: "في هذا الإطار، فإن نصف مليار دولار هو مجرد مبلغ زهيد".