تحليل: المصريون أظهروا شخصيتهم رغم البداية المتعثرة.. وتريزيغيه هو الحل

رياضة
نشر
5 دقائق قراءة
تحليل: المصريون أظهروا شخصيتهم رغم البداية المتعثرة.. وتريزيغيه هو الحل
Credit: TAREK ABDEL HAMID / Contributor

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حقق المنتخب المصري فوزا تاريخيا على الكونغو، الأحد، وتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا للمرة الأولى منذ نسخة عام 1990 في مباراة كانت أصعب مما توقعتها الجماهير المصرية، نسلط الضوء على أبرز النقاط الفنية في موقعة ملعب "برج العرب" بمدينة الإسكندرية المصرية.

بداية مخيبة

بدأ المنتخب المصري المباراة بخطة 4-2-3-1، والتي اعتاد المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر وضعها لمباريات الفراعنة منذ قيادته الفنية لهم، بالاعتماد على كل من أحمد حجازي ورامي ربيعة ومحمد عبد الشافي وأحمد فتحي في الدفاع، وطارق حامد ومحمد النني كلاعبي ارتكاز، بالإضافة إلى محمد صلاح وصالح جمعة ورمضان صبحي في الوسط الهجومي، وأحمد حسن "كوكا" كمهاجم وحيد.

شكل الحضور الجماهيري الغفير في المدرجات وحسابات المباراة ضغطا شديدا على لاعبي المنتخب المصري في البداية، وهو الأمر الذي جعلهم يفقدون تركيزهم في الهجوم، لذلك كانت بداية المباراة مخيبة حتى بداية الشوط الثاني.

لم يقدم النني كرات طولية مؤثرة خلال الشوط الأول، كما لم يظهر صلاح بمستواه المعهود، وهو الأمر الذي انطبق على صبحي، في الوقت الذي كان يلعب فيه جمعة مباراته الرسمية الأولى مع المنتخب، وهو الأمر الذي جعل "كوكا" معزولا في الهجوم، وحد من خطورة الفراعنة وفعاليتهم الهجومية.

فاعلية صلاح

نجح صلاح في ترجمة الفرصة التي أتيحت له إلى هدف، مع تسجيل ركلة الجزاء التي أهدت التأهل لمنتخب بلاده إلى مونديال روسيا، نجم نادي ليفربول، كان دائما الرجل الحاسم في معظم مباريات المنتخب المصري بتصفيات كأس العالم أو بنهائيات كأس أمم أفريقيا، وهو الأمر الذي يميزه عن بقية لاعبي مصر. 

تريزيغيه هو الحل

تحسن أداء المصريين في الشوط الثاني من المباراة نسبيا، لكنهما لم ينجحوا في تسجيل الهدف الأول، ليقوم كوبر بإشراك محمود حسن "تريزيغيه" بدلا من صالح جمعة، عند الدقيقة 55، ونجح الأول بتحريك هجوم مصر، الأمر الذي أسفر عن تسجيل الهدف الأول عبر صلاح عند الدقيقة 63.

وأخذ تريزيغيه مكان صلاح على الجبهة اليمنى في الوقت الذي انتقل فيه الأخير إلى وسط الملعب، ليقود العمليات الهجومية للفراعنة، وبقي رمضان صبحي على الجبهة اليسرى، ليتحصل البديل على ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع منحت التأهل لمصر إلى المونديال.

تراجع غير مبرر

تراجع المنتخب المصري بعد تسجيل الهدف الأول بدقائق قليلة إلى الخلف، واصبح يلعب في منتصف ملعبه، معتمدا على الهجمات المرتدة، وقام كوبر بإخراج "كوكا" وإشراك عمرو جمال بدلا منه، لكن هذا التبديل لم يغير الشكل الهجومي للمنتخب.

قام المدرب الأرجنتيني بإخراج صبحي وإشراك محمد المحمدي، ليفسح المنتخب المصري المجال لمنتخب الكونغو كي يسيطر على خط الوسط دون إزعاجات كبيرة من المهاجمين المصريين، وهو الامر الذي أسفر عن هدف التعادل للكونغو عند الدقيقة 87.

شخصية المنتخب المصري

كان من الممكن أن يحبط هدف الكونغو لاعبي المنتخب المصري، ويشتت تركيزهم، وذلك لأنه جاء في وقت قاتل من عمر المباراة بعد أن كان المصريون يستعدون للاحتفال بالتأهل، لكن الفراعنة كان لهم رأي آخر.

أظهر المصريون شخصيتهم، فلم يزدهم هدف الكونغو إلا عزيمة وإصرارا على تسجيل الهدف الثاني والتأهل من هذه المباراة، إذ مارسوا ضغطا هجوميا في ما تبقى من دقائق المباراة ونجحوا في الوصول إلى هدفهم.

مشكلة رأس الحربة

لازال يعاني المنتخب المصري من غياب رأس الحربة الصريح القادر على قيادة هجوم الفريق مع صلاح وصبحي، فاللاعب "كوكا" ومروان محسن لم ينجحا حتى الآن في إثبات قدرتهم على قيادة خط هجوم منتخب بلادهم.

يجب على الجهاز الفني للمنتخب أن يعمل على إيجاد رأس الحربة الصريح بأسرع وقت ممكن، ليصبح هجوم الفراعنة قوة ضاربة تستطيع اختراق أي دفاع في كأس العالم.