(CNN)-- قالت السلطات الإسبانية، لشبكة CNN، الاثنين، إن مكتب المدعي العام سيحقق في الانتهاكات العنصرية ضد البرازيلي فينيسيوس جونيور مهاجم ريال مدريد، التي تعرض لها في مباراة فالنسيا باعتبارها "جريمة كراهية محتملة".
وكانت المباراة التي أقيمت على أرض ملعب "ميستايا"، الأحد، ضمن منافسات الجولة الـ35 من الدوري الإسباني، شهدت تعرض لاعب "الميرنغي"، بعد الدقيقة 70، لإساءات عنصرية من قِبل جمهور الفريق المضيف، مما تسبب في توتر الأجواء في الوقت المتبقي من زمن المباراة.
ودخل المهاجم البرازيلي في شجار مع لاعبي نادي فالنسيا، عند الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، ليشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء بوجهه.
وأعرب المدير الفني لنادي ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، عن غضبه، بعد تعرض فينيسيوس للإساءة العنصرية، وتحدث لوسائل الإعلام في مؤتمر صحفي عقب نهاية المباراة بفوز نادي فالنسيا بهدف.
وقال أنشيلوتي إنّه غير مهتم بمناقشة الخسارة، وعندما سئل عما يريد التحدث عنه، قال: "حول ما حدث هنا، أعتقد أن هذا أكثر أهمية، أهم من الهزيمة، أليس كذلك؟"، وفقاً لموقع "يورو سبورت".
وأضاف المدرب الإيطالي: "أنا هادئ، لكن ما حدث اليوم لا ينبغي أن يحدث، الاستاد يصرخ (قرد) في وجه اللاعب، والمدرب يفكر في إخراجه من أجل ذلك، هناك شيء خاطئ في هذا الدوري".
وتابع: "قلت له إنني لا أعتقد أن ذلك كان عادلا، لم يكن ذنبه، ولم يكن هو المسؤول، واصل اللعب، وحصل أيضا على بطاقة حمراء لا معنى لها، ومع ذلك، لدينا مشكلة".
وأردف: "يعتبر فينيسيوس أحد أفضل اللاعبين في العالم، لا يمكن أن تحدث أحداث عنصرية مثل هذه، فقد كان ذلك من الملعب بأكمله، وليس شخصا واحدا، كما هو الحال في مناسبات أخرى، لا بد من إيقاف ذلك".
وأكد كارلو أنشيلوتي أن الرد على الإساءات العنصرية يجب أن يكون بإيقاف المباريات.
وأصدر فريق الميرنغي بيانا رسميا، رفض من خلاله مافعله جمهور فالنسيا مع لاعبه، وأكد تقدمه بشكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام في إسبانيا.
وقال ريال مدريد في بيانه: "يؤكد نادي ريال مدريد رفضه الشديد وإدانته للأحداث التي وقعت أمس ضد لاعبنا فينيسيوس جونيور".
وأضاف النادي: "تشكل تلك الوقائع هجوما مباشرا على النموذج الاجتماعي والديمقراطي للتعايش في دولتنا على أساس سيادة القانون".
وتابع: "يعتبر ريال مدريد أن مثل تلك الهجمات تشكل أيضا جريمة كراهية، ولهذا السبب تقدّم بشكوى إلى مكتب المدعي العام للدولة، وتحديدًا إلى مكتب المدعي العام ضد جرائم الكراهية والتمييز، ليتم التحقيق في الوقائع وتوضيح المسؤوليات".
وأوضح "الميرنغي": "تنص المادة 124 من الدستور الإسباني على أن دور مكتب المدعي العام هو تعزيز السعي لتحقيق العدالة في الدفاع عن الشرعية وحقوق المواطنين والمصلحة العامة".
وأتم النادي: "لهذا السبب، ونظرا لخطورة الأحداث التي وقعت، لجأ ريال مدريد إلى النيابة العامة للدولة، وسيكون مدع خاص في أي إجراء يتم الشروع فيه".
وكذلك شهد تويتر سجالا بين اللاعب البرازيلي، ورئيس رابطة المحترفين الإسبانية (الليغا)، خافيير تيابس، وكتب فينيسيوس بعد المباراة على تويتر: "هذه ليست المرة الأولى أو الثانية أو الثالثة... العنصرية أمر طبيعي في الليغا، تعتقد رابطة المحترفين أنها أمر طبيعي وكذلك الاتحاد الإسباني لكرة القدم، ويشجع الخصوم ذلك... للأسف، البطولة التي كان فيها رونالدينيو ورونالدو وكريستيانو وميسي، تنتمي اليوم للعنصريين".
