تحليل: فشل إيطاليا بدأ بنهاية جيل كأس العالم 2006.. والحل بيد الأندية

رياضة
نشر
5 دقائق قراءة
تحليل: فشل إيطاليا بدأ بنهاية جيل كأس العالم 2006.. والحل بيد الأندية
Credit: Marco Luzzani / Stringer

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – خذل المنتخب الإيطالي عشاقه ومحبيه حين فشل بالتأهل إلى كأس العالم، للمرة الثالثة في تاريخه، الأمر الذي خلق أزمة رياضية واجتماعية في إيطاليا، إذ أصبح يبحث الجميع عن أسباب هذه الفضيحة التي لا تقل أهمية عن أي نكسة كبيرة في تاريخ إيطاليا المعاصر، فما الأسباب التي أدت إلى هذا الفشل وما هو جوهر المشكلة التي تعاني منها الكرة الإيطالية؟

الفشل بدأ بعد كأس العالم 2006

حقق "الأزوري" لقب كأس العالم 2006 في ألمانيا، في مفاجأة لم يتوقعها كثيرون في ذلك الحين، في ظل وجود منتخبات كانت مرشحة "فوق العادة" للقب، مثل ألمانيا التي كانت تضم نخبة من النجوم وتخوض البطولة على أرضها، والبرازيل التي كانت مدججة بالأسماء المرعبة وعلى رأسهم "الساحر" رونالدينيو، و "الأمير"، كاكا، والظاهرة رونالدو والقائمة تطول.

نجح المنتخب الإيطالي حينها بحسم اللقب بفضل تقاليده الكروية الدفاعية، والاعتماد على لاعبين بجودة عالية في خط الوسط يستطيعون إيصال الكرة بأسهل الطرق للمهاجمين، الذين بدورهم كان لديهم الجودة الكروية الكافية لاستغلال الفرص المتاحة حتى ولو كانت قليلة.

تكون الفريق الذي كان يدربه في ذلك الحين المخضرم، مارشيلو ليبي، من عدة لاعبين بارزين في تاريخ الكرة الإيطالية، مثل أليساندرو ديل بييرو، وفرانشيسكو توتي، وأندريا بيرلو وجيانلويجي بوفون وجينارو غاتوزو وفابيو كانافارو وغيرهم من النجوم الذين تركوا بصمة كبيرة في عالم كرة القدم، ولكن ذلك الجيل كان آخر جيل قادر على صناعة المجد لإيطاليا، لذلك بدأ الفشل الدولي للمنتخب الأزرق بنهايته.

كأس أمم أوروبا 2008

كانت إيطاليا مرشحة لتحقيق لقب كأس أمم أوروبا 2008، بعد أن كانت بطلة العالم في ذلك الوقت، لكن المنتخب الإيطالي خيب آمال متابعيه وخسر بثلاية نظيفة أمام هولندا في أولى مبارياته بالبطولة، قبل أن يتأهل بشق الأنفس إلى الدور الثاني، ويودع البطولة على يد إسبانيا، دون أن يقدم الإيطاليون الأداء المرجو منهم.

كأس العالم 2010

دخل "الأزوري" كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، على أمل تعويض الفشل الأوروبي، بالتتويج الخامس بكأس العالم، ووقع في مجموعة سهلة نسبية، لكن الجيل الذي شارك في تلك البطولة يعتبره كثيرون الأسوأ بتاريخ الكرة الإيطالية، فقد ودعت إيطاليا تلك النسخة من المونديال من الدور الأول، ليستمر الفشل وتتجدد الخيبة.

كأس أمم أوروبا 2012

شعر عشاق المنتخب الإيطالي بأن المنتخب الذي سيشارك بـ"يورو 2012" سيتمكن من تحقيق اللقب وتعويض ما مضى من إخفاق، بسبب وجود بيرلو وجورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي وماريو بالوتيلي ودي ناتالي وغيرهم من اللاعبين الذين علق عليهم الإيطاليون آمالا كبيرة في تلك البطولة.

وصلت إيطاليا بالفعل إلى نهائي يورو 2012، وأخرجت منتخبات كبرى مثل ألمانيا وإنجلترا، لكن المباراة النهائية كانت كارثية، إذ تلقت إيطاليا هزيمة ثقيلة جدا، كانت أشبه بفضيحة كروية، حين خسرت بأربعة أهداف نظيفة أمام إسبانيا في النهائي، ليصطدم الإيطاليون بالواقع ويدركوا أن منتخبهم لا زال أمامه الكثير من العمل ليستعيد هيبته المفقودة.

كأس العالم 2014

بدأت إيطاليا مشوارها في كأس العالم 2014 في البرازيل، بفوز على إنجلترا، في مباراة قدم فيها المنتخب الإيطالي أداء مميزا، أعاد للأذهان الأيام الجميلة للكرة الإيطالية، لكن سرعان ما اختفى بريق ذلك المنتخب، بعد أن خسر أمام الأوروغواي وكوستاريكا، لتودع إيطاليا تلك البطولة من الدور الأول.

الدوري الإيطالي

بعد فضيحة التلاعب بالنتائج عام 2006، فشلت الأندية الإيطالية في إنتاج جيل قادر على حمل إيطاليا نحو المجد مجددا، بل اعتمدت الفرق الإيطالية الكبرى على سياسة استقطاب اللاعبين الأجانب بمبالغ طائلة من أجل جني الأرباح المادية، وهو الأمر الذي تسبب بفشلها وفشل المنتخب الإيطالي بعد ذلك.

الحل

إيطاليا بحاجة إلى دماء جديدة بعد نهاية جيل بوفون وكيليني وبارزالي ودي روسي وغيرهم، ويجب أن تلعب الأندية الكبرى، مثل يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان وروما، دورا محوريا في إنتاج لاعبين قادرين على رفع راية إيطاليا في المحافل العالمية، بالإضافة إلى تعيين مدرب على مستوى الطموحات يقود هذا الجيل، مثل كارلو أنشيلوتي أو ماسيمليانو أليغري.