تحليل.. "واقعية" برشلونة كانت كلمة السر في ليلة اكتساح مدريد

رياضة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – فشل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بفرض أسلوبه على نظيره مدرب برشلونة، الإسباني إيرنيستو فالفيردي، في موقعة "الكلاسيكو" التي تفوق فيها العملاق الكتالوني بثلاثية نظيفة على ملوك العاصمة الإسبانية، مدريد، فما هي أسباب تفوق فالفيردي على زيزو في هذه الموقعة.

الواقعية وتوزيع الجهد

قدم برشلونة مباراة نموذجية على صعيد توزيع جهد اللاعبين خلال دقائق المباراة، إذ لم يبذل لاعبو الفريق الكتالوني جهدا بدنيا في الشوط الأول، بل تمركزوا في الدفاع بتنظيم عال ومنحوا السيطرة على وسط الملعب لريال مدريد دون أن يفتحوا للاعبيه مساحات في عمق الدفاع أو على الأطراف ليتركوا العاصفة الهجومية للفريق الملكي تمر بسلام خلال الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني تغير الحال، ودخل برشلونة مسيطرا على الكرة في وسط الميدان من الدقيقة الأولى وبدأ بشن هجمات على الريال، حتى نجح في تسجيل الهدف الأول، ثم لعب على أخطاء خصمه وسجل الهدف الثاني، قبل أن يخفف من وتيرة أدائه ويتبادل لاعبوه الكرة دون شن هجوم مباشر على مرمى أصحاب الأرض، ثم أطلق عليهم رصاصة الرحمة بتسجيل الهدف الثالث.

أبرز ما يميز أداء الفريق الكتالوني مع فالفيردي، هو الواقعية، فقد أصبح الفريق قادرا على استغلال معظم الفرص التي تتاح له للتسجيل حتى وإن كانت أقل من الفرص التي كان يصنعها لاعبو برشلونة سابقا، ما منح الفريق الكتالوني القدرة على التسجيل في أي وقت ودون احتفاظ مبالغ فيه أو سلبي بالكرة.

أخطاء زيدان

دخل زيدان المباراة بخطة 4-4-2، واعتمد على الرباعي، توني كروس ولوكا مودريتش وماتيو كوفاسيتش وكاسيميرو، في وسط الميدان، إذ كان مودريتش يتقدم على زملائه ويأخذ دور صانع العب في بعض الأحيان، في الوقت الذي كان يغطي فيه كروس الجهة اليسرى عندما يتقدم مارسيلو، في حين كان كوفاسيتش مكلفا برقابة ميسي وبوسكيتس في وسط الميدان، بالإضافة إلى الأدوار الدفاعية التقليدية لكاسيميرو. 

خطأ زيدان الذي كان يبدو صوابا في الشوط الأول، كان فرض رقابة (رجل لرجل) على ميسي، وهو الأمر الذي نجح البرغوث الأرجنتيني باستغلاله إذ كان يخرج من الثلث الهجومي ويفسح المجال للاعبي الوسط من أجل التحرك في المساحة التي تركها كوفاسيتش، وهو ما أسفر عن هروب راكيتيتش في وسط الميدان وتمريره لكرة على الطرف الأيمن لسيرجي روبيرتو الذي صنع هدف اللقاء الأول لسواريز.

أما الخطأ الثاني لزيزو، فكن السماح للاعبيه بإهدار مخزونهم البدني في شوط المباراة الأول، إذ ظهر لاعبو ريال مدريد منهكين بدنيا في شوط المباراة الثاني، وهو ما جعلهم يخسرون معركة وسط الملعب أمام لاعبي برشلونة.

يرى البعض أن زيدان كان يجب أن يبدأ بخطة 4-3-3 مع إشراك غاريث بيل أساسيا، ثم إقحام إيسكو أو أسينسيو في الشوط الثاني، من أجل تنشيط وسط الميدان وضرب الخطوط الخلفية لبرشلونة.

تبديلات فالفيردي

أجرى فالفيردي تتديلا هاما في المباراة بعد أن أخرج إنييستا وأشرك سيميدو عند الدقيقة 75، إذ انتقل روبيرتو الذي كان يلعب كظهير أيمن إلى وسط الميدان ولعب سيميدو في مكانه، فقد كان يهدف فالفيردي إلى إيقاف خطورة مارسيلو عن الجهة اليسرى للريال (دور سيميدو)، بالإضافة إلى تنشيط وسط الميدان، وهو الدور الذي قام روبيرتو على أكمل وجه بعد أن نال التعب من إنييستا.

قام المدرب الإسباني بعد ذلك، بإقحام أندريه غوميز بدلا من باولينيو، الذي قدم مجهودات بدنية هائلة طيلة دقائق المباراة، بهدف إعطاء توازن أكبر لوسط الميدان، قبل أن يشرك أليكس فيدال بدلا من روبيرتو في الوقت بدل الضائع للمباراة من أجل إطلاق رصاصة الرحمة على الريال، وهو ما قام به الجناح الإسباني الذي سجل الهدف الثالث لفريقه في المباراة

استنتاج

ما يمكن استنتاجه من هذه المباراة، أن برشلونة بواقعيته أصبح يمتلك شخصية البطل التي كان يتصف بها ريال مدريد الموسم الماضي، وذلك لأنه أصبح قادرا على تسيير المباريات كما يشاء والخروج من المواقف الصعبة منتصرا، ما يدل على العمل الكبير الذي قام به فالفيردي منذ خسارتي كأس السوبر الإسباني أمام الريال مطلع الموسم الحالي. 

من جانبه، يبدو أن الفريق الملكي يمر بفترة تخبط على المستوى الفني والذهني للاعبين، إذ يفتقد لاعبو الريال للتركيز في الأوقات الصعبة ما يدفعهم للتهور في كثير من الأحيان وفقدان الكرة بشكل مستمر، بالإضافة إلى الفرص التي يهدرونها أمام مرمى الخصم، في الوقت الذي يظهر فيه زيدان عاجزا عن استعادة الهوية الفنية التي أعطاها للفريق خلال الموسم الماضي.