نيوكاسل وسياسة الانتقالات "غير المتوقعة" تصنع المفاجآت.. فما القطعة الناقصة لبناء المنظومة؟

رياضة
نشر
6 دقائق قراءة
تقرير عبيدة نفاع
نيوكاسل وسياسة الانتقالات "غير المتوقعة" تصنع المفاجآت.. فما القطعة الناقصة لبناء المنظومة؟
Credit: Clive Brunskill / Staff

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ربما لم يكن من المفاجئ أن يقدم نيوكاسل يونايتد أداء جيدا في انطلاقة الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي بعد أن أجرى سوق انتقالات مميز في الشتاء ساهم بشكل كبير في نقل الفريق من المركز الأخير إلى المركز الثالث عشر الموسم الماضي، لكن الفريق المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي فجر مفاجأة كبرى بتعادله مع حامل اللقب مانشستر سيتي بثلاثة أهداف لمثلهم الأحد على أرضية ملعب "سان جيمس بارك" في ثالث جولات الموسم الجديد من "البريميرليغ".

نيوكاسل بقيادة مدربه الإنجليزي الشاب، إيدي هاو، بدأ بإظهار بعض البوادر على قدرته على صناعة الحدث أمام السيتي، منذ المباراة الأولى من الموسم، إذ نجح بتحقيق فوز مقنع على الصاعد الجديد نوتنغهام فوريست بثنائية نظيفة، وقع عليها المدافع السويسري، فابيان شار، بتسديدة صاروخية ذكرت الجميع بهدف قائد السيتي السابق، البلجيكي فينسنت كومباني، في مرمى ليستر سيتي، موسم 2018/2019، في حين سجل الهدف الثاني، المهاجم الإنجليزي المتألق مؤخرا كالوم ويلسون.

ورغم عدم تسجيل أهداف أمام برايتون في المباراة الثانية التي لُعبت على أرضية "أميكس"، إلا أن الحارس الإنجليزي القادم من ببرنلي مقابل 10.35 مليون جنيه إسترليني (12.19 مليون دولار أمريكي)، نك بوب، نجح بالحفاظ على نظافة شباكه للمباراة الثانية على التوالي.

ومع بزوغ شمس يوم "الأحد الممتاز"، كان يتوقع كثيرون أن يتلقى "الماغبايز" هزيمتهم الأولى هذا الموسم، ولا لوم عليهم، لأنهم سيواجهون حامل اللقب والفريق المدجج بالنجوم الذين كان آخر من انضم إليهم، المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، مانشستر سيتي.

وكعادته، لم يغير هاو لاعبا في التشكيلة التي خاضت مباراة برايتون، إذ شكل خط الدفاع كل من الظهير الإنجليزي كيران تريبيير والوافد الهولندي القادم من ليل الفرنسي مقابل 33 مليون جنيه إسترليني (38 مليون دولار أمريكي)، سفين بوتمان، وشار والمدافع الإنجليزي الذي انضم الموسم الماضي لصفوف الفريق وطور من دفاع نيوكاسل، دان بيرن، في حين لعب كل من جويلنتون وجو ويلوك والبرازيلي المتألق برونو غيماريش في خط الوسط، وقاد الفرنسي آلان سان ماكسيمان هجوم الفريق إلى جانب ويلسون والبراغوياني، ميغيل ألميرون، الذي رد على استهزاء لاعب السيتي، الإنجليزي جاك غريليش، منه الموسم الماضي، بتسجيل هدف في مرمى حامل اللقب.

كان من الصعب أن يتوقع أكبر المتفائلين من جماهير نيوكاسل أن يرى النتيجة 3-1 لصالح فريقه أمام السيتي عند الدقيقة 54، وذلك بعد أن قدم الفريق شوطا أولا مثاليا انتفض فيه وسجل هدفين رغم تلقيه هدف مبكر بتوقيع الألماني إلكاي غندوغان عند الدقيقة الخامسة.

إيدي هاو الذي قاد ما يُشبه "الثورة التكتيكية" في نيوكاسل، أكد بعد المباراة صعوبة أن تعود وتقلب الطاولة على السيتي بعد أن تتلقى هدفا مبكرا، لكنه فسر استقبال هدفين بعد الدقيقة 54، بفارق الجودة الذي يميل بلا شك لصالح السيتي ولحظات من عدم التركيز في خط الدفاع بسبب حالة التراخي التي أصابت الفريق بعد تسديدة تريبيير المميزة التي سكنت شباك إيدرسون.

ورغم الأداء المميز لنيوكاسل في الجولات الثلاث الأولى من الدوري، والمفاجأة التي فجرها أمام السيتي، يبقى عامل الإبداع مفقودا في منتصف الملعب، وذلك لأن الفريق أصبح بحاجة للاعب قادر على نقل الكرة بسلاسة بين الخطوط أو آخر قادر على الاحتفاظ بالكرة والمساهمة بشكل فعال ببناء اللعب.

ربما يكون هاو قد نجح بإيقاع السيتي في فخ التعادل ولكن لا يجب أن تغيب نقطة مهمة عن ذهنه، وهي أن أندية المنطقة الدافئة ربما تكون في وضع أفضل فنيا حين تواجه الفرق التي تحب الاستحواذ (مثل السيتي) لكنها قد لا تكون بنفس الجودة حين تُجبر على بناء اللعب والاحتفاظ بالكرة لوقت أطول أمام فرق أكثر تكتلا وأقل فتحا للمساحات على أطراف الملعب، لذلك تكون مهمة إيجاد لاعب الوسط القادر على إيجاد الثغرات في المساحات الضيقة، مفتاحية للفريق.

عمليا، وبعد أن دعم نيوكاسل خط دفاعه على مدار سوقي الانتقالات الماضيين، وأنفق ما يقارب الـ60 مليون جنيه إسترليني خلال سوق الانتقالات الحالي حتى 24 أغسطس/آب، على صفقتين دفاعيتين (بوتمان وتارغيت) وصفقة حارس مرمى (بوب)، بدأ الفريق بتدعيم خط هجومه بالتعاقد مع المهاجم البرازيلي جواو بيدرو، مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، من نادي واتفورد، في صفقة يبدو أنها تنتظر الإعلان الرسمي فقط.

وبينما كان ينتظر كثيرون إنفاقا كبيرا لنيوكاسل في سوق الانتقالات بعد الاستحواذ السعودي في أكتوبر/تشرين أول من عام 2021، يبدو أن استراتيجية النادي لا تعتمد على استقطاب النجوم بمبالغ خيالية لأسباب تسويقية، بل ترتكز على سد الثغرات وتلبية طلبات منطقية تناسب وضع الفريق ومركزه وأسلوبه على المدى المنظور، وربما يكون هنا بيت القصيد في زرع بذور فريق يقدم نفسه على أنه يمتلك الطموح اللازم للعودة إلى مكانته التاريخية المرموقة.