هذه قصة تحطم واحتراق طائرة "الكونكورد" السوفياتية

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
هذه قصة تحطم واحتراق طائرة "الكونكورد" السوفياتية
Central Press/Hulton Archive/Getty Images
8/8هذه قصة تحطم واحتراق طائرة "الكونكورد" السوفياتية

سميت طائرة تو 144 "كونكوردسكي" في الغرب، وذلك بسبب تشابهها مع طائرة كونكورد الأنجلو فرنسية.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما ظهرت الطائرة السوفياتية المنافسة لطائرة "كونكورد" للمرة الأولى في معرض باريس الجوي في العام 1971، ترافق ذلك مع الشعور بالإعجاب القوي والشديد من المهتمين في عالم الطيران. 

قد يعجبك أيضا.. ماذا يحدث حقاً خلف كواليس رحلات الطيران؟

وتخلى الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو آنذاك، عن جزء من قوميته، واصفاً إياها بأنها "طائرة جميلة،" بالإضافة إلى اعتراف صانعي "الكونكورد" المنافسة، بأن الطائرة الروسية الجديدة هي "أكثر هدوءاً ونظافة."

ورغم أن طائرة "توبوليف تو 144" تشابهت مع منافستها الأنجلو فرنسية إلى حد كبير، حتى حصلت على لقب "كونكوردسكي،" إلّا أنها تميزت بروح غموض وغرابة أيضاَ، ما جعلها أكثر عرضة للتفوق على "الكونكورد،" لا سيما أن السوفيات استطاعوا آنذاك، كسب الاحترام والتقدير في مجال الطيران، بعد نجاحهم في العام ذاته، بالهبوط على سطح المريخ وإطلاق المحطة الفضائية الأولى.

ولكن، بدلاً من ذلك، أدى سوء الحظ دوره الكبير، لتصبح "الكونكوردسكي" واحدة من أكثر مشاريع الطيران المدني فشلاً وأكبرها في التاريخ.

قد يعجبك أيضا.. كوسا محشي وبقلاوة..كيف يُحضر طعام الطائرة؟

ورغم أن "الكونكورد" استطاعت الحصول على مكانتها ومركزها في التاريخ، إلّا أن طائرة "تو 144" تمكنت من التغلب على الأقدمية في الطيران مرتين، في رحلتها الأولى في 31 ديسمبر/كانون الأول من العام 1968، وفي رحلتها الثانية "الأسرع من الصوت" في يونيو/حزيران العام 1969.

ولكن، لم تدم هذه النجاحات طويلاً، إذ تعرضت طائرة "تو 144" لحادث مأساوي في العام 1973 خلال الحدث الأكبر في عالم الطيران في باريس، أثناء مسابقة مع نظيرتها "الكونكورد،" حيث قامت "الكونكوردسكي" بعرض وُصف بـ"الجريء والمتهور،" وانتهى بحادثة مميتة، تحطمت فيها الطائرة في السماء، واصطدمت ببلدة غوسافييل، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص كانوا على متنها، وثمانية على الأرض.

وتدعي نظرية مؤامرة غريبة، أن طائرة "توبوليف" تحطمت وقتها لتجنب الاصطدام بطائرة "ميراج" المقاتلة الفرنسية التي كانت تحاول تصويرها، إلّا أن إيليا غرينبرغ، خبيرة طيران سوفييتي وأستاذة هندسية في جامعة "بوفالو،" ترفض هذه النظرية، مؤكدة: "لم يكن لدى ميراج أي علاقة بالحادث. هذه كانت مجرد تكهنات للتشويش على السبب الحقيقي، الذي كان تهور طائرة توبوليف 144 وتجاوزها حدودها أكثر من قدرتها على الاحتمال."

قد يهمك أيضا.. خطوط طيران مخصصة لمواليد الألفية الجديد

ومنذ ذلك الحادث، بدأ صيت طائرة "توبوليف 144" بالتراجع، بينما حاولت "الكونكوردسكي" بشتى الوسائل التفوق على "الكونكورد،" وذلك بسبب تأدية الأولويات السياسية للتغلب على الغرب، دوراً سلبياً، ما دفع السوفييات إلى التسرع في مجال صعب ومعقد للغاية، بحسب قول غرينبرغ.

وفي العام 1977، وبعدما بدأت بخدمة نقل الركاب، ظهرت "تو 144" لتكون ضيقة للغاية، بالإضافة إلى تضمنها العديد من المشاكل في الضجيج الذي تصدره، وذلك بسبب حفاظها على سرعتها باستخدام الحراقات، مثل الطائرات العسكرية.

ولم تستمر طائرة "تو 144" لفترة طويلة كطائرة ركاب، إذ لم تتعدى رحلاتها ذهاباً وإياباً الـ 55 رحلة، تمحورت غالبيتها حول فشل التصميم، بدءاً بإزالة الضغط أثناء الطيران، وصولاً إلى فشل المحرك وأجهزة الإنذار الصاخبة التي لم يكن من الممكن توقيفها.

​​​​​​​وأيضا.. ملايين الأطنان من نفايات الطائرات.. ماذا يحصل بها؟