وأردف الجناح البرازيلي قائلا: "هذه الأمة الجميلة، رحبت بي وأنا أحبها، لكنها قررت أن تصدر للعالم صورة أنها دولة عنصرية، أعتذر من الإسبانيين الذين لا يوافقون على ذلك، لكن اليوم في البرازيل، تشتهر إسبانيا بأنها دولة للعنصريين"، حسب قوله.
وأضاف فينيسوس: "ولسوء الحظ، لا يمكنني الدفاع عن كل ما يحدث كل أسبوع، أنا موافق، لكنني قوي وسأقاتل حتى النهاية ضد العنصريين، حتى لو كان ذلك بعيدًا عن هنا".
ومن جانبه، رد تيباس على جناح ريال مدريد بتغريدة قال فيها: "بما أن أولئك الذين يجب أن يشرحوا لك ما يمكن أن تفعله الليغا في حالات العنصرية، حاولنا أن نشرح الأمر لك لكنك لم تأت إلى الموعدين اللذين اتفقنا عليهما
وطلبتهما أنت شخصيا، وقبل أن تهين الرابطة وتنتقدها، من الضروري أن تكون مطلعا بما يكفي فينيسيوس، لا تسمح لنفسك بالتلاعب وتأكد من فهمك الكامل لكفاءات كل منا والعمل الذي كنا نقوم به معا".
ولم يتقبل اللاعب البرازيلي تصريحات تيباس بشكل جيد، ورد عليه قائلا: "مرة أخرى، بدلا من انتقاد العنصريين، يظهر رئيس الليغا على مواقع التواصل الاجتماعي ليهاجمني".
وتابع اللاعب البرازيلي قائلا: "ومهما حاولت التحدث وادعاء أنك لا تقرأ، صورة بطولتك أصبحت مهزوزة، أنظر إلى الردود على منشورك واندهش"، وختم بالقول: "النأي بنفسك يجعلك مساويا مع العنصريين، أنا لست صديقك للحديث عن العنصرية، أريد إجراءات وعقوبات، الهاشتاغ لا يحركني"، حسب قوله.
في غضون ذلك، غرد حساب نادي فالنسيا: "يود النادي أن يدين علنا أي شكل من أشكال الشتم أو الهجوم أو الإهانة في كرة القدم".
وواصل: "من منطلق التزامه بقيم الاحترام في الرياضة، يؤكد النادي موقفه الرافض للعنف البدني واللفظي في الملاعب، ويأسف للأحداث خلال مباراة الفريق ضمن الجولة الـ 35 من لا ليغا أمام ريال مدريد".
وأعرب جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عن تضامنه مع لاعب نادي ريال مدريد، وقال رئيس "فيفا" عبر حسابه على إنستغرام : "التضامن الكامل مع فينيسيوس، لا مكان للعنصرية في كرة القدم أو في المجتمع، والفيفا تقف مع جميع اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم في مثل هذا الموقف، تظهر الأحداث الّتي جرت خلال مباراة ريال مدريد وفالنسيا أن هذا هو الحال".
وأضاف إنفانتينو: "وهذا هو السبب في وجود عملية مكونة من 3 خطوات في مسابقات فيفا يوصى بها على جميع مستويات كرة القدم".
وذكر جياني إنفانتينو الخطوات الثلاث في التعامل مع حالات العنصرية، قائلاً: "توقف المباراة أولاً، ثانياً يغادر اللاعبون الملعب ويعلن المذيع الداخلي أنّه في حال استمرار الهجمات سيتم تعليق المباراة، ثالثاً إذا استمرت الهجمات تتوقف المباراة وتذهب النقاط الثلاث إلى الخصم، هذه هي القواعد الّتي يجب تنفيذها في جميع البلدان وفي جميع البطولات".
وأكد رئيس "فيفا": "من الواضح أن قول هذا أسهل من فعله، لكننا بحاجة إلى القيام به ونحتاج إلى دعمه من خلال التعلم".
يذكر أن اللاعب البالغ من العمر 22 عاما سبق وأن تعرض، في مسابقة الدوري الإسباني لهذا الموسم، لهتافات مسيئة خلال مباريات عدة.